وجد بحث جديد منشور في دورية جمعية القلب الأميركية في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن الأزواج أو الشركاء قد يعانون ارتفاع ضغط الدم بشكلٍ مشترك، حيث يُصاب طرف بارتفاع الضغط عندما يكون الطرف الآخر مصاباً به، وكانت الدراسة متعددة الجنسيات وضمت أزواجاً من الولايات المتحدة الأميركية والهند والصين وإنجلترا.
اقرأ أيضاً: دراسات جديدة تبيّن الأهمية الكبيرة لهذه المنطقة من دماغ الإنسان
كيف دُرِس ارتفاع ضغط الدم بين الأزواج؟
يُعدُّ ارتفاع ضغط الدم حالة شائعة لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن، وتبين في الدراسة أن أكثر من 35% من الأزواج في أميركا الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر مصابون بارتفاع ضغط الدم بشكلٍ مشترك.
وعلى الرغم من وجود دراسات سابقة عن ارتباط ارتفاع ضغط الدم بين الزوجين، فهي غير كافية نظراً لأنها كانت محدودة في بلد واحد وعمر محدد، لكن الدراسة الحالية هي الدراسة الأولى التي تبحث في ارتفاع ضغط الدم بين الأزواج من البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط في عدة بلدان، وقد يكون السبب في ذلك امتلاك الزوجين الاهتمامات والبيئة المعيشية وعادات نمط الحياة نفسها، ما سيؤدي إلى ظهور النتائج الصحية ذاتها لدى كليهما ومنها حالة ارتفاع ضغط الدم.
اقرأ أيضاً: اكتشاف جينات بشرية قد تساعد على علاج السرطان
ضمت الدراسة 3989 زوجاً أميركياً، و1086 زوجاً إنجليزياً، و6514 زوجاً صينياً، و22389 زوجاً هندياً، وتوصلوا إلى النتائج التالية:
- بلغت نسبة انتشار ارتفاع ضغط الدم لدى كلا الزوجين نحو 47% في إنجلترا، و38% في الولايات المتحدة، و21% في الصين، و20% في الهند.
- بعد المقارنة بالزوجات اللواتي يكون أزواجهن خالين من حالة ارتفاع ضغط الدم، تبين أن الزوجات اللاتي يعاني أزواجهن ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة بنسبة 9% للإصابة بارتفاع ضغط الدم في الولايات المتحدة وإنجلترا، وأكثر احتمالاً بنسبة 19% في الهند، و26% في الصين.
- لوحظت ارتباطات في حالة الإصابة بارتفاع ضغط الدم في البلدان كلها الموجودة في الدراسة، وصُنِّفَت التحليلات حسب منطقة إقامة الزوجين داخل كل بلد وثروة الأسرة ومدة الزواج والفئات العمرية للزوجين ومستويات تعليمهم.
وفقاً للدراسة فإن ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعاً في أميركا وإنجلترا مقارنة بالصين والهند، لكن كان الارتباط في حالات ارتفاع ضغط الدم لدى الأزواج أقوى في الصين والهند منه في أميركا وإنجلترا، ومن الممكن أن يكون اختلاف الثقافات سبباً لهذا التفاوت، مثلاً في الهند يُعدُّ الاتحاد العائلي الوثيق مهماً في الثقافة الهندية، وقد ينعكس هذا بشكلٍ أكبر في زيادة معدل ارتباط إصابة الزوجين، وينطبق الأمر على الصين أيضاً.
اقرأ أيضاً: هل يمكن أن نتنبأ بحجم أدمغتنا من مدة التثاؤب؟
اختيار الأزواج المناسبين للدراسة
في البداية اُختِير مشارك أساسي للبحث يستوفي الشروط المحددة العمرية، أي فوق 50 عاماً، وذلك بالنسبة لأميركا وإنجلترا، وفوق 45 عاماً في الصين والهند، ومن ثَمَّ دعا المشارك/ة المقبول/ة زوجته أو زوجها بغض النظر عن عمرها أو عمره.
وأشار لي إلى أن هذه النتائج تُسلّط الضوء على إمكانية استخدام الأساليب القائمة على الزوجين لتشخيص ارتفاع ضغط الدم وإدارته، مثل الفحص الزوجي أو التدريب على المهارات أو المشاركة المشتركة في البرامج.
وكان متوسط عمر الأزواج في الدراسة 65.7 سنة في أميركا، و74.2 سنة في إنجلترا، و61.5 في الصين، و57.2 سنة في الهند، وكان متوسط عمر الزوجات في الدراسة 62.9 سنة في أميركا، و72.5 سنة في إنجلترا، و59.2 سنة في الصين، و51.1 سنة في الهند.
شخّص الباحثون في الدراسة ارتفاع ضغط الدم إذا كان لدى المشاركين أحد المعايير التشخيصية التالية:
- ارتفاع ضغط الدم الانقباضي عن 140 مليمتراً زئبقياً.
- ارتفاع الضغط الانبساطي عن 90 مليمتراً زئبقياً.
وسُئِل المشاركون أيضاً عن وجود تاريخ عائلي مرضي من ارتفاع ضغط الدم.
ومن شروط الدراسة أنه يجب على الشخص الذي قاس ضغط الدم أن يكون من المتخصصين في مجال الصحة، بينما كانت أبرز قيود الدراسة تصميمها المقطعي؛ أي أنها تضمنت قياساً واحداً فقط لضغط الدم بدل أخذ عدة قياسات على عدة فترات زمنية.
اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: قلّة ساعات النوم تزيد نسبة إصابة النساء بالسكري
أهمية نتائج الدراسة
تكمن أهمية نتائج الدراسة أنه يمكن لارتفاع ضغط دم أحد الزوجين أن يكون مؤشراً على ارتفاع ضغط دم الزوج الآخر الذي لم يُشخَّص، وقبل هذا البحث ومعرفة الارتباط بين الزوجين بارتفاع الضغط، كان أحد الزوجين يُشخَّص ويأخذ العلاج لتدبير حالته بينما الآخر يُهمل بسبب عدم معرفة إصابته، علماً أن ارتفاع ضغط الدم من عوامل خطر الإصابات القلبية الوعائية وقد يسبب تدهور الصحة والوفاة إن لم يُدبر كما يجب.
اقرأ أيضاً: ما العلاقة بين إهمال تنظيف الأسنان والإصابة بألزهايمر؟ دراسة حديثة تُجيب
ومن الممكن أن يفيد هذا البحث في ابتكار استراتيجيات لتدبير حالات ارتفاع ضغط الدم عند الأزواج بشكلٍ ثنائي بدل التعاطي مع الحالات الفردية للزوجين المصابين بارتفاع ضغط الدم، وقد يعني هذا إجراء تغييرات مشتركة في نمط الحياة مثل زيادة النشاط أو تقليل التوتر أو اتباع نظام غذائي صحي بشكلٍ مشترك بين الزوجين.