دراسة حديثة: البلوغ المبكر مرتبط بمخاطر أمراض القلب الوعائية لدى البالغين

3 دقيقة
دراسة حديثة: البلوغ المبكر مرتبط بمخاطر أمراض القلب الوعائية لدى البالغين
حقوق الصورة: shutterstock.com/Lightspring

تشير نتائج دراسة جديدة إلى أن سن البلوغ تؤدي دوراً في صحة البالغين، وتحديداً فيما يتعلق بقضايا صحة القلب والأوعية الدموية. ففي البحث المنشور في 27 مارس/آذار عام 2024، في دورية بلوس ون (PLOS ONE)، عانت الفتيات اللواتي اختبرن ظهوراً مبكراً لشعر العانة ونمو الثدي، صحة قلبية أقل مقارنة بأقرانهن اللواتي اختبرن علامات البلوغ في وقتها الطبيعي، وهو ما يعزز دور المراقبة والتدخل في مرحلة البلوغ لتحسين الصحة على المدى الطويل. فكيف ذلك؟

العلاقة بين التجارب السلبية في مرحلة الطفولة وبداية البلوغ

قد يعاني البعض في مرحلة الطفولة المبكرة ما يُدعى بعوامل الخطر، وهي مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية والتجارب والأحداث السلبية التي قد تسبب الإجهاد، مثل:

  • سوء المعاملة أو الإهمال.
  • الخلل الوظيفي في الأسرة.
  • السمنة.
  • الحرمان الاجتماعي والاقتصادي.
  • العرق، حيث تبدأ علامات البلوغ بالظهور لدى الفتيات ذوات البشرة الداكنة واللاتينيات في وقت أبكر من الفتيات ذوات البشرة البيضاء في كثير من الأحيان.
  • عمر الأم في الدورة الشهرية الأولى.
  • وغيرها من الأحداث المجهدة.

يمكن أن تؤدي عوامل الخطر هذه إلى استجابات للضغط قد تكون تكيّفية على المدى القصير، وقد يسبب بعضها الآخر البلوغ المبكر، وبالتالي يؤثّر في الصحة على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً: هل تسبب الأطعمة المصنّعة البلوغ المبكر لأطفالنا؟

العلاقة بين توقيت البلوغ ومخاطر الأمراض القلبية الوعائية

استخدم الباحثون في الدراسة الحديثة بيانات من دراسة للرعاية المبكرة للأطفال وتنمية الشباب، أجراها معهد يونيس كينيدي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية (Eunice Kennedy Shriver National Institute of Child Health and Human Development) أو (NICHD)، وهي دراسة استطلاعية استمرت 30 عاماً، تابع فيها الباحثون 655 امرأة من الولادة إلى المراهقة (1991-2009)، بهدف فحص مسارات صحة الطفل ونموه.

ثم تابعوا الدراسة فترة إضافية من 2018 إلى 2022 عندما كانت المشارِكات تتراوح أعمارهن بين 26 و31 عاماً، للحصول على معلومات الحالة الاجتماعية والسلوكية والصحية في مرحلة البلوغ.

وجد الباحثون أن تأخر سن البلوغ ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية في مرحلة الحياة اللاحقة، كما وجد البحث أنه يمكن أن ترتبط عوامل مثل عمر الأم عندما بدأت دورتها الشهرية، وعرق الشخص ومؤشر كتلة الجسم (BMI) والحالة الاجتماعية والاقتصادية، بالبلوغ المبكر وخطر إصابة الشخص بالأمراض القلبية الوعائية عندما يصبح فرداً بالغاً، والذي حدده الباحثون من خلال عدة معايير مثل محيط الخصر، وضغط الدم الانقباضي والانبساطي، والهيموغلوبين A1c، والبروتين التفاعلي C، والكوليسترول عالي الكثافة (الجيد).

باختصار، تشير الدراسة إلى أن توقيت بدء علامات البلوغ يمكن أن يكون عاملاً مهماً في تحديد صحة القلب والأوعية الدموية في مرحلة البلوغ اللاحقة، ويمكن أن تتأثر هذه العلاقة بمجموعة متنوعة من العوامل الأخرى النفسية والاجتماعية والبيئية، وقدّمت أدلة قوية على أن توقيت بدء مرحلة البلوغ قد يكون صلة رئيسية بين تجارب الحياة المبكرة والصحة القلبية الوعائية في مرحلة البلوغ، أي أن ما يحدث في حياة الشخص المبكرة وعندما يبدأ البلوغ قد يؤثّر في صحته في مراحل حياته اللاحقة.

يمكن الاستفادة من هذه النتائج في استهداف مرحلة بدء البلوغ، فإذا تمكنا من إيجاد طرق للتأثير على هذه المرحلة، خاصة في الفتيات اللاتي يتعرضن لعوامل الخطر، قد يؤدي ذلك إلى نتائج صحية أفضل عندما يصبحن بالغات.

اقرأ أيضاً: كيف نستدل على حدوث تأخر البلوغ عند المراهقين؟ وكيف يتم التعامل مع هذه الحالة الصحية؟

تأثير الحيض المبكر

أفادت دراسات سابقة بوجود تأثير للحيض المبكر لدى الفتيات في الصحة، بما في ذلك:

  • الاضطرابات الاستقلابية: ربطت الدراسة المنشورة في دورية مجلة أمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي لدى الأطفال (Journal of Pediatric Endocrinology and Metabolism) بين الحيض المبكر لدى الفتيات المصابات بالسمنة بارتفاع مقاومة الإنسولين، وزيادة خطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية، وتغيير استقلاب الغلوكوز مقارنة بمَن لا يعانين الحيض المبكر.
  • التغيرات في الوزن: أشارت الدراسة المنشورة في دورية الطب السلوكي (Behavioral Medicine)، إلى ارتباط بين الحيض المبكر وزيادة الدهون في الجسم، وفي الجزء السفلي منه على وجه التحديد.
  • الدراسة المنشورة في المجلة الدولية للطب (An International Journal of Medicine). وفيها ارتبط الحيض المبكر بمشكلات صحية طويلة المدى محتملة لدى النساء، مثل خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي والسرطان والسكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم والربو.
  • النشاط الجنسي: في الدراسة المنشورة في المجلة الدولية لعلوم وتكنولوجيا الصحة (International Journal of Health Science and Technology)، ارتبط الحيض المبكر بزيادة النشاط الجنسي والحمل غير المقصود، وانخفاض استخدام وسائل منع الحمل، وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.

اقرأ أيضاً: أبرز 7 خرافات حول الدورة الشهرية

ينبغي الإشارة إلى أنه على الرغم من اكتشاف وجود علاقة بين عوامل الخطر في مرحلة الطفولة، وتوقيت الدخول في مرحلة البلوغ، وأمراض القلب الوعائية في مرحلة النضج، فإن الباحثين لم يتمكنوا من إثبات العلاقة السببية، أي مجرد وجود هذه العلاقة لا يعني أن أحدها يسبب الآخر مباشرة. لذا يأمل مؤلفو الدراسة أن تؤكد الأبحاث المستقبلية نتائجهم وتقدّم المزيد من التفاصيل حول آلية ارتباط هذه العوامل.

المحتوى محمي