ينتشر استخدام زيت النخيل في مختلف بلدان العالم ويتميز باستخداماته المتنوعة، ما يجعله واحداً من أكثر السلع رواجاً. وعلى الرغم من اعتماد كثير من الناس عليه في حياتهم اليومية، إلا أنه واحد من أكثر المنتجات الضارة بالبيئة، بالإضافة إلى أنه يتسبب في مشكلات صحية كثيرة. ولهذا السبب، سعى بعض الباحثين إلى إيجاد بديل لزيت النخيل من مواد طبيعية وأكثر صحة، وغير ضارة بالبيئة، ووقع اختيار مجموعة من الباحثين على الطحالب.
لماذا يهتم البعض بزيت النخيل؟
يُستخرج زيت النخيل من شجرة النخيل، وهو يحمي الجسم من بعض الأمراض الخطيرة مثل: السرطان وأمراض المخ ونقص فيتامين أ (A) والشيخوخة، ويلعب دوراً فعالاً في علاج الملاريا وضغط الدم والكوليسترول، إضافة إلى دوره البارز في إنقاص الوزن وتعزيز عملية التمثيل الغذائي. وتتنوع استخداماته أيضاً كمادة غذائية، حيث يحتوي على دهون مشبعة ودهون غير مشبعة بنسب عالية، وله تأثيرات مضادة للأكسدة، كما أنه يمنح الأطعمة قواماً ناعماً مطلوباً. ويستخدم أيضاً في صناعة مستحضرات التجميل ومعجون الأسنان والصابون والشموع وغيرها.
أضرار زيت النخيل
على الرغم من فوائده المتعددة، إلا أنّ لزيت النخيل العديد من السلبيات التي تجعل من مسألة التخلص منه وعدم استخدامه مرة أخرى إلا في نطاق محدود ضرورة لا بد منها، وتتمثل أضراره على المستوى البيئي والصحي للبشر:
- التأثير على البيئة: تتطلب عملية استخراج زيت النخيل قطع كمية كبيرة من أشجار النخيل، ما يقلل من المساحة الخضراء في الغابات الاستوائية المطيرة بإزالتها أشجارها، ويمتد أثر هذا القطع الجائر للأشجار إلى الكائنات الحية التي تعيش في تلك المناطق، ما يخلق حالة من الخلل والفوضى في النظام الحيوي تؤثر بدورها على التنوع البيولوجي في المنطقة.
- التأثير على الصحة: يخلو زيت النخيل من الكوليسترول، لكنه يحتوي على كمية كبيرة من الدهون المشبعة تُقدر نسبتها فيه بنحو 52 % والتي لها العديد من الأضرار الصحية، فقد تسبب مشكلات في القلب والأوعية الدموية، وربما بعض المشكلات الصحية الأخرى.
استبدال زيت الطحالب بزيت النخيل
نجحت مجموعة بحثية مكونة من باحثين من جامعة "نانيانغ التكنولوجية" بسنغافورة وجامعة "مالايا" بماليزيا، في استخراج زيت طحلب دقيق الحجم يسمى "كروموكلويس زوفينجينسيس" (Chromochloris zofingiensis) ليكون بديلاً لزيت النخيل، ونُشرت الدراسة في دورية "أبلايد فيكولوجي" (Applied Phycology) في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
أجرى الباحثون التجربة كالتالي:
- استخدم الباحثون حمض البيروفيك، وهو واحد من الأحماض العضوية الموجودة بصورة طبيعية في خلايا الكائنات الحية، وأضافوه إلى محلول من الطحالب ووسط غذائي سائل لكي تنمو الطحالب فيه.
- عرّضوا الخليط إلى الأشعة فوق البنفسجية لتحفيز عملية التمثيل الغذائي.
- بعد مرور 14 يوماً، أزال الباحثون الطحالب من الوسط الغذائي، وغسلوها جيداً ثم جففوها.
- تمت معالجة الطحالب بالميثانول.
- الحصول على الزيت.
زيت الطحالب الجديد
وجد الباحثون أنّ زيت الطحالب الجديد لديه العديد من المواصفات الخاصة بزيت النخيل، ويحتوي على نسبة أقل من الأحماض الدهنية المشبعة، ونسبة أكبر من الأحماض الدهنية غير المشبعة المفيدة للقلب، كما أن إنتاجية الطحالب للزيت جيدة إلى حد ما. مثلاً، إذا أردنا إنتاج لوح شوكولاته وزنه 100 جراماً، نحتاج إلى 160 جراماً من الطحالب لإنتاج كمية الزيت المطلوبة.
بالإضافة إلى ذلك، حاول الباحثون تقليل تكلفة المنتج من خلال استخدام مواد أخرى. على سبيل المثال:
- استطاع الباحثون تطوير طريقة جديدة لإنتاج حمض البيروفيك عبر تخمير منتجات بعض المواد، من ضمنها: بقايا فول الصويا وقشور الفاكهة.
- استبدلوا أشعة الشمس بالأشعة فوق البنفسجية الصناعية.
اقرأ أيضاً: أهم تحديات ومميزات استخراج الوقود الحيوي من الطحالب
ويأمل الباحثون في أن تكون فكرتهم فعالة وفي أن تساعد البشر في الاستفادة من المنتجات الطبيعية، بالإضافة إلى تقليل التكلفة. كما أنّ الطحالب تساعد على تخزين الكربون في التربة، فلا ينتقل للهواء ويتحول إلى ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة والمناخ.