وجد باحثون في معهد كارولينسكا السويدي أن النساء اللاتي تم تلقيحهن ضد فيروس الورم الحليمي البشري «HPV» انخفضت نسبة إصابتهن بسرطان عنق الرحم؛ ونُشرت الدراسة أمس الأربعاء في دورية «نيو انجلاند» الطبية.
فيروس الورم الحليمي البشري هو مجموعة من الفيروسات التي تسبب عادة الثآليل التناسلية وأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان عنق الرحم، وهو مرض يقتل أكثر من 250 ألف امرأة سنوياً على مستوى العالم. ونفذت أكثر من 100 دولة برامج تلقيح وطنية ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وشملت السويد الفتيات أيضاً في البرنامج.
أظهرت دراسات سابقة أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يقي من ثآليل الأعضاء التناسلية وآفات عنق الرحم السابقة للتسرطن والتي يمكن أن تتطور إلى سرطان عنق الرحم. ومع ذلك، هناك نقص في الدراسات السكانية الكبيرة التي درست الصلة بين لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم، وهو أشد أشكال المرض خطورة.
أكد الباحثون أن التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري وقائي ليس فقط ضد التغيرات الخلوية التي يمكن أن تكون مقدمات لسرطان عنق الرحم ولكن أيضاً ضد سرطان عنق الرحم الغازي.
تابع الباحثون خلال فترة 11 عاماً؛ حوالي 1.7 مليون امرأة تتراوح أعمارهن بين 10 و 30 عاماً. من بين هؤلاء النساء، تم تلقيح أكثر من 500 ألف امرأة ضد فيروس الورم الحليمي البشري، معظمهن قبل سن 17 عاماً، وتم تسجيل 19 إصابة بينهن مقابل 538 امرأة مصابة لم تتلقَ اللقاح.
قال الباحثون إن الفتيات اللاتي تلقين اللقاح قبل سن 17 عاماً انخفض خطر إصابتهن بسرطان عنق الرحم بنسبة 88%. والنساء اللواتي تلقين اللقاح بين 17 و30 عاماً انخفض خطر إصابتهن بسرطان عنق الرحم مقارنة بالنساء اللواتي لم يتلقين اللقاح.
يعود السبب في أن الفتيات اللاتي تلقين اللقاح في سن مبكرة يتمتعن بقدر أكبر من الحماية، لأنهن أقل عرضة للإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، بالإضافة إلى أن التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري ليس له أي تأثير علاجي ضد عدوى موجودة مسبقاً.