أكد بيل نيلسون؛ مدير وكالة الفضاء الأميركية ناسا، أن مؤسسته تنوي إرسال مهمتين آليتين جديدتين إلى كوكب الزُهرة، أمس- الأربعاء.
ستكلف البعثات مجتمعةً ما يصل إلى مليار دولار، وهي أول زيارة لناسا إلى الزهرة؛ توأم كوكب الأرض منذ أوائل التسعينيات، بينما شهد المريخ؛ الجار القريب الآخر، مجموعةً من الزوار الآليين، ومن المتوقع أن يستقبل الأخير أول زواره البشريين مع نهاية العقد الحالي.
سترسل المهمة الأولى؛ التي سمّيت بـ«دافينشي+»، كرةً مدرعةً إلى جوف الغلاف الجوي للزهرة، وستعمل أدواتها على دراسة الغازات النبيلة هناك لتحديد أصول الكوكب، وستستنشق الكبريت والكربون بالقرب من السطح، للحصول على دليلٍ على النشاط البركاني الأخير، كما ستشمل «دافينشي+» أيضاً مركبةً مداريةً لرسم خريطة جيولوجية الكوكب؛ بما في ذلك مرتفعاته الغامضة.
يمكن لتحليل نظائر هذه الغازات النبيلة في الغلاف الجوي، أن يمنح العلماء فرصةً لمعرفة ما إذا كان كوكب الزهرة قد بدأ بكميةٍ من الماء مثل الأرض، وما إذا كان الكوكب لا يزال يخفي المياه في أعماق باطنه؛ وهي المادة المزلقة للصفائح التكتونية؛ إذ يمكن أن يكشف فحص التركيب الصخري عما إذا كانت المناطق المرتفعة قليلاً عناك هي بقايا قارات، كما يشك بعض الباحثين.
أما مهمة الزهرة الثانية؛ «فيريتاس»، ستستخدم رادار الفتحة التركيبية؛ وهو إحدى أشكال الرادار، ويُستخدم لإنشاء صور ثنائية أو ثلاثية الأبعاد للأشياء؛ مثل المناظر الطبيعية، للنظر عبر السحب السميكة للكوكب، وإعادة تكوين تضاريسه، وكشف ما إذا كانت البراكين أو الأشكال المختلفة الأخرى من الصفائح التكتونية نشطةً على سطحه؛ إذ كشفت البعثات السابقة عن أدلةٍ مثيرةٍ على وجود نقاط ساخنة؛ ولكنها تفتقر إلى البيانات الكافية للإجابة على أسئلة حول سبب اختلاف مصير كوكب الزهرة بشكلٍ صارخ عن مصير الأرض.
لطالما كانت الحجة العلمية لاستكشاف كوكب الزهرة قوية، فلا يوجد كوكبٌ لديه المزيد ليقوله حول كيفية ظهور الأرض أكثر منه. كوكب المريخ صغيرٌ ومتجمد؛ فقد حرارته وغلافه الجوي إلى حد كبير في الفضاء منذ فترةٍ طويلة، كما يمكن أن تستضيف الزهرة براكينَ نشطةً، وقد تكون احتوت في السابق على المحيطات والقارات؛ والتي تعد ضروريةً لتطور الحياة.
وربما تكون الصفائح التكتونية قد سادت هناك كما في الأرض، أو ربما بدأت بالتشكّل مؤخراً، مخفيةً تحت السحب، كما يثبت كوكب الزهرة أيضاً من خلال الأمثلة، أن الدوران داخل المنطقة الصالحة للحياة للنجم المضيف، لا يضمن أن يكون الكوكب مناسباً للحياة.
كما يمكن أن يساعد فهم كيف ساء الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، وتحول إلى بيئةٍ دفيئةٍ جامحة تغلي فيها المحيطات وينصهر السطح، إلى مساعدة علماء الفلك الذين يدرسون أنظمةً شمسيةً أخرى، على التمييز بين الكواكب الخارجية الشبيهة بالأرض وتوائمها الشريرة.