أظهرت دراسة حديثة أنّ الطفرات الجينية التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان يمكن أن تحدث لسنوات، أو حتى عقود، قبل تشخيص المرض، أي أنه من الطبيعي أن تكون هناك طريقة ما لكشف هذا المرض مبكراً.
طور الباحثون في جامعة كامبريدج البريطانية، والمعهد الأوروبي للمعلومات الحيوية (EMBL-EBI) التابع لمختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي نموذجاً إحصائياً يحلل البيانات الجينية للتنبؤ بما إذا كان المريض معرضاً لخطر الإصابة بسرطان المريء بدرجة عالية أو منخفضة.
يمكن أن تمكّن النتائج من الكشف المبكر وتحسين علاج سرطان المريء في المستقبل، ونشرت هذه الدراسات في مجلة نيتشر ميديسين في يوم الاثنين الفائت.
باستخدام البيانات الجينية من 88 مريضاً يعانون من مريء باريت، صنّف الباحثون 50% من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان المريء على أنهم "خطيرون للغاية" قبل أكثر من ثماني سنوات من التشخيص. ارتفعت الأرقام إلى 70٪ قبل عامين من التشخيص. وبنفس القدر من الأهمية، تنبّأ النموذج أيضاً بدقة بالمرضى المعرضين لخطر منخفض جداً للإصابة بالسرطان.
مريء باريت يعني استبدال النسيج في المريء بنسيج مشابه لبطانة المعدة وقد يحدث في الأشخاص المصابين بمرض الارتجاع المعدي المريئي المزمن، ويرتبط بزيادة طفيفة في مخاطر الإصابة بسرطان المريء.
تشرح سارة كيلكوين، زميلة ما بعد الدكتوراه في EMBL-EBI: "إن فائدة أسلوبنا ذات شقين:المرضى الذين يعانون من ارتفاع خطر باريت، والذي من المرجح أن يصبح سرطان، يمكن أن يتلقوا العلاج في وقت سابق. والأفراد الذين لديهم شيء يبدو مستقراً وراثياً، ومن غير المرجح أن يتطور إلى مرض، لا يحتاجون إلى الخضوع لمثل هذه المراقبة المكثفة. الأمل هو أن طريقتنا يمكن أن تساعد في تحسين الكشف المبكر والعلاج، وتقليل العلاج غير الضروري للمرضى ذوي المخاطر المنخفضة، دون المساس بسلامتهم".