اكتشافات أثرية جديدة في مصر منها ملكة لم تذكرها السجلات التاريخية

اكتشافات أثرية جديدة في مصر منها ملكة لم تذكرها السجلات التاريخية
تقع المقبرة في قبة الهوى في مدينة أسوان، وهي موجهة بدقة لتستقبل أشعة شروق الشمس في يوم الانقلاب الشتوي. جامعة خاين جامعة مالقة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لم يكن مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ هو الخبر المهم الوحيد في مصر مؤخراً. فقد شهدت مصر بعض الاكتشافات الأثرية المثيرة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

من الأهرامات الغامضة إلى الأنفاق العجيبة، إليك بعضاً من أروع الاكتشافات الأثرية المكتشفة مؤخراً في مصر.

العثور على هرم لملكة مجهولة قرب قبر الملك توت عنخ آمون

بعد قرن من اكتشاف قبر الملك توت عنخ آمون، اكتشف فريق من علماء الآثار العديد من التوابيت والمومياوات والمقتنيات الأثرية وسلسلة من الأنفاق المترابطة تحت الأرض وهرم ملكة مصرية لم تكن معروفة من قبل.

يقول الفريق إنه اكتشف أن اسمها كان “نيث” (Neith)، ووفقاً لعالم الآثار المصري ووزير الدولة السابق للآثار في مصر، زاهي حواس، لم يظهر لهذه الملكة أي سجلات تاريخية، ولذلك هناك حاجة إلى المزيد من البحث للتقصي عن فترة حكمها وقصتها.

كان علماء الآثار ينقّبون في موقع يبعد نحو 30 كيلومتراً جنوب القاهرة يسمى سقارة، وربما تعود مجموعة التوابيت والمومياوات المكتشفة مؤخراً إلى بعضٍ من أقرب مستشاري وجنرالات الملك توت عنخ آمون. كان الفرعون الشاب قد حكم مصر من عام 1333 قبل الميلاد حتى وفاته عام 1323 قبل الميلاد، وتصدر اكتشاف هرمه عام 1922 عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم آنذاك.

اقرأ أيضاً: دراسة: التغيّر المناخي يهدد بتدمير المواقع الأثرية المهمة

خلال هذه الحفريات، فحص الفريق أيضاً هرماً قريباً يعود إلى الملك تتي، أول فراعنة الأسرة السادسة. يقول حواس لشبكة إن بي سي نيوز الأميركية في هذا الصدد: «كان تتي يُعبد كإله في المملكة المصرية الحديثة، وكان الجميع يتمنى أن يُدفن بجانبه». وقد عثر الفريق على نحو 300 تابوت بالقرب من هرم الملك تتي، وكان الكثير منها في حالة جيدة.

وفقاً لحواس، تعود معظم المدافن المعروفة في هذه المنطقة إلى عصر المملكة المصرية القديمة أو العصر الفرعوني المتأخر في التاريخ المصري. استمرت فترة المملكة المصرية الحديثة (المعروفة أيضاً باسم الإمبراطورية المصرية) من القرن الحادي عشر قبل الميلاد إلى القرن السادس قبل الميلاد،

وقد تكون الاكتشافات في سقارة مجرد البداية فقط. يقول حواس مشيراً إلى شبكةٍ من الغرف المكتشفة على عمق 20 متراً تحت الأرض تحت أقدم الأهرامات في مصر: «أعتقد أن موقع سقارة سيكون أهم موقع أثري في مصر هذا العام والعام المقبل».

يعتمد تصميم أقدم مدفن في مصر على الانقلاب الشتوي

قبل نحو شهر من الانقلاب الشتوي لهذا العام في 21 ديسمبر/ كانون الأول، أعلن فريق من جامعتي مالقة وخاين الإسبانيتين عن اكتشاف أقدم مقبرة في مصر مصممة بحيث تدخل الشمس إليها في يوم الانقلاب الشتوي. في هذا اليوم، والذي يعد أقصر يوم في العام، تغطي أشعة الشمس بقعة كان من المفترض أن تحمل تمثالاً لحاكم مدينة إلفنتين الذي عاش في نهاية حقبة الأسرة المصرية الثانية عشر نحو عام 1830 قبل الميلاد.

اقرأ أيضاً: باحثون يشرحون لبوبيولار ساينس العربية قصة اكتشاف الجد الأكبر لثُعبان الكوبرا في مصر

في تقرير نُشر الأسبوع الماضي في مجلة “ميديترنيان أركيولوجي أند أركيومتري” (Mediterranean Archaeology and Archaeometry)، أوضح الفريق أنه، ومن أجل تحقيق اتجاه مثالي مع الشمس، استخدم مهندس معماري مصري عموداً طوله نحو مترٍ تقريباً، ومربعاً، وبعض الحبال لحساب اتجاه المعبد بأكمله وموقع تمثال الحاكم.

سمحت هذه القياسات بتصميم المقبرة بطريقة تمكّنها من التقاط كامل الدورة الشمسية، والتي ترتبط بفكرة البعث والتجديد، بشكل مثالي. يرمز الانقلاب الشتوي إلى بداية انتصار الشمس على الظلام مع زيادة طول النهار، بينما يتزامن الانقلاب الصيفي عموماً مع بداية فيضان نهر النيل السنوي، حيث يحمل كلا الحدثين رمزية مهمة مرتبطة ببعث الحاكم الراحل إلى الحياة مجدداً.

أُعطي قبر هذا الحاكم اسم “رقم 33″، وربما بناه الحاكم “حقيب عنخ”، وقد تم التنقيب عنه بين عامي 2008 و2018.

يقول الفريق في بيان: «توضح هذه الدراسة أن المصريين كانوا قادرين على حساب موقع الشمس واتجاه أشعتها من أجل تصميم أضرحتهم. على الرغم من أن القبر رقم 33 الواقع في قبة الهوى هو أقدم مثال تم العثور عليه على الإطلاق، فإنه بالتأكيد ليس الوحيد».

نفق “المعجزة الهندسية”

خلال أعمال التنقيب والاستكشاف المستمرة لمعبد تحت مدينة تابوزيريس ماجنا القديمة على الساحل المصري، اكتشفت كاثلين مارتينيز من جامعة سانتو دومينغو في جمهورية الدومينيكان وفريقها نفقاً على عمق 13 متراً تحت الأرض. بُني النفق الذي يبلغ ارتفاعه نحو مترين تقريباً باستخدام حوالي 1300 متر مكعب من الحجر الرملي، وقد وصف الفريق تصميم المعبد بأنه معجزة هندسية.

تقول وزارة السياحة والآثار المصرية إن تصميم النفق يشبه تصميم نفق يوبالينوس اليوناني، وهو قناة مائية تعود للقرن السادس قبل الميلاد موجود في جزيرة ساموس.

توجد أجزاء من نفق تابوزيريس ماجنا تحت الماء ولم يُكتشف حتى الآن الغرض منها.

اقرأ أيضاً: العلم يساند مصر والسودان: دراسة حديثة تظهر آثاراً كارثية لسد أثيوبيا على النيل

تعتقد مارتينيز أن النفق يمكن أن يكون دليلاً واعداً في بحثها الذي دام 18 عاماً عن القبر المفقود للملكة كليوباترا السابعة الشهيرة. لقد كشفت الحفريات السابقة في المنطقة عن بعض الأدلة التي تشير إلى تلك الملكة البارزة وآخر سلالة البطالمة في مصر، والتي حكمت مصر منذ عام 51 قبل الميلاد وحتى وفاتها عام 30 قبل الميلاد.

يعتقد الفريق أن المعبد في تابوزيريس ماجنا كان مخصصاً للإله أوزوريس وملكته، الإلهة إيزيس. هناك ارتباط وثيق بين الإلهة إيزيس مع كليوباترا، حيث تم العثور على عملات معدنية تحمل أسماء وصور كل من كليوباترا والإسكندر الأكبر في المنطقة بالإضافة إلى تماثيل إيزيس.