حقَّقت الإمارات العربية المتحدة المركز الـ 18 عالمياً، والأول عربياً في مؤشر المساواة بين الجنسين؛ الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020، لترتقي 8 درجات في سُلَّم المؤشر خلال عام واحد فقط، مُحقِّقة بذلك المستهدَف الوطني بالوصول إلى قائمة أفضل 25 دولة في العالم في هذا المؤشر بحلول عام 2021.
يأتي هذا الإنجاز خلال 5 سنوات فقط من إنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين؛ الذي تم إنشاؤه بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، ليصبح أول جهة اتحادية حكومية من نوعها في العالم، تهدف لتعزيز التوازن بين الجنسين، وتفعيل واقتراح القوانين والمبادرات والمشاريع الداعمة لتحقيقه على أفضل وجه.
وأعرَبَت الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، ورئيسة مؤسسة دبي للمرأة، عن جدارة الإمارات واستحقاقها لهذا الإنجاز؛ مُشيرةً إلى الزمن القياسي الذي تحقَّق خلاله مقارنةً بمن سبقوها في هذا الاتجاه.
وقالت الشيخة منال: «وصولنا للمركز الـ 18 عالمياً قفزة نوعية حقَّقتها دولتنا بجدارة وعن استحقاق، فقد جاءت نتيجة لجهود متواصلة وأهداف مدروسة وضعَتها قيادتنا الرشيدة للمضي قدماً في ملف التوازن بين الجنسين، ونفّذتُها بالتزام كامل باعتبارها أولوية وطنية قصوى».
وأكّدت الشيخة أنّ هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الجهود والتعاون المشترك بين أعضاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، ومختلَف الجهات والمؤسسات كفريق واحد، انطلاقاً من إيمان كامل بأهداف المجلس وما يمكن أن يُترجَم على أرض الواقع من تحفيز لبيئة تنافسية تقوم على الكفاءة والتميز، وتعتمد التقدير بناءً على الكفاءة والقدرات والاجتهاد والتفاني في العمل، وليس على النوع الاجتماعي، بالإضافة للاستناد على القوانين والسياسات الداعمة لتطبيق أفضل الممارسات في بيئة العمل بناءً على مقاييس عالمية.
قالت رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين أنّ العمل على تحقيق مراكز متقدمة هو إرث وثقافة رسَّخها الآباء المؤسسين، مؤكِّدةً على أنّ مواصلة العمل والجهد للارتقاء بمكانة وريادة الإمارات عالمياً هو أفضل رد لجميل الآباء، وواجب نقوم به بكل فخر واعتزاز من خلال إطلاق المزيد من المبادرات الهادفة إلى الانتقال بهذا الملف إلى مستويات أكثر تقدُّماً، مُشيرة إلى أنّ الإمارات أصبحت مرجعاً مُلهماً على المستوى العربي والإقليمي حول أفضل السياسات الداعمة للتوازن بين الجنسين، وتحقيق الهدف الـخامس من أهداف التنمية المستدامة 2030؛ المُتعلّق بتحقيق التوازن وتمكين المرأة.
وأشارت الشيخة منال إلى أنّ تعاون دولة الإمارات مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تطوير مؤشر التوازن بين الجنسين لدولة الإمارات؛ الذي استند إلى معايير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وأفضل الممارسات العالمية، وإطلاق «دليل التوازن بين الجنسين» بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كأول دليل من نوعه على مستوى العالم لدعم التوازن بين الجنسين في مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، شكّلا تطوراً نوعياً في وضع خطوات واضحة لتنفيذ متطلبات هذا التوازن وفقاً لأرقى المعايير الدولية.
يُذكر أنّ مؤشر المساواة بين الجنسين؛ الذي يصدر سنوياً عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أهم مؤشر عالمي في مجال التوازن بين الجنسين، حيث يقوم بقياس التوازن في ثلاثة جوانب مهمة للتنمية البشرية هم: الصحة والتمكين والعمل. ويُصنِّف البلدان باستخدام مؤشرات عدة هم: نسبة وفيات الأمهات، ومعدل مواليد المراهقات، ونسبة المقاعد التي تشغلها المرأة في البرلمان، والسكان الذين لديهم على الأقل تعليم ثانوي للإناث، والسكان الذين لديهم على الأقل تعليم ثانوي للذكور، ونسبة المشاركة في القوى العاملة من الإناث، ونسبة المشاركة في القوى العاملة من الذكور.