ما الأفضل من استخدام نوع واحد من الطاقة النظيفة؟ إنه التكنولوجيات ثلاثية المكونات التي تعمل معاً لاستخدام الطاقة النظيفة في شبكات توليد الطاقة الكهربائية. في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2022، تم تشغيل أول منشأة طاقة خدمية تمزج بين تكنولوجيا توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزين الطاقة في البطاريات في شمال ولاية أوريغون الأميركية، وبدأت هذه المنشأة بتزويد شبكة الكهرباء في الولاية بالطاقة. يمكن أن تولد هذه المنشأة 300 ميغاواط من الطاقة من الرياح و50 ميغاواط من الطاقة الشمسية و30 ميغاواط من الطاقة التي يمكن تخزينها في البطاريات. وهي كمية من الطاقة الكهربائية النظيفة تكفي لنحو 100 ألف منزل.
الدمج بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
هذا المشروع، والذي يحمل اسم منشآت ويتريدج للطاقة المتجددة (Wheatridge Renewable Energy Facilities)، مملوك بشكل مشترك من شركة نيكست إيرا إينرجي ريسورسز محدودة المسؤولية (NextEra Energy Resources) وشركة بورتلاند جنرال إلكترك (Portland General Electric).
تتوافق تكنولوجيا توليد الطاقة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل جيد نظراً لأن ساعات ذروة توليد كل منهما متعاكسة. تميل الرياح لأن تكون أسرع ليلاً، بينما تكون أشعة الشمس في ذروة شدّتها خلال النهار. مع ذلك، يعتبر تخزين الطاقة في البطاريات عاملاً ضرورياً؛ إذ إنه يساهم في تعويض النقص الناجم عن الانقطاع في فترتي توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. بوجود هذه القدرة على التخزين، يمكن الحصول على الطاقة في أي وقت، حتى بغياب أشعة الشمس والرياح.
قبل إقرار قانون الحد من التضخّم في الولايات المتحدة، اقتصرت مشاريع توليد الطاقة المتجددة على تلك التي تعتمد على الطاقة الشمسية. ووفقاً لما قاله غريغوري ويتستون (Gregory Wetstone)، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في منظّمة المجلس الأميركي المعني بشؤون الطاقة المتجددة (American Council on Renewable Energy) لموقع يوتيليتي درايف، يعود ذلك إلى أنه "تم التحفيز على استخدام تكنولوجيا تخزين الطاقة المتجددة بموجب قانون الضرائب فقط في حال استخدام هذه التكنولوجيا في مشاريع توليد الطاقة الشمسية". ولكن منذ إقرار القانون سابق الذكر، والذي يتعلق بالقضايا المناخية، فُتح المجال للمزج بين المشاريع التي يتم فيها تخزين الطاقة في البطاريات ومشاريع توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبعض أنواع الطاقة المتجددة الأخرى أيضاً.
اقرأ أيضاً: أنظمة الطاقة الشمسية العائمة: ثورة في إنتاج الطاقة النظيفة
تجربة ولاية أوريغون في تخفيض الانبعاثات
في عام 2007، حددت ولاية أوريغون أهدافها الخاصة لخفض الانبعاثات بمقدار أقل من الانبعاثات التي أصدرت في عام 1990 بنسبة 10% بحلول عام 2020، وبمقدار يقل عن انبعاثات نفس العام بنسبة 75% بحلول عام 2050. كما أمر حاكم الولاية بتحديد أهداف أكثر طموحاً في عام 2020. تعتبر أهداف خفض الانبعاثات التي حددتها الولاية والتي تخص الطاقة المقدّمة لعملاء التجزئة طموحة أكثر. وهي تنص على خفض الانبعاثات بنسبة 80% على الأقل بحلول عام 2030، و90% بحلول عام 2035، و100% بحلول عام 2040.
مع ذلك، يبدو أن الولاية في طريقها لتحقيق هذه الأهداف؛ إذ مثّلت نسبة الطاقة الكهربائية التي تستخدم المرافق الخدمية والمولّدة من مصادر متجددة 68% في عام 2020، وذلك وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. يمثّل المشروع الجديد بالنسبة لشركتي نيكست إيرا إينرجي ريسورسز محدودة المسؤولية وبورتلاند جنرال إلكتريك خطوة أخرى تجاه تحقيق هذه الأهداف.
قالت ماريا بوب (Maria Pope)، رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لشركة بورتلاند جنرال إلكترك في بيان صحفي: "من خلال دعم المشاريع المبتكرة مثل مشروع ويتريدج، سنواصل في تسريع عملية تطوير تكنولوجيا الطاقة المتجددة لخدمة ولايتنا ومجتمعاتنا وعملائنا، مع الحفاظ على موثوقية هذه التكنولوجيا وجعلها معقولة التكلفة"، وأضافت: "تمثّل هذه الشراكة إنجازاً مرحلياً في جهود إزالة الكربون من الأنظمة الخدمية وإيصال الطاقة النظيفة لجميع مواطني الولاية".
اقرأ أيضاً: تمرر 57% من الضوء: نوافذ الغد ستولد الكهرباء من الطاقة الشمسية
تعتبر المشاريع التي تمزج بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتكنولوجيا التخزين في البطاريات نادرة حتى خارج الولايات المتحدة. تم إطلاق أحد هذه المشاريع في شهر مارس/ آذار 2022 في هولندا. ويتم أيضاً تطوير بعض المشاريع في أستراليا والمملكة المتحدة. مع إصدار عدد من القوانين التي تخص القضايا المناخية في جميع أنحاء البلاد، نأمل أن يزداد عدد الشراكات التي تدعم توليد الطاقة النظيفة في المستقبل.