حدد فريق دولي انقراضاً جماعياً للكائنات الحية؛ حدث في العصر الترياسي قبل 232 إلى 234 مليون سنة، وهو الحدث الذي أدى إلى استيلاء الديناصورات على العالم. ونُشرت الورقة البحثية أمس الأربعاء في دورية ساينس أدفانس العلمية.
راجع الفريق المكون من 17 باحثاً من عدة جامعات دولية الأدلة الجيولوجية، وقدمواً تحليلاً للبيانات الأحفورية التي تشير إلى تنوع كبير في الأنواع الحية، واختفاء 33 ٪ من الأجناس البحرية، وأطلقوا على تلك الفترة التي شملت تغيرات بيئية عالمية؛ اسم «حلقة كارنيان بلوفال»، وقالوا إن سبب هذه التغيرات العالمية التي أدت إلى انقراض عدد كبير من الأنواع يعود على الأرجح إلى الانفجارات البركانية الضخمة التي حدثت في غرب كندا، وأدت إلى تسرب كميات ضخمة من البازلت البركاني.
أكد الباحثون أن الانفجارات كانت ضخمة جداً، وأحدثت تأثيرات هائلة على الغلاف الجوي في جميع أنحاء العالم. وضخت كميات هائلة من الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، مسببةً احتباس حراري.
يعتمد البحث على استنتاجات الدراسات الجيولوجية السابقة التي أظهرت أن العصر الترياسي المتأخر تميز بارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وهطول الأمطار. وهذا التحول المفاجئ في المناخ أدى إلى انخفاض كبير في التنوع الحيوي، ولكنه شجع أيضاً على تكاثر الحياة النباتية و التوسع في الغابات الصنوبرية الحديثة.
يعرف العلماء أن الديناصورات ظهرت قبل حوالي 20 مليون سنة من هذا الحدث، لكنها ظلت نادرة جداً حتى حلقة كارنيان بلوفال، والتي بدورها أتاحت لهم الظروف والفرصة للتكاثر والانتشار.
ظهرت على إثر حلقة كارنيان بلوفال العديد من النباتات والحيوانات في ذاك الوقت، بما فيها بعض أوائل السلاحف والتماسيح والسحالي والثدييات الأولى. وكان لحلقة كارنيان بلوفال أيضاً تأثيراً على الحياة في المحيط، يمثل بداية الشعاب المرجانية الحديثة، بالإضافة إلى العديد من المجموعات الحديثة من العوالق، مما يشير إلى تغييرات عميقة في كيمياء المحيطات ودورة الكربون.
على الرغم من أن علماء الحفريات حددوا 5 انقراضات جماعية كبيرة في الـ 500مليون سنة الماضية من تاريخ الحياة، وكان لكل منها أثر عميق على تطور الأرض والحياة. إلا أن الدراسة الأخيرة حددت انقراض كبير آخر، وقال الباحثون إنه من الواضح أن له دوراً رئيسياً في المساعدة على إعادة تشكيل الحياة على اليابسة وفي المحيطات، مما يشير إلى أصول النظم البيئية الحديثة.