قارّات ومحيطات: درب التبانة مليئة بالكواكب المشابهة للأرض

2 دقائق
NASA, ESA and G. Bacon (STScI).

أشار باحثون من جامعة كوبنهاجن الدنماركية إلى أن الماء قد يكون موجوداً أثناء تكوين كوكب ما؛ ما يتيح الفرصة لتشكل المحيطات والقارات عليه؛ على عكس النظرية السائدة التي تقول أنه يجب أن يصطدم كويكب جليدي بكوكب ما كي يمنحه الماء؛ اللبنة الأساسية للحياة، ونُشرت الدراسة في دورية «ساينس أدفانس» العلمية.

يقول الباحثون وفقا لحسابات هذه الدراسة أن الماء يُعتبر جزءاً من اللبنات التي شكلت الأرض منذ البداية؛ لذلك هناك احتمال لوجوده أثناء تشكل العديد من الكواكب الأخرى في مجرة درب التبانة، وأن النقطة الحاسمة لوجود الماء السائل على كوكب ما هو بعده عن نجمه.

استخدم فريق البحث نموذج كمبيوتر، لحساب مدى سرعة تشكل الكواكب، ومن أية لبنات تشكلت، وبيّنت الدراسة أن هذه اللبنات كانت عبارةً عن جزيئات غبار من الجليد والكربون بحجم ملليمترات، ومن المعروف أنها تدور حول جميع النجوم الشابة في مجرة ​​درب التبانة؛ سُميّت هذه النظرية «نظرية تراكم الحصى»، وتفيد بأن الكواكب تتكون من حصىً تتجمع معاً، وأن الكواكب تنمو بعد ذلك لتصبح أكبر فأكبر.

في حالة الأرض، تراكمت هذه الجزيئات قبل 4.5 مليار سنة أثناء تكوينها، ونمت الأرض إلى 1% من كتلتها الحالية من خلال التقاط كتل من الحصى المليئة بالجليد والكربون، ثم نمت أسرع وأسرع حتى أصبحت كبيرةً كما نعرفها اليوم بعد 5 ملايين سنة. أثناء تشكل الأرض، ارتفعت درجة الحرارة على السطح كثيراً؛ مما تسبب في تبخّر الجليد في الحصى ليصل إلى السطح مشكلاً الماء بنسبة 0.1% فقط من كوكب الأرض؛ على الرغم أن 70% من سطح الأرض مغطىً بالمياه.

إن وجود جزيء الماء في كل مكان في درب التبانة يطرح إمكانية تكون الكواكب الأخرى بنفس الطريقة مثل الأرض والمريخ والزهرة؛ مما يعني أن الكواكب التي تحتوي على نفس كمية الماء والكربون الموجودة في الأرض، هي كواكب محتمِلة لوجود الحياة فيها، وهي تتشكل على نحو متكرر حول النجوم الأخرى في مجرتنا، ولها فرص جيدة لامتلاك المياه والقارات مثل الأرض؛ بشرط وجود درجة الحرارة مناسبة، أما إذا كان مقدار الماء الموجود على الكواكب عشوائياً، ستبدو الكواكب مختلفةً تماماً، فقد تكون بعض الكواكب جافةً جداً بحيث لا يمكن أن تتطور الحياة عليها، في حين أن البعض الآخر سيكون مغطىً بالمياه بالكامل. طرح الباحثون هذه النظرية قبل 10 سنوات، لكن هذه الدراسة قد أكدتها الآن.

يتطلع الباحثون إلى الجيل القادم من التلسكوبات الفضائية التي تستخدم التحليل الطيفي، لتوفير فرص أفضل بكثير لمراقبة الكواكب الخارجية التي تدور حول نجم غير الشمس، و باستخدام هذه التلسكوبات، يمكن مراقبة نوع الضوء الملتقَط في مدار الكوكب؛ وبالتالي رؤية كمية بخار الماء الموجودة التي تخبرنا بكمية المحيطات الموجودة على الكوكب.

المحتوى محمي