أظهر باحثون من معهد جورج للصحة العالمية الأسترالي، في دراسة كبيرة أُجريت في الصين، واستمرت 5 سنوات، أن تناول بدائل الملح تقلل تناول الصوديوم؛ وبالتالي تقلل نسبة الوفيات بالأمراض القلبية والسكتة الدماغية، ونُشرت الدراسة في دورية «ذا نيو إنغلاند أوف ميدسن» العلمية.
يُضر تناول الكثير من الملح بالصحة العامة وذلك لاحتوائه على الصوديوم، فالملح يتركب من عنصري الكلور والصوديوم لتشكيل [tooltip content="هو مركب كيميائي مهم جدا لصحة الانسان والحيوان ويتكون من أيونات الصوديوم والكلور التي تتوضع بهيئة مكعب بلوري ، يُطلق على هذا المركب ملح المائدة لأن الانسان يستخدمه جدا في طعامه، وهو العامل الأساسي لملوحة البحار." url="https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%D9%83%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%85%D9%84%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B9%D8%A7%D9%85/" ]كلوريد الصوديوم[/tooltip]؛ وهو الاسم العلمي للمركب الذي يتكون منه ملح الطعام.
أثبتت الأبحاث أن تناول كميات زائدة من الصوديوم الموجود في ملح الطعام يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أن النظم الغذائية للناس لا تحتوي الكفاية من عنصر البوتاسيوم ما له تأثير سلبي على ضغط الدم.
لحل هاتين المشكلتين؛ يمكن تناول بدائل الملح المتوفرة في المحال التجارية. هذه البدائل لها طعم ملح الطعام العادي، وتتميز بمستويات منخفضة من الصوديوم وكميات مضافة من البوتاسيوم؛ لكن يوجد نقص في الدراسات العلمية حول تأثير هذه البدائل على السكتة الدماغية وأمراض القلب والوفاة.
لذلك أجرى عالم الأوبئة «بروس نيل» وزملاؤه من معهد جورج للصحة العالمية في أستراليا، دراسةً عملاقةً في الصين لدراسة تأثير تناول بدائل الملح، فقد قال نيل: «كل شخص في العالم تقريباً يأكل من الملح أكثر مما ينبغي، وإذا استُبدِل الملح ببدائله في جميع أنحاء العالم، فستُمنع عدة ملايين من الوفيات المبكرة كل عام».
شملت الدراسة أكثر من 20 ألف قروي من 600 قرية في الصين؛ من بين المشاركين مصابين سابقاً بالسكتة الدماغية أو ضعف ضغط الدم، وكان متوسط أعمارهم حوالي 65 في بداية التجربة. أُعطي نصف المشاركين بديل الملح لمدة 5 سنوات، أما النصف الآخر استمر في تناول الملح كالمعتاد.
في نهاية الدراسة، كان هناك تباين واضح في النتائج الصحية لهاتين المجموعتين. بشكل عام؛ بعد ما يقرب من خمس سنوات من بدء التجربة، مات أكثر من 4 آلاف من المشاركين، وأصيب أكثر من 3 آلاف منهم بسكتة دماغية، وعانى أكثر من 5 آلاف من نوع ما من مشكلات القلب والأوعية الدموية الكبرى.
مع ذلك؛ كانت المجموعة التي تناولت بدائل الملح أقل عرضةً للإصابة بالسكتات الدماغية مقارنةً مع مستهلكي الملح العاديين بنسبة 29.14 مقابل 33.65 لكل ألف شخص في السنة، وأقل عُرضةً لمشاكل القلب والأوعية الدموية بنسبة 49.09 مقابل 56.29، والموت بنسبة 39.28 مقابل 44.61 (يُمثل الرقم الأول نسبة الأشخاص الذين تناولوا بدائل الملح، ويمثل الثاني الأشخاص الذين تناولوا الملح العادي).
يقترح الباحثون أن بديل الملح البسيط من شأنه أن ينقذ ملايين الأرواح سنوياً، إذا استهلكه الناس في جميع أنحاء العالم بدل الملح العادي في منازلهم، كما يجب استخدامه في الأطعمة المصنعة تجارياً أيضاً، مع العلم أن بديل الملح ميسور التكلفة.