عادةً ما يذكر العلماء فوهة تشيكسولوب الموجودة قبالة شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية عند الحديث عن الحدث الذي تسبب بانقراض الديناصورات. تشكّلت هذه الفوهة التي يبلغ قطرها 9.6 كيلومترات بسبب حادث تصادم الكويكب الشهير الذي تسبب بانقراض الأنكيلوصور والتيرانوصور والتريسيراتوبس والعديد من الأنواع الأخرى من الديناصورات قبل 66 مليون عام. لكن لا تزال أشكال الحياة موجودة في هذه الحفرة القديمة في قاع المحيط على عمق يبلغ 762 متراً تحت خليج المكسيك.
اكتشاف جديد في فوهة تشيكسولوب
إذ اكتشف الباحثون نوعاً جديداً من متساويات الأقدام العملاقة الغريبة التي تعيش في أعماق البحار في هذه الحفرة تحت المائية. أطلق العلماء على هذا النوع الجديد اسم باثونيموس يوكاتانينسيس. وتعيش هذه القشريات في أعمق منطقة من المحيط والتي تدعى المنطقة القاعيّة. تعتبر هذه اللافقاريات التي يبلغ طولها 25 سنتيمتراً قريبة للغاية وراثياً من أنواع مثل قمل الخشب والأرماديلا التي تعيش على البر والتي تشترك بقاربة وراثية بعيدة مع القريدس والكركند. يعتقد العلماء أن هناك نحو 10 آلاف نوع مختلف من متساويات الأقدام يعيش نصفها تقريباً في المحيط.
اكتشف فريق من الباحثين التايوانيين واليابانيين والأستراليين النوع الجديد في فوهة تشيكسولوب قبالة الشاطئ الشرقي للمكسيك بعد التقاطها باستخدام فخ يحتوي على الطعوم عام 2017. نشر الباحثون نتائجهم في مجلة التاريخ الطبيعي في 9 أغسطس/آب 2022. وتبين هذه النتائج أن أفراد النوع الجديد يتمتّعون بحجم كبير للغاية بالنسبة لمتساويات الأقدام. إذ أنهم يمتلكون 14 رجلاً ويبلغ طول كل منهم 25 ضعف حشرة قمل الخشب. يعتبر حجم هذه الكائنات أحد الأمثلة على ظاهرة يطلع عليها العلماء اسم عملاقة كائنات الأعماق، والتي تصف نمو أحجام الكائنات التي تعيش في قاع المحيط مقارنة بأقربائها التي تعيش على البر.
اقرأ أيضاً: اكتشاف حفريات لحوت مصري قد تملأ ثغرات في تطور الحيتان
على الرغم من أن هذه الكائنات تبدو مخيفة بعض الشيء، فإنها لا تؤذي البشر على الإطلاق. يمتلك أفراد النوع الجديد قشوراً ذات لون أصفر باهت تميّزهم عن الأنواع الشبيهة الأخرى التي تعيش في نفس المنطقة. يعتبر باثينوموس يوكاتانينسيس النوع الثالث من متساويات الأقدام الذي يكتشف قرب فوهة يوكاتان. إذ إنه تم اكتشاف نوع باثينوموس غيغانتيوس عام 1879 ونوع باثينوموس ماكسيوروم في 2016.
قال مؤلفو الدراسة: "يمتلك أفراد نوع باثينوموس يوكاتانينسيس أجساماً نحيلة أكثر مقارنة بأفراد نوع باثينوموس غيغانتيوس، كما أنها أقصر طولاً"، وأضافوا: "بالإضافة إلى ذلك، يمتلك أفراد هذا النوع أطرافاً صدريّة نحيلة أيضاً".
يدرس الباحثون الآن هذا النوع الجديد بعيداً عن موطنه في حديقة أسماك إينوشيما في اليابان، لكنه يواصل إلهام عشاق متساويات الأقدام حول العالم.