توصل باحثون أمريكيون إلى أن الهياكل الحجرية الضخمة المنتشرة في شمال غرب المملكة العربية السعودية؛ والتي تسمى «المستطيلات»، يعود تاريخها إلى أكثر من 7000 عام، وهي بذلك أقدم الآثار في العالم؛ وذلك بناءً على دراسة نُشرت في دورية «أنتيكويتي» العلمية أول أمس؛ الجمعة؛ والتي شاركها وزير الثقافة السعودي، الأمير «بدر بن عبدالله بن فرحان»، في تغريدة له عبر تويتر.
وثّق الباحثون أكثر من ألف هيكل من «المستطيلات» في المملكة العربية السعودية، ويعود سبب تسميتها لشكلها المستطيل الذي يتكون غالباً من منصتين متصلتين بجدارين، وتشير الأعمال الأثرية إلى وجود غرفة في الوسط في بعضها مصنوعة من جدران حجرية تحيط بمنطقة مفتوحة مع حجر قائم في الوسط.
وأكدت الدراسة أن تاريخ هذه الهياكل يعود إلى أواخر الألفية السادسة قبل الميلاد، وهي أقدم من الأهرامات المصرية، والدوائر الحجرية القديمة في بريطانيا، تمتد على مساحة تزيد عن 200 ألف كيلومتر مربع، وهي تتشابه في أشكالها إلى حد كبير؛ ما يشير إلى إمكانية انتمائها جميعها للفترة نفسها. يقدّر الباحثون أن أحدها بُني عن طريق نقل أكثر من 12 ألف طن من أحجار البازلت، واستغرق عشرات الأشهر حتى يكتمل. وأكد الباحثون أن ارتفاع الجدران لا يزيد عن نصف متر.
على الرغم من أن معظم هذه الهياكل تالفة؛ إلا أن الفريق تمكّن من العثور على هيكل لم يقربه أحد، والتنقيب فيه ليجدوا أنه يحتوي على عدد كبير من عظام وقرون الماشية، وكذلك بقايا من الأغنام والماعز والغزلان، عُثر عليها في وسط غرفة من جدران حجرية بجانب حجر كبير قائم؛ مما دفع الفريق إلى الاعتقاد بأنها كانت «قرابين» من أشخاص يشاركون في طقوس معينة.
اكتشف علماء الآثار أيضاً فناً صخرياً في المنطقة، يعود لنفس الفترة الزمنية يعرض مشاهد من رعي الماشية والصيد، ويدل اكتشاف عظام وقرون الماشية داخل المستطيلات على أن بيئة المنطقة كانت أكثر رطوبةً وخُضرةً منذ حوالي 7000 عام مما هي عليه اليوم؛ بسبب حاجة الماشية إلى الكثير من الماء للبقاء على قيد الحياة.
يُشار إلى أن هذه الأبحاث ممولة من «الهيئة الملكية لمحافظة العلا»؛ التي أسستها حكومة المملكة العربية السعودية للحفاظ على تراث منطقة العلا في شمال غربي البلاد؛ حيث توجد العديد من الأبنية الأثرية القديمة.