وجد فريق من الباحثين من معهد باليو للأبحاث بجامعة جوهانسبرج الجنوب إفريقية، عدّة مصائد صحراوية في جزء من جنوب إفريقيا؛ وهي حجارة مرصوفة على نحو دائري تمتد على كيلومترات، ووصف الباحثون مدارج الصيد القديمة هذه التي بُنيت لتجميع الحيوانات البرية، في ورقتهم المنشورة في دورية «آركيولوجيكال أند أنثروبولوجيكال ساينسز».
.أظهرت الأبحاث السابقة أن الصيادين وجامعي الثمار القدامى الذين عاشوا خلال العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي، قاموا ببناء ما أصبح يوصف بالمصائد الصحراوية؛ التي كان يستخدمها الناس بغرض اصطياد الحيوانات البرية؛ حيث يتم توجيهها إلى الممرات التي تفضي إلى الدائرة التي تكون كمصيدة تمكنهم من القبض عليها.
صُنعت المصائد الصحراوية عن طريق تكديس الحجارة لتشكيل مجموعتين من الجدران متقابلة؛ والتي تضيق باتجاه بعضها البعض كشكلٍ من أشكال الفخ، وتتقارب الجدران في النهاية لتصبح حظيرةً محصورةً بحيث يسهل قتل الحيوانات العالقة فيها.
تضمّن استخدام تلك المصائد مطاردة الحيوانات فيها حتى وصولها إلى الحظيرة المحصورة في النهاية، وبعد ذلك؛ قتل الحيوانات باستخدام الأسلحة الأساسية؛ مثل الحِراب والسكاكين. استُخدمت المصائد الصحرواية لقتل الخنازير والغزلان والماشية، وفي هذا االبحث الجديد، وجد الباحثون عدة مصائد صحرواية بالقرب من قرية «Keimoes» في جنوب إفريقيا.
تم العثور على المصائد الصحرواية في مواقع متعددة؛ من خلال دراسة المناظر الطبيعية في جنوب إفريقيا باستخدام معدات «الليدار»؛ أي تحديد المدى عن طريق الضوء أو الليزر، وهي تكنولوجيا استشعار عن بعد مرئية باستخدام نبضات من الضوء، موجودة على طائرةٍ مسيّرة عملت على جمع البيانات من 2016 إلى 2019.
ووجد الباحثون أيضاً أن البناة القدامى قاموا أحياناً ببناء عدة مصائد صحراوية قريبة من بعضها البعض؛ كل منها يهدف إلى التقاط حيوانات مختلفة، ويمثل هذا الاكتشاف الاستخدام الأقصى جنوباً للمصائد الصحراوية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
أظهر الفحص الدقيق للمصائد الصحراوية أنها بُنيت قبل 2000 عام تقريباً؛ أي في وقتٍ أقرب بكثير من تلك التي تم العثور عليها في الشرق الأوسط، ويقترح الباحثون أيضاً أن هيكل المصائد الصحراوية والطرق التي استخدمها القدماء، أظهرت فهماً واضحاً لسلوك الحيوانات؛ بما في ذلك أنماط الهجرة.