بحثاً عن علامات الحياة: كواكب خارجية رصدت الأرض

2 دقائق
مصدر الصورة: المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي.

حدد العلماء في جامعة كورنيل الأميركية والمتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، 2034 نظاماً نجمياً قريباً ضمن مسافة كونية صغيرة؛ تبلغ 326 سنة ضوئية، يمكنها العثور على الأرض بمجرد مشاهدتها؛ وهي تعبر شمسنا، وفي بحثٍ نُشر في دورية «نيتشر»، قال العلماء أن الكواكب حول تلك النجوم هي أول المشاهدين في حالة البحث عن علامات الحياة على كوكبنا.

زود كتالوج «Gaia eDR3»؛ التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، الباحثين بخريطة دقيقة لمجرة درب التبانة؛ مما سمح لهم بالنظر إلى الخلف والأمام في الوقت المناسب، ومعرفة أين كانت النجوم موجودة وإلى أين تتجه.

من بين 2034 نظاماً نجمياً تمر عبر منطقة عبور الأرض على مدى فترة 10 آلاف عام التي تم فحصها؛ يوجد 117 منها في نطاق 100 سنة ضوئية من الشمس؛ و 75 من هذه الأجسام موجودة في منطقة عبور الأرض منذ نشأة محطات الراديو التجارية على الأرض بدأ البث في الفضاء منذ حوالي قرن من الزمان.

ومن بين تلك الأنظمة كذلك؛ يوجد سبعة منها معروفةً باستضافة الكواكب الخارجية. كل واحد من هذه العوالم لديه، أو ستكون لديه، فرصة لاكتشاف الأرض؛ تماماً كما وجد علماء الأرض آلاف العوالم التي تدور حول نجوم أخرى من خلال تقنية العبور.

من خلال مشاهدة الكواكب الخارجية البعيدة تعبر نجمها -شمسها-؛ يمكن لعلماء فلك الأرض تفسير الغلاف الجوي المضاء من الخلف بواسطة تلك الشمس. إذا كانت الكواكب الخارجية تحمل حياة ذكية، فيمكنها مراقبة الأرض مضاءةً من الخلف بواسطة الشمس، ويمكنهم ورؤية العلامات الكيميائية للحياة في غلافنا الجوي.

على سبيل المثال؛ نظام «روس 128»، ذو النجم القزم الأحمر المضيف، يقع في كوكبة العذراء، يبعد حوالي 11 سنة ضوئية، وهو ثاني أقرب نظام له كوكب خارجي بحجم الأرض. يمكن لأي من سكان هذا العالم الخارجي أن يروا الأرض تعبر شمسنا منذ حوالي 3057 عاماً؛ إلا أنهم سيكونون فقدوا رؤيتهم لها منذ حوالي 900 عام، لخروجها من منطقة العبور.

أما نظام «ترابيست-1»؛ على بعد 45 سنة ضوئية من الأرض، فيحتضن سبعة كواكب عابرة بحجم الأرض؛ أربعة منها في المنطقة المعتدلة الصالحة للحياة؛ لكن لن يتمكن سكان تلك الكواكب الافتراضيين من رصدنا حتى تنقلهم حركتهم إلى منطقة عبور الأرض في 1642 سنة.

يُظهر هذا التحليل أنه حتى أقرب النجوم عموماً تقضي أكثر من 1000 عام في نقطة مراقبة؛ حيث يمكنها رؤية عبور الأرض، وإذا افترضنا أن العكس صحيح، فإن ذلك يوفر جدولاً زمنياً مناسباً للحضارات هناك -إن وجدت- لتحديد الأرض على أنها كوكب مثير للاهتمام.

من المقرر أن يلقي تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي -المتوقع إطلاقه في وقت لاحق من هذا العام- نظرةً تفصيليةً على العديد من العوالم العابرة لتمييز غلافها الجوي والبحث في النهاية عن علامات الحياة.

المحتوى محمي