تنتظر أطفال المملكة العربية السعودية ملايين من الجرعات الأولى للقاحات كورونا، حيث دعت وزارة الصحة السعودية مواطنيها لتلقيح أطفالهم ممن تتراوح أعمارهم بين 5 حتى 11 عاماً، وكان التزايد الكبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا (العامل المسبب لمرض كوفيد-19) هو السبب وراء قيام وزارة الصحة السعودية بهذه الخطوة.
قد يتساءل البعض: "لمَ الأطفال؟"، وهذا سؤال حكيم في الوقت الذي تزدحم فيه المشافي بالمرضى كبار السن والمضعفين مناعياً! والجواب، إن فيروس كورونا يصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، فقد لا تظهر الأعراض بوضوح عند الأطفال إلا أنهم يحملون خطر نقل العدوى، وبالتالي سيساعد التطعيم في الحماية من انتقال الفيروس من شخص لآخر دون تعريض الأطفال والمراهقين لأي مخاطر محتملة، لاسيما بعد أن أثبتت اللقاحات أنها آمنة بالنسبة للأطفال.
وعلى الرغم من أن المخاطر الشخصية التي يتعرض لها الأطفال عند الإصابة بالفيروس ضئيلة مقارنة بالبالغين، إلا أن الأمر ينتهي عند بعض الأطفال في غرفة العناية المشددة نتيجة حدوث فشل في الجهاز التنفسي وغيرها من المضاعفات التي لا يمكن التنبؤ بها.
يعتبر ارتفاع معدل الإصابة بين الأطفال والمراهقين أمراً مثيراً للقلق لسببين مهمين، أولهما أن الطفل الحامل للفيروس قد يلعب دوراً في نقله لبالغ مُضعف مناعياً، أو لبالغ غير مُطعّم. أمّا السبب الثاني فهو ازدياد فرص تحور الفيروس واكتسابه للطفرات بازدياد عدد الأفراد الحاملين له، ما يجعل هذا الوباء أكثر تفشياً وأشد مقاومة للقاحات الحالية.
اقرأ أيضاً: قريباً جداً: الأطفال على قائمة المتلقين للقاحات كوفيد-19
اللقاحات التي تم ترخيصها للأطفال
تم ترخيص مجموعة من اللقاحات في عدد من الدول الأوروبية ودول أخرى حول العالم، كان على رأسها لقاح "فايزر" (Pfizer) الذي أثبت فعاليته وسلامته بين صفوف الأطفال والبالغين، وكانت الفئة العمرية التي ينصح إعطاء اللقاح لها هي من 12 حتى 17 عاماً.
كما تم ترخيص لقاح "موديرنا" (Moderna) للأطفال كما البالغين، وكان أكثر اللقاحات استخداماً من قبل وزارات الصحة في الدول الأوروبية. وحقق لقاح "سينوفاك" (Sinovac) نجاحاً كبيراً بعد أن ساعد في تراجع الإصابات في إندونيسيا، بعد بدء سلسلة تلقيح أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين 12 حتى 17 عاماً بهذا اللقاح، إلا أن الصين لم تسمح بإعطائه إلا في الحالات الإسعافية المهددة لحياة الأطفال ممن تراوحت أعمارهم بين 3 حتى 17 عاماً.
كانت الإمارات العربية المتحدة أولى الدول العربية التي شملت اليافعين والأطفال بسياسة تطعيم سكانها، ووفرت لقاح "سينوفارم" (Sinopharm) لكل من يرغب بتطعيم أطفاله. كما تلقى أطفال المملكة المتحدة ممن تراوحت أعمارهم بين 12 و18 عاماً لقاح فايزر، والذي حقق نسبة فعالية وصلت إلى 93%، وهي ذات درجة الفعالية التي وُجدت بين البالغين الذين تلقوا اللقاح، وكانت ذروة الاستجابة للقاح بين اليوم 9 وحتى اليوم 21 بعد الجرعة الثانية.
ختاماً، من المهم معرفة أن التطعيم قد لا يحمي الأفراد بشكل تام من العدوى ولا يجعل من فرص نقل الفيروس صفراً، ولكنه يقلل بشكل كبير من حدوث ذلك ويساعد الجسم على تشكيل استجابة مناعية مبدئية متمثلة بالأجسام المضادة التي تؤمن مناعة خلوية جزئية تخفف من شدة المرض عند الإصابة. ولكن دور التطعيم يتعاظم إلى جانب التباعد الاجتماعي وغسيل اليدين واستخدام أقنعة الوجه في التقليل من انتشار الفيروس والقضاء عليه.