وضع باحثون في الهندسة المعمارية والهندسة المدنية من جامعة «تشالمرز» السويدية للتكنولوجيا، مفهوماً جديداً للبطاريات القابلة لإعادة الشحن والمصنوعة من الإسمنت؛ وذلك بتخيّل مبنىً خرساني كامل مكون من 20 طابقاً يعمل على تخزين الطاقة مثل بطارية عملاقة.
تتكون هذه البطاريات من خليط أساسه الإسمنت، مع كميات صغيرة من ألياف الكربون القصيرة المضافة لزيادة الموصلية والصلابة، ويوجد داخل الخليط شبكة ألياف كربونية مغلفة بالمعدن؛ الحديد للقطب الموجب، والنيكل للقطب السالب، واستطاع الباحثون تشغيل البطاريات القائمة على الإسمنت في المختبر، أما عن سعة هذه البطاريات، فقد بلغ متوسط كثافة طاقتها 7 واط لكل متر مربع.
هذه ليست المحاولة الأولى للباحثين لإنتاج بطاريات خرسانية؛ لكن هذه البطارية تتمتع بأداءٍ أفضل بـ 10 مرات من المحاولات السابقة، كما يمكن إعادة شحنها، وعلى الرغم من ذلك؛ لا تزال كثافة الطاقة منخفضةً مقارنةً بالبطاريات التجارية؛ ولكن يمكن التغلب على هذا القيد بفضل الحجم الهائل الذي يمكن تصل له البطارية عند استخدامها في المباني.
يمكن أن تتراوح تطبيقات استخدام هذه البطاريات من تشغيل مصابيح الليد، حتى توفير اتصالات 4G في المناطق النائية، ويؤكد الباحثون أنه يمكن وصلها أيضاً مع ألواح الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء، وإمداد أنظمة المراقبة في الطرق السريعة أو الجسور بالطاقة.
لا تزال فكرة البطاريات الخرسانية في بدايتها، وهي في حاجة لمزيد من الدراسات قبل طرحها في الأسواق، وعلى الباحثين العمل على تقنيات إطالة عمر خدمة البطارية وتطوير تقنيات إعادة التدوير، لأن المباني الخرسانية تُقام لتدوم 50 أو حتى 100 عام عادةً، وعلى هذه التقنية أن تدوم بدوام المباني.