ابتكر باحثون من جامعة نيويورك الأميركية شكلاً بلورياً جديداً من المبيد الحشري «الدلتامثرين» المستخدم للسيطرة على الملاريا، مما أدى إلى مبيد حشري أكثر فاعلية بمقدار 12 مرة ضد البعوض وبسعرٍ معقول؛ ونُشرت الدراسة في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس» العلمية أمس الإثنين.
يُبلغ كل عام عن أكثر من 200 مليون حالة إصابة بالملاريا و400 ألف حالة وفاة. ويمكن للمبيدات الحشرية مثل الدلتامثرين أن تمنع انتشار الملاريا والأمراض الأخرى التي يحملها البعوض الذي يصبح أكثر مقاومة للمبيدات الحشرية. وتوجد العديد من المبيدات الحشرية، بما في ذلك الدلتامثرين، على شكل بلورات تمتصها أقدام البعوض عندما تدوسها وتموت.
سخّن الباحثون الشكل المتوفر تجارياً من الدلتامثرين إلى 110 درجة مئوية لبضع دقائق ومن ثم تركه يبرد إلى درجة حرارة الغرفة؛ نتج عن ذلك شكلاً متبلوراً جديداً من الدلتامثرين، يتكون من ألياف طويلة وصغيرة تشع من نقطة واحدة.
عند اختباره على نوعين من البعوض هما «Anopheles quadrimaculatus و Aedes aegypti» - وكلاهما ينقل الملاريا - وعلى ذباب الفاكهة، عمل الشكل البلوري الجديد للدلتامثرين أسرع بما يصل إلى 12 مرة من شكله الحالي. تعتبر المبيدات الحشرية سريعة المفعول مهمة للسيطرة على البعوض بسرعة قبل أن تتكاثر أو تستمر في نشر الأمراض. وحافظ الشكل الجديد على استقراره وقدرته على قتل البعوض بسرعة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
تشير الدراسة إلى أن استخدام الشكل الجديد في الرش بدلاً من الشكل الأصلي من شأنه أن يحد انتقال الملاريا كثيراً، حتى في المناطق التي ترتفع فيها معدلات الانتشار. علاوة على ذلك، سيتطلب استخدام كميات أقل من الشكل الجديد لتحقيق نفس التأثير، مما قد يؤدي إلى خفض تكلفة برامج مكافحة البعوض وتقليل طرح المبيدات الحشرية في البيئة.