حيوية للتكاثر، لا يُعرف عنها الكثير، وبعض النساء تأكلها بعد الولادة منذ السبعينيات؛ هذه كلها طرقٌ لوصف مشيمة الإنسان العظيمة. يأخذ هذا العضو شكل فطيرة أثناء الحمل ليربط الجنين بالرحم المحيط به. جنباً إلى جنب مع الحبل السري، تنقل المشيمة العناصر الغذائية والهرمونات والأوكسجين إلى الجنين النامي وتعمل على إزالة فضلاته أيضاً. أظهرت الأبحاث أن مشكلات المشيمة يمكن أن تشير إلى مشكلات صحية لدى كل من الجنين والحامل، من السكر الحملي إلى الولادة المبكرة وحتى ولادة جنين ميت.
ولكن بخلاف المعلومات الأساسية عنها، لا يعرف الخبراء سوى القليل جداً عن كيفية تطور المشيمة وعملها. في منشور حديث على المدونة، تقول ديانا بيانكي كبيرة الباحثين في المعهد الوطني للصحة (NIH): «المشيمة هي أقل الأعضاء المفهومة والمدروسة». ثم تشرح كيف يمكن لتطوير تقنيات أفضل للتصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي أن تساعد الأطباء على دراسة المشيمة أثناء الحمل، وهي التقنيات التي استخدمتها كلية الطب في شرق فيرجينيا وفرع الطب بجامعة تكساس لدراسة الأوعية الدموية المشيمية، كما هو موضح أعلاه.
اقرأ أيضاً: تحمي الأجنّة: اكتشاف أجسام مضادة لكورونا في مشيمة الأم
مشروع المشيمة البشرية
إذاً لماذا كل هذا الغموض الذي يكتنف عضواً يؤدي دوراً رئيسياً في عملية الولادة؟ يقول هيمانت سويراوانشي الأستاذ المساعد لعلوم التكاثر في جامعة كولومبيا: «من الصعب للغاية الوصول إلى المشيمة حتى نهاية الحمل عند ولادة الطفل. ثم يتم التخلص منها بشكل أساسي. تأتي معظم معرفتنا عن المشيمة من الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، ولكنها المرحلة التي يكون فيها الحمل قد اكتمل بالفعل».
ويضيف سويراوانشي: «ما يهمنا بشكل أساسي بالنسبة للمشيمة هو مراحل تطورها المبكرة، حيث تقوم ديناميكياً بتغيير أعداد خلاياها وحالتها وكيفية تفاعلها مع أنسجة الأم ومع أنسجة الجنين».
لدراسة المشيمة في الرحم بشكل أفضل، أنشأت المعاهد الوطنية للصحة مشروع المشيمة البشرية (Human Placenta Project) (HPP) في عام 2014. منذ ذلك الحين، تم تخصيص نحو من 88 مليون دولار لتطوير تقنياتٍ بحثية أفضل لدراسة هذا العضو في الوقت الفعلي. من ناحيته، أكمل سوريوانشي بالفعل مشروعين في إطار مشروع HPP، بدءاً من دراسة تناولت خلايا المشيمة في الثلث الأول من الحمل في عام 2018. كما قام فريقه بسَلسلة الحمض النووي الريبي من مشيمات تطورت حديثاً للبدء في بناء خريطة الجينوم. وقد واصل سويراوانشي في ورقته البحثية المنشورة مؤخراً البحث عن طريق رسم خرائط الحمض النووي الريبي للمشيمة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
اقرأ أيضاً: كيف يساعد تخطيط الخلايا البشرية في الكشف عن أسباب بعض الأمراض العضلية؟
يقول سوريوانشي: «كان هدفنا فقط معرفة ما هو بحالة طبيعية على مستوى الخلية الواحدة وخلال مراحل الحمل المختلفة. على سبيل المثال، تُصاب المشيمة بشكل خاص بأمراض مثل "مقدمات الارتعاج" و"المشيمة الملتصقة". إذا أخذنا الأنسجة من المشيمة المريضة وقمنا ببناء تسلسل الحمض الريبي النووي الخاص بها، لا يوجد لدينا شيء لمقارنته بها، لا يوجد لدينا مخطط أو ملف تعريف قياسي للحمض الريبي النووي متاح بالفعل».
تزامن بحث سويراوانشي مع مشاريع أخرى في إطار مشروع المشيمة البشرية (HPP) تركز على العديد من القضايا بدءاً من تحديد مصادر ميكروبيوم المشيمة وحتى دراسة استجابة المشيمة للتلوث البيئي من الناحية الجينية. ولكن بشكلٍ عام، يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لمبادرة معاهد الصحة الوطنية في معالجة المشكلات الصحية المتعلقة بالمشيمة بشكل أفضل، وهو أمر يعتقد سويراوانشي أنه سيحتاج الكثير من البحث. يأمل سويراوانشي في المستقبل بالبحث في الحالات المرضية على مستوى خلية واحدة على غرار رسم خريطة جينوم المشيمة التي عمل عليها فريقه بالفعل، وحتى تحليل الخلايا الجنينية في دم المرأة الحامل.