ذكرت صحيفة عكاظ السعودية يوم الخميس (24 فبراير/ شباط 2022)، أن بعثة سبر الآثار الغارقة التابعة لهيئة التراث، عثرت على المئات من القطع الأثرية في حطام سفينة في البحر الأحمر، يُعتقد أنها تعود إلى أواخر القرن الثامن عشر.
السفينة المكتشفة حديثاً
اكتشف السفينة 5 غواصين سعوديين من هيئة التراث، كانوا في بعثة سبر الآثار الغارقة تحت الماء، قبالة محافظة حقل في شمال غرب المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مئات من اللُقى والقطع الأثرية، التي كانت جزءاً من حمولة السفينة الغارقة، كما حدد فريق مسح موقع حطام السفينة على بعد 300 متراً من الساحل وتم توثيق المسح في مجموعة من الصور الفوتوغرافية ثلاثية الأبعاد، وتحديد المنطقة التي تحوي تلك الآثار الغارقة.
العثور على مئات من اللقى والقطع الأثرية، ضمن الحطام المُكتشف للسفينة الغارقة قبال سواحل حقل. #هيئة_التراث pic.twitter.com/g37idzWti0
— هيئة التراث (@MOCHeritage) February 24, 2022
تشير التقارير الأولية إلى أن السفينة ربما تحطمت بعد اصطدامها بالشعاب المرجانية. وأظهرت الأدلة أن رحلة السفينة تمت في أواخر القرن الثامن عشر، وهي حقبة معروفة بالرحلات التجارية المتكررة في البحر الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، كانت غالبية القطع الفخارية التي عثر عليها من نوع يُسمى «أمفورا»، وهو نوع يُصنع في مدن حوض البحر الأبيض المتوسط.
فريق مكون من 5 غواصين سعوديين ضمن بعثة سبر الآثار الغارقة التابعة لـ #هيئة_التراث ينجح بالكشف عن آثار مغمورة في مياه البحر الأحمر. pic.twitter.com/oFo16dnbmO
— هيئة التراث (@MOCHeritage) February 24, 2022
اكتشافات سابقة
من الجدير بالذكر أن البعثات الأثرية التي بدأتها هيئة التراث بهدف المسح والتنقيب عن الآثار الغارقة في مياه البحر الأحمر أسفرت عن اكتشاف وجود أكثر من 50 موقعاً لحطام سُفن غارقة على امتداد البحر الأحمر تتنوع في قيمتها التاريخية والأثرية وفتراتها الزمنية. تمت هذه الاكتشافات بالتعاون مع جامعات ومراكز بحثية عالمية، وتكمن أهميتها في تأكيدها على العلاقات التجارية والاقتصادية القديمة لمدن ساحل المملكة، ونشاطها وتواصلها الحضاري مع المناطق المجاورة.
وتعمل هيئة التراث بالتعاون مع عدد من الجامعات المحلية والبعثات الدولية على دراسة الموقع والتعرف على حجم البقايا الأثرية وتاريخها، والتحقق من وجود بقايا السفينة في الموقع، ومقارنتها بالأبحاث والدراسات السابقة، على أن تعلن نتائج تلك الأبحاث فور نهايتها، حسبما ذكرت الصحيفة.
هذه ليست المرة الأولى التي يُعثَر فيها على حطام هذه السفينة، بل سبق للبعثة السعودية-الإيطالية المشتركة عام 2015-2016 العثور على أجزاء أخرى من حطامها في موقع قرب مدينة أملج، تتضمن جزءاً من ألواح السفينة المصنوعة من خشب البلوط ونبات الصنوبر، وكانت تحتوي مجموعة من القِلال الفخارية، وأكواب من الخزف الصيني، إضافة إلى كِسَر قوارير من الزجاج، وأوعية من المعدن، يعود تاريخها إلى منتصف القرن الـ 18 الميلادي.
أما أقدم بقايا لحطام سفينة غارقة في البحر الأحمر، فقد عثر عليها الفريق السعودي-الألماني المشترك، في الساحل الغربي، وكانت لسفينة رومانية. أيضاً عُثر على حطام سفينة غارقة تعود إلى العصر الإسلامي الأول، في المنطقة الواقعة بين رابغ شمالاً حتى الشعيبة جنوباً.
تدُل هذه الاكتشافات الأثرية على أن سواحل المملكة غنية بهذا التراث التراكمي، الأمر الذي جعل الهيئة تضاعف جهودها في اكتشاف هذه الكنوز، مستعينة بخبراء دوليين على مستوى عالٍ من الخبرة.
وتأتي هذه الاكتشافات ضمن جهود هيئة التراث في حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، انطلاقاً من عضوية المملكة في اتفاقية التراث الثقافي المغمور بالمياه منذ عام 2015، وبعد إعلان وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود تأسيس مركز متخصص لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه بالبحر الأحمر والخليج العربي، وذلك خلال الاجتماع الوزاري لوزراء ثقافة دول مجموعة العشرين الذي نظمته السعودية إبّان استضافتها لقمة العشرين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.