يتأرجح مفهوم الميتافيرس حالياً بين ما هو غير عملي والحتمي. بالنسبة لمن لا يعرفه، فإن الميتافيرس هو عالم افتراضي غامر سيكون بمثابة شكل من أشكال الإنترنت المتجسد. إنه مصطلح عام يرتبط بحلم مارك زوكربيرج بترحيل منصات الوسائط الاجتماعية إلى واقع افتراضي ومُعزز.
تمضي الشركات قدماً مع مجموعة من المنتجات الجديدة المرتبطة بالميتافيرس (سواء أحببناها أم لا، وسواء كانت للأفضل أم للأسوأ) في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية لعام 2022 (CES) وما بعده. فيما يلي نظرة عامة على الشركات التي بدأت الاستثمار في عالم الميتافيرس.
شركات الأزياء والتجميل
أولاً، تبيع شركات الأزياء والتجميل منتجاتٍ تعكس رؤيتها للتغيرات القادمة مع عالم الميتافيرس، حيث يرتدي الناس فيه الأفاتارات والملابس الرقمية المزينة. كانت بعض العلامات التجارية الفاخرة، مثل جوتشي وبالينسياغا وبربري، تصمم وتبيع بدلات رقمية منذ بعض الوقت للمستخدمين الرقميين، بينما تقدم شركة «بالبو إي آر» مستحضرات تجميل افتراضية. تضيف شركات أخرى مثل «بروكتر آند جمبل» تجارب تجميل أكثر دقة مثل «بيوتي سفير»، حيث يتعرف المستخدمون فيها على المكونات والعمليات المستخدمة في صنع مستحضرات التجميل الرقمية التي يشترونها.
Me and the girls are shoplifting from the VR shelves in the metaverse
— Kat Tenbarge (@kattenbarge) January 5, 2022
مع ذلك، فإن مفهوم تصميم الملابس الافتراضية يختلف عن مفهوم التسوق الافتراضي. على الرغم من عودة ظهور مقطع فيديو من وولمارت عمره خمس سنوات وعرض تجريبي غير رسمي لشركة «إتش آند إم»، وكلاهما يروج لمفهوم السوق التجاري في الواقع المعزز، ما تزال هذه الفكرة في الإطار النظري. ولكن عندما يتحقق ذلك في النهاية، ستتم أيضاً إعادة تشكيل مفهوم التسويق ونمذجته ليلائم العالم ثلاثي الأبعاد. وقد توقعت شركة «ووندرمان تومبسون» للإعلانات هذا بالفعل وتقوم بتجربة «أكشاك الإلهام» لاختبار ميزات تسويقية مختلفة.
Can someone explain metaverse grocery shopping to me. You are paying the premium of getting groceries delivered, whilst also paying the time cost of walking around a fake grocery store putting fake items in a fake cart. It's the worst of both worlds. https://t.co/lR9uL9pPgV
— Marcus Hutchins (@MalwareTechBlog) January 5, 2022
اقرأ أيضاً: الواقع الافتراضي يواجه صعوبات في إظهار الأشياء عن قرب، والحل قد يكون عند أوكولوس
المنازل في الميتافيرس
بالنسبة للمنازل، استغلت شركة سامسونج، على سبيل المثال، فرصة معرض CES لعرض رؤيتها عن كيف سيبدو منزل الحياة الثانية في الميتافيرس مع منتجاتها، وقد تبنت هيونداي هذه الفكرة أيضاً وملأت المنازل الافتراضية بالروبوتات الافتراضية. وتتخيل شركة كاربون أوريجين أن هذه المنازل الافتراضية يجب أن تُزود بمركبات توصيل افتراضية.
السماعات والنظارات والعدسات اللاصقة في الميتافيرس
على جانب الأجهزة، تقدم «شيفت أُل» من باناسونيك سماعة الواقع المعزز الافتراضي خفيفة الوزن، وعرضت «فيوزيكس» نظارات الواقع المعزز الذكية التي تنتجها، والتي تتيح لمرتديها «الاتصال بالميتافيرس للوصول إلى مستشعرات تكنولوجيا المعلومات أو التعليمات أو التوجيه المباشر عن بُعد»، بينما تسعى شركة «إن ويذ كورب» لنقل المستخدمين إلى عالم الميتافيرس عبر عدساتها اللاصقة، وأعلنت شركة «كوالكوم» أنها كانت تعمل مع مايكروسوفت على شريحة من شأنها تشغيل نظارات الواقع المعزز لبيئة الميتافيرس.
من جهة أخرى، طورت «سكاينتك وبيبل فيل» و«شيفت أُل» بدلات للجسم تجعل العالم الافتراضي مشابهاً للعالم الحقيقي من خلال اللمس واستشعار الحرارة، أو تقوم بنمذجة حركات جسمك الحقيقية إلى شخصية الأفاتار الخاصة بك في عالم الميتافيرس، كما عرضت شركة «أوو» بدلة العضلات المليئة بالإلكترودات المصممة خصيصاً للاعبين.
يمكن للميتافرس، في مسار تطوره الحالي، إعادة تشكيل طريقة عمل المال أو حتى العمل بشكل أساسي، لقد قامت العديد من الشركات بالفعل بالاستحواذ على الرؤى التي تُكتشف حالياً، وتبحث عن الأراضي الافتراضية وأسماء النطاقات، وتبحث في كيفية دمج المساعدين الصوتيين والمضيفين الرقميين القائمين على الذكاء الاصطناعي، وتفكر في كيفية ربط أجزاء من تجربة الميتافيرس مع تجربة العالم الحقيقي.
ولكن عليك ألا تذهب بعيداً مع هذا الخيال الرقمي، إذ يحذر النقاد من أننا قد ننتظر وقتاً طويلاً جداً حتى تصبح هذه المفاهيم الجديدة حقيقة واقعة.