مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تتصدر مكافحة البعوض الناقل للأمراض

3 دقائق
مكافحة البعوض في السعودية
حقوق الصورة: ديبوزيت فوتوز.

تتسبب الأمراض المنقولة بواسطة النواقل، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، في حصاد أرواح أكثر من 700 ألف شخص سنوياً، ويُعد البعوض من أبرز الحشرات الناقلة للأمراض بين البشر، بسبب نقله للفيروسات والطفيليات؛ فعندما تلدغ البعوضة الحاملة للفيروسات أو الطفيليات المسببة للأمراض إنساناً ما، فإنها تنقلها من خلال الجلد لداخل جسمه؛ عن طريق حقن اللعاب المحتوي على الجرثومة.

ومن أخطر الأمراض التي ينقلها البعوض: الملاريا، وحمى الضنك، والحمى الصفراء، ومرض شيكونغونيا، وداء الفيل، وفيروس زيكا، وحمى غرب النيل. الملاريا وحدها؛ وهي عدوى طفيلية ينقلها بعوض الأنوفيليس (Anopheles)، تتسبب في إصابة 219 مليون حالة في العالم منذ أن ظهرت لأول مرة، وبمعدل وفيات يزيد على 400 ألف حالة وفاة سنوياً؛ حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، ومن الأمراض المنقولة كذلك حمى الضنك؛ التي تعد من أكثر حالات العدوى الفيروسية انتشاراً حول العالم، ويسبّبها بعوض يُطلق عليه مسمى البعوض الزاعج (Aedes aegypti)، وهناك ما يزيد عن 3.9 مليار شخص من 129 بلداً حول العالم معرضون لخطر الإصابة بهذا المرض، كما تُشير التقديرات إلى أن نحو 96 مليون من الحالات المصابة به يكون لديها أعراض مصاحبة، أما بالنسبة لعدد الوفيات فيُقدر بـ 40 ألف وفاة سنوياً. 

وبصفة عامة، يمكن الوقاية من العديد من الأمراض المنقولة بواسطة النواقل؛ من خلال اتخاذ تدابير وقائية، وتعبئة طاقات المجتمعات المحلية، ويمكن منع انتقال الأمراض لشخص آخر بمكافحة البعوض، وعزل المصابين بالمرض عن الأصحاء، أو إعطاء اللقاحات المضادة للأشخاص الأصحاء عند وجود احتمال لتعرضهم للعدوى.

الأمراض المنتقلة عن طريق البعوض

أقرّت جمعية الصحة العالمية في عام 2017، «الاستجابة العالمية الخاصة بمكافحة النواقل للفترة 2017-2030»؛ التي تتضمن إرشادات استراتيجيةً موجهةً إلى البلدان والشركاء الإنمائيين بشأن تعجيل وتيرة تعزيز مكافحة النواقل؛ بوصفها نهجاً جوهرياً للوقاية من الأمراض والاستجابة لتفشّيها. 

 وقد تم تسجيل أول حالة إصابة بحمى الضنك في المملكة العربية السعودية في عام 1994، وفي عام 2015، تم تسجيل 5428 حالة إصابة، ومن جهة أخرى، تعد الملاريا من المشكلات الرئيسية؛ خاصةً في منطقة جازان؛ التي سُجلت فيها 5522 حالة محلية بين عاميّ 2000 و2014، وتم تسجيل 8925 حالة إصابة محلية مؤكدة بالملاريا في المنطقة الغربية بين عاميّ 2014 و2017، بمتوسط يبلغ 2231 حالة ملاريا سنوياً.

على الرغم من الجهود المبذولة للقضاء على الأمراض المنقولة بالنواقل في المملكة، إلا أن تكرار ظهورها قد يؤدي إلى تفشّيها على نطاق واسع؛ ولذا فإن هناك حاجة ملحّة للتنسيق بين الجهات ذات العلاقة، لوضع استراتيجيات جديدة للمساعدة في السيطرة عليها، والحد من تفشّيها وانتشارها في المستقبل.

مشروع المكافحة الحيوية للبعوض

مكافحة البعوض في السعودية
حقوق الصورة: شتر ستوك/ جارون أونتاكراي. 

ضمن جهود مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية للمساهمة في وضع حل للمشكلات الصحية في المملكة؛ قامت المدينة بتوقيع اتفاقية بحث علمي مع منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية «CSIRO» في أستراليا؛ تهدف للتعاون التقني في مجال المكافحة الحيوية للبعوض الناقل للفيروسات المسببة للأمراض. 

يهدف مشروع مكافحة البعوض بشكل أساسي إلى وضع أسس لاستراتيجيات المكافحة الفعالة لحمى الضنك والملاريا في المملكة العربية السعودية؛ من خلال بناء القدرات المحلية ونقل التقنيات الحديثة والتعاون العلمي والتقني مع الجهات ذات العلاقة في المملكة، ويشمل هذا التعاون في مرحلته الأولى تطبيق تقنيات المكافحة الحيوية باستخدام بكتيريا ولباكيا «Wolbachia»، للحد من زيادة أعداد البعوض الناقل للفيروس المسبب لحمى الضنك بمدينة جدة؛ حيث نجحت هذه التقنية في عدد من دول العالم التي عانت من هذه المشكلة؛ مثل: سنغافورة، وماليزيا، وأستراليا، وإندونيسيا.

تشمل مراحل المشروع  ما يأتي: 

  1. التحديد الجغرافي الدقيق لمواقع انتشار نواقل حمى الضنك والملاريا في المملكة العربية السعودية.
  2. جمع عينات بشكل مكثف من البعوض في المملكة؛ وذلك للقيام بالدراسات الوراثية والبيئية ولمعرفة أنواع البعوض الموجودة في المملكة.
  3. دراسة التنوع الوراثي لتجمعات البعوض في المملكة، واستخدام التحاليل الوراثية لتحديد أنماط الحركة المحلية في مواقع تكاثر البعوض.
  4. تحديد التغيرات الوراثية في البعوض المسؤولة عن مقاومة المبيدات الحشرية.
  5. تطوير استراتيجيات المكافحة الحيوية المعتمدة على بكتيريا ولباكيا؛ وقد شمل ذلك تأسيس مختبر متخصص لإكثار مستعمرات البعوض، وتطوير بعوض حامل لبكتيريا ولباكيا المتوفرة في بيئة المملكة.
  6. إجراء التجارب المعملية الأولية لدراسة الفعالية، وإطلاق التجارب الحقلية في المناطق المستهدَفة بعد الحصول على الموافقة من الجهات المعنية.
  7. استحداث وتطوير منهجية منظمة لإطلاق البعوض الحامل للبكتيريا في المناطق المستهدفة، ومراقبة الجودة عن طريق الرصد والتتبع وجمع البيانات وتحليلها.

اقرأ أيضاً: علماء ينجحون في إنتاج فطور معدلة جينياً قادرة على مكافحة البعوض باستخدام سموم العقارب والعناكب

إنجازات مدينة الملك عبد العزيز في مكافحة البعوض 

مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية «كاكست»
الصورة: مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية «كاكست».

حققت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية العديد من الإنجازات في مشروع مكافحة البعوض الناقل للأمراض؛ حيث وقّعت مذكرتي تفاهم مع كل من هيئة الصحة العامة «وقاية»، وأمانة محافظة جدة، وتم الانتهاء من تجهيز وتشغيل مختبر أبحاث المكافحة الحيوية للبعوض الناقل للأمراض المعدية، ويجري حالياً إكثار أنواع من البعوض لتطبيق تقنيات المكافحة الحيوية باستخدام بكتيريا ولباكيا، للحد من أعداد البعوض الناقل للفيروس المسبب لحمى الضنك بمدينة جدة، ومن أبرز جهود المدينة في هذا الصدد:

  1. توقيع اتفاقية تعاون بحثي مع منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية «CSIRO». 
  2. توقيع مذكرة تفاهم مع هيئة الصحة العامة «وقاية».
  3. توقيع مذكرة تفاهم مع أمانة محافظة جدة.
  4. الانتهاء من تجهيز وتشغيل مختبر أبحاث المكافحة الحيوية للبعوض الناقل للأمراض المعدية بمدينة جدة.
  5. الإنجاز السنوي 100%.
  6. الإنجاز الكلي 70%.
  7. تاريخ البدء 2019/01/20.
  8. تاريخ الانتهاء 2021/12/31.

ختاماً؛ يُنتَظر أن يساهم هذا المشروع في مكافحة البعوض الناقل للأمراض، والحد من انتشار الأمراض، وتخفيف عبء الأمراض المنقولة بواسطة البعوض في المملكة العربية السعودية.

المحتوى محمي