بـ400 مليون دولار: ناسا تكشف عن خطة بناء محطات فضائية خاصة

2 دقائق
محطة الفضاء الدولية. الصورة: وكالة ناسا

كشفت وكالة ناسا في الأسبوع الماضي عن مشروع «المحطات الفضائية التجارية في مدار الأرض المنخفض» (CLD)، مع خططٍ لمنح ما يصل إلى 400 مليون دولار في المجموع لما يصل إلى أربع شركات في الربع الأخير من عام 2021 لبدء التطوير في محطات وموائل الطيران الفضائية خاصتها.

هل تسعى ناسا لغزو الفضاء؟

تسعى وكالة ناسا إلى تكرار نجاح برامجها للشحن التجاري ونقل طواقم العمل التجاري. إذ شهدت تلك البرامج قيام ثلاث شركات بإدارة مهام وكالة ناسا فيما يتعلق بإرسال البضائع ورواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية.

قال مدير المشروع، «فيل ماكاليستر»، إنه يعتقد أن هذا المشروع يتضمن ثلاثة أنشطة رئيسية؛ نقل البضائع، ونقل الطواقم وإقامة الوجهات نفسها. ونقلت وكالة ناسا بالفعل مسؤولية النشاطين الأولين إلى شركات خاصة، حيث دفعت الوكالة لشركتي «سبيس إكس» و «نورثَب جرامان» لإرسال مركبات فضائية للشحن إلى محطة الفضاء الدولية، وكذلك «سبيس إكس» و«بوينج» لإطلاق رواد الفضاء. بعدما كانت الوكالة تمتلك في السابق كامل الملكية لجميع الأنشطة الثلاثة.

لكن إذا بقيت الأمور على هذا النحو دائماً، فإن الأنشطة في في المدار الأرضي المنخفض ستكون دائماً محدودة بحجم ميزانية ناسا. وهذا ما لا ترغب به إدارة الوكالة. فمن خلال إشراك القطاع الخاص في هذه الأقسام وفي هذه المناطق، كمورّدين ومستخدمين، فإنه سيؤدب إلى توسع العمل، ووجودد المزيد من الأشخاص في مدارٍ أرضي منخفض.

خفض التكاليف وتدارك الأمور قبل فوات الأوان

محطات فضائية خاصة
الصورة: وكالة ناسا

تكلف محطة الفضاء الدولية وكالة ناسا حوالي 4 مليارات دولار سنوياً لتشغيلها. علاوةً على ذلك، كلفت محطة الفضاء الدولية ما مجموعه 150 مليار دولار لتطويرها وبنائها، إلا أن ناسا استطاعت تحصيل معظم هذه الفاتورة بتبرعاتٍ ومساهمات من روسيا وأوروبا واليابان وكندا.

قدرت ناسا العام الماضي أن برنامج نقل طواقم العمل التجاري «كوميرشال كرو» وحده قد وفر للوكالة ما بين 20 و 30 مليار دولار، بينما تم تمويل تطوير مركبتين فضائيتين، بدلاً من واحدة فقط. وفي حين أن شركة بوينج لم تكمل اختبارات التطوير بعد، فقد عانت من نكسة طويلة بعد فشل إطلاق أول كبسولة بدون طاقم في ديسمبر/كانون الأول عام 2019 بسبب العديد من الحالات الشاذة، فإن مركبة الفضاء «كرو دراجون» التابعة لشركة سبيس إكس استطاعت بالفعل حمل رواد فضاء ناسا بشكل عملي من وإلى محطة الفضاء الدولية العام المنصرم.

الدافع الآخر لبدء هذا البرنامج هو تهالك محطة الفضاء الدولية البطيء واقتراب تقاعدها، حيث تم تصنيع الكثير من الهياكل الأساسية للمحطة الفضائية في التسعينيات، وأضيف إليها الهيكل المضغوط النهائي في عام 2011. وفي العام الماضي، عمل رواد الفضاء الروس على تصحيح تسرب هواء صغير في إحدى وحدات المحطة.

المرشحين لتبني نموذج العمل الجديد

محطات فضائية خاصة
صاروخ «كرو دراجون» التابع لسبيس إكس. الصورة: وكالة ناسا

ترى ناسا أن هذا البرنامج هو وسيلة لجعل العديد من الشركات تقوم بتطوير وبناء موائل جديدة في السنوات القليلة المقبلة، بحيث تكون الوكالة مجرد مشرف قبل تقاعد محطة الفضاء الدولية. وبعيداً عن هذا البرنامج، منحت وكالة ناسا شركة «أكسيوم سبيس» المتخصصة في رحلات الفضاء عقداً بقيمة 140 مليون دولار لبناء وحداتٍ لإضافتها إلى محطة الفضاء الدولية. وعندما تتقاعد محطة الفضاء الدولية، تخطط أكسيوم لفصل وحداتها وتحويلها إلى محطة فضائية حرة الطيران.

قال متحدث باسم أكسيوم، في تصريح لشبكة «سي إن بي سي» الأميركية إن الشركة تدعم رؤية ناسا لاقتصاد متعدد الأوجه في المدار الأرضي المنخفض على نطاقٍ واسع. كما أوضح أن إنشاء محطة أكسيوم في البداية كامتداد لمحطة الفضاء الدولية سيوسع العمل الذي يمكن القيام به على متن المحطة على المدى القريب، وسيتيح الانتقال السلس في الوقت المناسب عندما تصل محطة الفضاء الدولية إلى نهاية عمرها الافتراضي.

ستصدر وكالة ناسا إعلاناً نهائياً لمقترحات مشروع المحطات الفضائية التجارية في مدار الأرض المنخفض في مايو/أيار المقبل، مع توقع منح المرحلة الأولى من التمويل بين أكتوبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول.

اقرأ أيضاً: تسبح في المدار: التلوث الضوئي للأقمار الصناعية يعرقل رصد الكون

المحتوى محمي