هناك جدل كبير حول الطريقة الأقل ضرراً بالبيئة لغسل الصحون: الغسيل اليدوي أم استخدام غسالات الصحون الآلية. لكلتا الطريقتين إيجابيات وسلبيات. ويتوقف القرار حول استخدام إحداهما في أغلب الحالات على التفضيلات الشخصية عند القيام بالأعمال المنزلية. مع ذلك، وجدت دراسة نُشرت في عام 2020 في مجلة اتصالات الأبحاث البيئية أن استخدام غسالات الصحون أكثر فاعلية ورفقاً بالبيئة من الغسيل اليدوي في أغلب الحالات.
هناك عدة طرق لغسيل الصحون يدوياً وآلياً بطريقة أكثر فعالية وأقل ضرراً بالبيئة، مثل تجنّب ترك المياه جارية في أثناء التنظيف والتخلي عن عملية التجفيف الحار عند استخدام الغسالات (ما يمكن أن يقلل من استهلاك هذه الآلات للماء ويخفف من انبعاثات الغازات الدفيئة). ولكن تبيّن الأبحاث الجديدة أنه يوجد خيار آخر أقل ضرراً بالبيئة.
غسيل الصحون بالأبخرة المسخنة
وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في مجلة فيزياء السوائل، يمكن أن يوفر غسيل الصحون بالأبخرة المسخنة لدرجات حرارة مرتفعة للغاية المياه والطاقة الكهربائية مقارنة باستخدام الغسالات التقليدية التي تستغرق وقتاً طويلاً لإنجاز عملها. يلغي استخدام هذه الأبخرة أيضاً الحاجة لاستخدام مواد التنظيف الكيميائية مثل منظّفات الأطباق التي قد تلوث مصادر المياه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تقضي غسالات الصحون التي تعتمد على الأبخرة فائقة السخونة على العوامل الممرضة بفاعلية أكبر. ويتضمن ذلك أنواع البكتيريا المقاومة للحرارة والتي قد تكون ضارة.
تقول أستاذة ميكانيكا الموائع في جامعة دورتموند التقنية في ألمانيا ومؤلفة الدراسة الجديدة، ناتالي جيرمان (Natalie Germann): "لقد طوّرنا نموذجاً حسابياً يتنبأ بالجريان المضرب ومعدل انتقال الحرارة من البخار داخل غسالات الصحون". اكتشفت جيرمان وزملاؤها باستخدام هذا النموذج الطريقة التي يولّد بها البخار فائق السخونة موجات صدمية تنظّف الصحون عند إخراجه من مِبخّة بسرعة عالية. وجد الباحثون أنه عندما تصل درجة حرارة الصحن إلى 180 درجة مئوية، قد تساعد الحرارة على تثبيط البكتيريا الموجودة على سطحه خلال 25 ثانية.
كيف ينظف البخار الساخن الصحون؟
قام الباحثون بقياس شدّة وموضع الموجات الصدمية ونمط تدفق البخار النفاث ومعدّل التكثيف الكافي لتطهير الصحون بشكل فعّال. مع ذلك، هذه ليست الدراسة الوحيدة في هذا المجال. ولا يمكننا حالياً شراء الغسالات التي تعتمد على تكنولوجيا البخار فائق السخونة. يعتبر النموذج الجديد الذي تم تطبيقه في آلة واحدة في مراحله الأولى، ويجب إجراء العديد من الأبحاث لتحديد فاعلية الأبخرة فائقة السخونة في تنظيف عدد كبير من الصحون بنفس الوقت.
تقول جيرمان: "سنوسع نطاق تجاربنا لتتجاوز استخدام غسالة تعتبر نموذجاً أولياً بسيطاً يحتوي على مبخة واحدة، ونحاول استخدام آلات تحتوي على عدة مبخّات لتنظيف عدد من الصحون"، وتضيف: "ستبين المحاكيات المستقبلية التي سنجريها أن وصول البخار إلى جميع نقاط غسالة ممتلئة وتنظيف جميع الصحون فيها سيستغرق وقتاً أطول بكثير".
نظراً لأن الدراسة الجديدة ركّزت على تطوير النموذج الحسابي واكتشاف الطريقة التي يثبّط فيها البخار بالغ السخونة البكتيريا، يجب تحديد ما إذا كان البخار قادراً على إزالة البقايا الملتصقة على الصحون في الأبحاث المستقبلية من خلال تضمين بقايا الطعام في المحاكيات التي ستجريها. مع ذلك، يعتقد مؤلفو الدراسة الجديدة أن الأبخرة فائقة السخونة قادرة على إزالة بقايا الطعام بفاعلية من الأواني.
اقرأ أيضاً: 5 إصابات منزلية شائعة وكيفية تفاديها
أين تتضح فعالية هذه الطريقة؟
تستطيع غسالات الصحون التقليدية التي تعمل عند درجة 65 درجة مئوية قتل البكتيريا الموجودة على الصحون المتسخة بفاعلية، ما يقلل من متوسط عدد مستعمرات الكائنات الحية الدقيقة بنسبة تتجاوز 99%. يعتبر استخدام هذه الغسالات أفضل بكثير من غسل الصحون يدوياً وتجفيفها باستخدام المناشف، وهي عملية تزيد من عدد البكتيريا الموجودة على الصحون بمقدار 7 أضعاف. مع ذلك، تعتبر قدرة الغسالات التي تعمل بالبخار فائق السخونة على قتل البكتيريا ميزة مهمة. وفقاً لجيرمان، يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في المستشفيات والمطاعم ودور العجزة والمنشآت المهنية الأخرى حيث تعتبر النظافة والوقاية من البكتيريا ضرورية.
قد يكون من المفيد إجراء المزيد من الأبحاث حول قدرة الغسالات التي تعتمد على الأبخرة فائقة السخونة على التنظيف. تقول جيرمان: "نظراً لأن غسالات الصحون مرتفعة التكلفة، من المهم أن يعرف المستهلكون أن التكنولوجيا الجديدة ستؤتي ثمارها بمرور الوقت من خلال زيادة فاعلية هذه الآلات"، وتضيف: "بالإضافة إلى ذلك، فالاستدامة هي عامل مهم للغاية في يومنا هذا. وهناك طلب كبير على تطوير التكنولوجيات التي تساعد في توفير الموارد المحدودة مثل المياه والطاقة".
حالياً، يمكنك الاستمرار بغسل الصحون إما يدوياً أو آلياً. ولكن في المستقبل، قد تصبح آلات غسل الصحون الأكثر رفقاً بالبيئة شائعة.