أصبح الناس في العصر الحديث قادرين على السهر ساعات طويلة بعد غياب الشمس. وعلى الرغم من أن هذا قد يزيد من ساعات الاستيقاظ والإنتاجية، فإنه قد يؤثّر في الحياة الصحية للإنسان وساعته البيولوجية، فهل النوم في الساعة التاسعة مساءً هو الخيار الصحي الأنسب؟ ولماذا؟
اقرأ أيضاً: ما هي الأوقات الأنسب للقيام بنشاطاتنا المختلفة علمياً بحسب ساعتنا البيولوجية؟
لماذا يُعدُّ النوم في الساعة التاسعة مساءً مثالياً للجسم؟
يُعدُّ النوم في الساعة التاسعة مساءً بشكلٍ خاص والنوم قبل منتصف الليل بشكلٍ عام مهماً لعمل الساعة البيولوجية الداخلية في الجسم بشكل سليم؛ إذ ترسل الساعة البيولوجية الموجودة في الدماغ إشارة إلى الجسم بعد غروب الشمس بأن وقت النوم قد حان، ويبدأ إفراز هرمون النوم ليدخل الجسم في طور السكون.
يؤدي السهر والنوم المتأخر إلى الإخلال بإيقاعات الساعة البيولوجية، وهذا سيؤثّر بشكلٍ كبير في صحتنا الجسدية والعقلية. فالساعة البيولوجية تنظّم النوم بالإضافة لوظائف الجسم المختلفة مثل ضربات القلب وفاعلية جهاز الهضم والنشاط الاستقلابي للخلايا والانقسام الخلوي ونمو العظام وغيرها الكثير من الوظائف التي ترتبط بالنوم والاستيقاظ بالوقت المناسب.
كان توقيت النوم واليقظة محدداً بشروق الشمس وغروبها منذ آلاف السنين، ويُضبط هذا الإيقاع الحيوي لدى الإنسان بالاستناد إلى مدة دوران الأرض حول محورها، ومعدل ساعات ضوء الشمس التي تتعرض لها الأعين خلال النهار. إذ يسبب التعرض لضوء الشمس إيقاف عمل هرمون النوم "الميلاتونين" وبالتالي الحفاظ على يقظة الجسم.
ينجم عن الإخلال في عمل الساعة البيولوجية من خلال التعرض للضوء في أثناء الليل اضطراب النوم والتعب في أثناء النهار واضطرابات الهرمونات ومشكلات الجهاز الهضمي والتغيرات السلبية للمزاج، بالإضافة إلى الحالات الطبية المزمنة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
اقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعدك على التحول من بومة ليل إلى طائر صباحي
هل أصبح النوم المبكر صيحة الشباب اليوم؟
وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن الساعة التاسعة مساءً هي موعد النوم الجديد لأفراد الجيل زِد الذين هم في عمر العشرينيات، حيث يزداد عدد الشباب في عصرنا الحالي الذين يعطون الأولوية للاسترخاء على المتعة، فينامون باكراً للحصول على راحة كافية لجسمهم وتفادي الشعور بالتعب والإرهاق، وفي حال كانت هناك مناسبة تتطلب السهر مثل احتفال أو غيره في يوم معين، سيبقى الشاب أو الشابة مستيقظاً حتى وقت متأخر مرة واحدة ثم يكمل النوم باكراً في الأيام اللاحقة.
فوائد الخلود إلى النوم مبكراً
يمكن أن يحقق النوم المبكر العديد من الفوائد الجسدية والنفسية ومن أبرزها ما يلي:
- النوم المبكر بحلول الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً يمكنه أن يضمن حصول جسمك على 8 ساعات متتالية من الراحة، وهي المدة المثالية التي يحتاج إليها الجسم لإعادة الشحن بشكل كافٍ لليوم التالي.
- المساعدة على الاستيقاظ المبكر في الساعة الخامسة والسادسة صباحاً للقيام بالأعمال الصباحية بهمة ونشاط دون الشعور بالنعاس والرغبة في إكمال النوم.
- السماح بالاستيقاظ باكراً بما يكفي للقيام بالرياضة الصباحية التي تنشّط الدورة الدموية وتقي الجسم من عدة أمراض وعوارض صحية.
- ضبط الساعة البيولوجية للنوم واليقظة بشكلٍ جيد، إذ يحدث أعمق نوم بين الساعة العاشرة مساءً والثانية صباحاً.
اقرأ أيضاً: 13 نصيحة للاستيقاظ باكراً وزيادة الإنتاجية
كيف يمكن التعود على النوم بوقتٍ مبكر؟
قد يكون التخلص من عادة السهر حتى وقت متأخر من الليل أمراً صعباً، لكنه ممكن عند اتخاذ خطوات بطيئة وتدريجية نحو اعتياد النوم المبكر، وتضم أفضل الطرق التي يمكن اتباعها للنوم باكراً ما يلي:
- زيادة وقت النوم من خلال تقديم موعد نومك مدة 15 دقيقة، فإن كنت تنام في الساعة الواحدة صباحاً، حاول النوم في الساعة 12:45 بعد منتصف الليل مدة يومين ثم حاول الإبكار ربع ساعة إضافية حتى تصل إلى الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً.
- تجنّب التعرض للضوء الشديد قبل ساعتين من النوم، وذلك يتضمن الابتعاد عن استخدام الهاتف المحمول ومشاهدة التلفاز، ويمكن استبدال النشاطات الإلكترونية بقراءة كتاب أو حل أحجية مثل الكلمات المتقاطعة أو سماع الموسيقى الهادئة والاسترخاء للتشجيع على النوم.
- وضع جدول نوم ثابت، وتنظيم وقتك تبعاً لهذا الجدول؛ أي خطط للصباح التالي بالنسبة للمواعيد والمهام التي ستقوم بها، وكُنْ جدّياً في الالتزام بالمواعيد التي ترسمها في ساعات الصباح الباكر.
- حاول تهيئة غرفة النوم بشكلٍ جيد لمساعدتك على النوم باكراً؛ أي احرص على أن يكون الفراش مريحاً وأن يكون الهواء منعشاً مع الابتعاد عن مصادر الضجيج والضوء.