وجدت دراسة من جامعة نورث كارولينا الطبية، والمنشورة في دورية "بي إم جي للصحة العامة" (BMJ Public Health)، أن ألعاب الفيديو تُعرّض اللاعبين لخطر فقدان السمع أو الإصابة بطنين الأذن الذي لا يمكن علاجه، بسبب مستويات الصوت غير الآمنة التي يستمعون إليها فترات طويلة.
ألعاب الفيديو تُعرّض اللاعبين لخطر فقدان السمع
تُعدُّ ألعاب الفيديو مصدراً شائعاً للترفيه غير الآمن على السمع، وتوجد عدة طرق يمكن أن يحدث بها هذا الاستماع غير الآمن عند اللعب:
- ممارسة ألعاب الفيديو في المنزل باستخدام الحاسوب الشخصي أو جهاز ذكي.
- لعب ألعاب الفيديو عبر الشبكات المحلية في مراكز الألعاب التي يجتمع فيها عدة لاعبين. يستخدم اللاعب هنا سماعات الرأس بشكلٍ متكرر، وقد يرفع مستوى الصوت إلى مستويات عالية للتغلب على ضجيج المكان.
- الرياضات الإلكترونية، وتتضمن الألعاب التنافسية التي قد يتدرب عليها اللاعبون عدة ساعات يومياً، وغالباً ما يستخدمون سماعات الرأس.
لدراسة تأثير الطرق المختلفة لممارسة ألعاب الفيديو في السمع، جمع الباحثون في جامعة نورث كارولينا الطبية البيانات وحللوها من 14 دراسة ركزت على تأثير أصوات الألعاب العالية في سمع اللاعبين. شملت الدراسات قرابة 54 ألف لاعب من 9 دول من حول العالم موزعة على أميركا الشمالية وأوروبا وجنوب شرق آسيا وآسيا وأستراليا.
الدراسات منشورة باللغة الإنجليزية أو الإسبانية أو الصينية. نظرت 6 منها في الارتباطات بين السمع والحاسوب أو ألعاب الفيديو، وركزت 4 منها على مراكز الألعاب، وواحدة على الأجهزة المحمولة، وقيّمت ثلاث دراسات أيضاً الفروق بين الجنسين في سلوكيات الألعاب.
بشكلٍ عام، ربط بعض تلك الدراسات بين الألعاب وفقدان السمع، وربطت دراسات أخرى هذا النشاط بطنين الأذن، وأشارت نتائجها إلى أن الذكور يلعبون ألعاب الفيديو أكثر من الإناث، وفترات أطول، وبمستويات أعلى من شدة الصوت.
بالإضافة إلى مستوى الصوت، تشير الدراسة إلى أن طول الوقت الذي يقضيه اللاعبون في التعرض لمستويات صوت عالية يزيد الخطورة، لذلك يُركز على مستوى الصوت وفترة التعرض في دراسات مشكلات السمع.
اقرأ أيضاً: باحثون يكشفون السبب الحقيقي لطنين الأذن ويحددون الخطوة الأولى لعلاجه
حدود الصوت الضارة والآمنة
عموماً، تراوحت مستويات الصوت المُبلَغ عنها في الدراسات من 43.2 ديسيبل على الأجهزة المحمولة، و80-89 ديسيبل في مراكز الألعاب، بينما يختلف طول مدة التعرض للضوضاء بين اللاعبين، وتتراوح من التعرض اليومي حتى مرة واحدة في الشهر، مدة ساعة متواصلة على الأقل، وبمعدل 3 ساعات أسبوعياً.
من الأصوات التي يتعرضون لها الأصوات النبضية مثل صوت الرشقات النارية التي تدوم أقل من ثانية واحدة، وتكون مستويات الذروة أعلى بمقدار 15 ديسيبل على الأقل من صوت الخلفية. ذكرت إحدى الدراسات أن الأصوات النبضية وصلت إلى مستويات تصل إلى 119 ديسيبل في أثناء اللعب، بينما تبلغ حدود التعرض المسموح بها نحو 100 ديسيبل للأطفال و130-140 ديسيبل للبالغين.
ووجد الباحثون أن متوسط مستويات ضوضاء سماعات الرأس في أربع ألعاب إطلاق نار يتراوح بين 88.5 و91.2 ديسيبل. وبذلك، خلص الباحثون إلى أن المستوى اليومي للتعرض للصوت من ألعاب الفيديو قريب من الحد الأقصى المسموح به من مستويات التعرض للصوت.
اقرأ أيضاً: هل يمكن استخدام ألعاب الفيديو لدراسة تشكيل الذاكرة لدى الفئران؟
قيود الدراسة
واجهت الدراسة عدة قيود، منها النطاق الزمني الواسع الذي غطته الدراسات، حيث يعود بعضها إلى التسعينيات عندما كان عالم الألعاب مختلفاً تماماً عما هو عليه اليوم. بالإضافة إلى قلّة الأبحاث الحديثة التي تستخدم قياسات صوتية موضوعية، فقد نُشر بحثان فقط في السنوات العشر الماضية يقيسان مستويات الصوت بشكلٍ موضوعي من ألعاب الفيديو أو مراكز الألعاب.
علاوة على ذلك، فإن عوامل مثل الرياضات الإلكترونية والتركيبة السكانية وأنواع الألعاب المختلفة لم تُستكشف آثارها بشكلٍ متعمق بعد. لذلك يرى المؤلفون ضرورة لإجراء المزيد من الأبحاث لإنشاء صلة أقوى بين الألعاب وفقدان السمع.
بناءً على هذه النتائج، ينصح الباحثون أيضاً ببذل المزيد من الجهود في مجال الصحة العامة لرفع مستوى الوعي بمخاطر السمع لدى اللاعبين، خاصة مع العدد الكبير للاعبين من حول العالم، والذي يزيد على 3 مليارات لاعب، ويضيفون أنه ينبغي النظر في تأثير الرياضات الإلكترونية والمنطقة الجغرافية والجنس والعمر عن كثب.
اقرأ أيضاً: 8 طرق يؤثّر فيها التلوث الضوضائي في التركيز والسمع
نصائح لحماية السمع في أثناء اللعب
نظراً لأن فقدان السمع دائم وخيارات العلاج محدودة، يؤكد الخبراء الوقاية واتباع عادات الاستماع الآمنة، ومنها:
- أخذ فترات راحة منتظمة لمنح الأذنين قسطاً من الراحة، وتُعد 5 دقائق على الأقل كل ساعة مدة مقبولة.
- خفض مستوى الصوت لنسبة 50% تقريباً، وضبط مستويات الصوت للمؤثرات الخاصة والموسيقى من إعدادات الألعاب.
- استخدام سماعات الرأس المانعة للضوضاء في الأماكن المزدحمة، مع عدم تتجاوز حدود مستويات الصوت الآمنة.