الحيتان المسننة
تحتوي الحيتان المسنّنة (مثل حيتان العنبر وحيتان الأوركا أو الحوت القاتل وحيتان البيلوغاس أو ما يُعرف بالحوت الأبيض وغيرها) على 3 سجلات صوتية على الأقل، على غرار تلك الموجودة لدى البشر. وهي سجل الصرير (أو التلفظ النبضي) الذي يصدر نبرات صوتية منخفضة، وسجل الصدر (أو السجل النموذجي) الذي يصدر أصواتاً طبيعية للتحدث، وسجل الطبقة العالية أو ما يعرف بالفالسيتو (falsetto) الذي يصدر أعلى الترددات الصوتية. يقول عالم الصوت في جامعة جنوب الدنمارك، كوين إليمانز (Coen Elemans)، المؤلف المشارك في الدراسة، في بيان صحفي: "في أثناء إطلاق صوت الصرير، تكون الحبال الصوتية مفتوحة لفترة قصيرة جداً، وبالتالي لا يتطلب الأمر سوى تنفس القليل جداً من الهواء لاستخدام هذا السجل".الأصوات التي يصدرها الحوت القاتل أو ما يعرف بالأورسينوس أوركا (Orcinus orca) تتفق مع هذه السجلات الصوتية الثلاثة. بضع نقرات لتحديد الموقع بالصدى، متبوعة بنداء وصافرة. حقوق الصورة: أولغا فيلاتوفا، جامعة جنوب الدنمارك.
نقرات تحديد الموقع بالصدى
يمكن لبعض الحيتان المسنّنة الغوص على عمق يزيد على 800 متر لصيد الأسماك. حيث تستخدم هذه الحيتان في أثناء الصيد في المياه العميقة والمظلمة نقرات تحديد الموقع بالصدى، وتكون هذه النقرات قصيرة ومدوية وفوق صوتية، وذلك للعثور على فرائسها ومطاردتها والإمساك بها. كما يمكن أن تصدر هذه الحيتان ما يصل إلى 700 نقرة في الثانية وتعمل مثل أجهزة الكشف عن الموجات الصوتية أو السونار لاستخدام الصوت لتحديد موقع الأشياء. عندما تغوص الحيتان إلى أعماق تزيد على 400 متر، تنكمش الرئتان لتجنب انخفاض الضغط. ويتم الاحتفاظ بالهواء المتبقي في الممرات الأنفية داخل الجمجمة، ما يوفّر مساحة صغيرة ولكنها كافية للحيتان لإصدار صوت لتحديد الموقع بالصدى. وفي أثناء تلك العملية، تضغط الحيتان على الهواء في أنوفها وتسمح له بالمرور عبر هياكل تسمى الشفاه الصوتية. حيث تهتز هذه الشفاه بالطريقة نفسها التي تهتز بها الحبال الصوتية البشرية ويؤدي تسارع اهتزازها إلى إنشاء موجات صوتية تنتقل عبر الجمجمة إلى مقدمة الرأس. تصدر الحيتان المسنّنة مجموعة متنوعة من الأصوات للتواصل الاجتماعي المعقد بالإضافة إلى تحديد الموقع بالصدى. اقرأ أيضاً: خلافاً للاعتقاد الشائع: الثعابين قادرة على سماع أصوات البشرالحيتان تستخدم أنوفها لإخراج الصوت لا حناجرها
يقول المؤلف المشارك، بيتر مادسن (Peter Madsen)، عالم أحياء الحيتان في جامعة آرهوس في الدنمارك، في بيان صحفي: "إن استخدام الهواء المتاح بهذه الطريقة يجعل هذا الصوت مثالياً لتحديد الموقع بالصدى، وفي أثناء الغوص العميق، يتم ضغط كل الهواء إلى جزء صغير جداً في مقدمة الرأس، وهكذا يسمح صرير الحيتان بالوصول إلى أغنى منافذ الطعام على وجه الأرض؛ في أعماق المحيط".