أعلن الاتحاد الدولي للاتصالات عن تصنيف المملكة العربية السعودية في «المستوى الخامس»؛ وهو أعلى مستويات «مؤشر النضج التنظيمي الرقمي» لمنظمي الاتصالات حول العالم، وذلك عقب نجاحها في بناء إطار تنظيمي مستدام ومتجانس والتحول نحو التنظيم التعاوني، لتكون في المرتبة الأولى بالشرق الأوسط وأفريقيا، وفي المرتبة التاسعة بين دول مجموعة العشرين.
أشار الاتحاد الدولي للاتصالات إلى أن معايير تصنيف النضج التنظيمي لهيئات ومنظمات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في العالم تتمحور حول قياس مدى تطور القطاع ومواكبة تنظيماته للمستجدات الرقمية ومدى التعاون الحكومي، بالإضافة للجوانب المتعلقة بالخدمات المقدمة للمشتركين والبيئة الاستثمارية لمقدمي الخدمات، والأسلوب التنظيمي لمنظم القطاع، عبر اعتماد 50 معياراً لتصنيف منظمي قطاع الاتصالات حول العالم وتقسيمها إلى عدة مستويات أعلاها "المستوى الخامس" الذي يضم الدول ذات التنظيم التعاوني بين المنظمين من قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والقطاعات الأخرى لدفع عجلة التحول الرقمي، فيما يصنف الاتحاد المستوى الأول كحد أدني لمنظمي القطاع في الدول ذات أسواق الاتصالات المحتكرة.
نجحت السعودية خلال السنوات المنصرمة في تمكين قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ووضع استراتيجية طموحة للتحول نحو «منظم رقمي» تنسجم مع التوجهات العالمية في هذا المجال؛ من خلال إطلاق عدد من المبادرات لتطوير تنظيمات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، والوصول به نحو أعلى مستويات النضج التنظيمي عالمياً؛ حيث قامت بإنشاء لجنة التنظيمات الوطنية كخطوة استراتيجية لتوفير بيئة تنظيمية جاذبة ومحفزة لمختلف القطاعات، وتعزيز الاستثمار في الاقتصاد الرقمي وتسريع التحول الرقمي، وتحقيق أعلى مستوى من التنسيق بين الجهات التنظيمية، إلى جانب المواءمة في تنظيم الموضوعات الرقمية المشتركة بين الجهات، بما يصب في مصلحة تعزيز البيئة التنظيمية الرقمية في مختلف القطاعات الحيوية.
يُذكر أن الرحلة التنظيمية لقطاع الاتصالات في المملكة تمتد لحوالي 100 عام، بدأت منذ إطلاق مديرية البريد والبرق والهاتف عام 1924م، وتمكنت المملكة منذ إنشاء هيئة الاتصالات في 2001 من إحداث إصلاحات جذرية أسهمت في رفع تصنيفها دوليا لتتبوأ «المستوى الخامس» كأحد أكثر منظمي القطاع نضجاً حول العالم، وتنعكس تلك النجاحات التنظيمية على تحسن الخدمات، ومضاعفة أعداد الشركات المرخصة، ونمو في سرعة الإنترنت بنحو 1548% خلال السنوات الأربع الماضية.