وجد باحثون من جامعة بورنموث البريطانية أن الهكسوس الذين احتلوا شمال مصر منذ 3600 عام كانوا مصريين المولد، ورجح الباحثون أن الهكسوس ينتمون إلى مجتمع مهاجر ارتفع ووصل إلى القمة، ثم استولى على السلطة من الفراعنة.
حكم الفراعنة مصر من عام 3100 حتى عام 30 قبل الميلاد، لكنهم لم يملكوا السيطرة الكاملة على أراضيهم دائماً، بدأت فترة الضعف عندهم عام 1800 قبل الميلاد، واستغل الهكسوس فترة النزاعات و الصراع السياسي حينها، وفرضوا سيطرتهم على شمال مصر، وتركوا الفراعنة مسؤولين عن قطاع صغير من الأراضي في الجنوب. كان الهكسوس لديهم أسماء مختلفة عن المصريين القدماء، ويرتدون ملابس طويلة متعددة الألوان مختلفة عن الملابس المصرية البيضاء التقليدية، واستمر حكمهم قرناً من الزمان، ولكن من هم على وجه التحديد هذا لم يكن واضحاً.
حلل الباحثون في الدراسة عينات أسنان من 75 شخصاً مدفوناً في مدينة تل الضبعة في محافظة المنيا في صعيد مصر، وهي نفسها مدينة آفاريس القديمة. قيم الباحثون الأصول الجغرافية للأفراد الذين عاشوا في المدينة قبل الهكسوس وبعدهم، ووجدوا أن نسبة كبيرة من السكان كانوا من غير السكان المحليين الذين هاجروا من مناطق مختلفة أخرى.
أكد الباحثون أن مصر رحبت بالمهاجرين لمئات السنين قبل وصول الهكسوس للحكم، وتُظهر بيانات لأشخاص آخرين دُفنو في آفاريس خلال فترة حكم الهكسوس؛ استمرار نمط مماثل من الهجرة بعد وصولهم للسلطة، واستدل الباحثون على أن الهكسوس لم يكونوا غزاة أجانب بالضرورة؛ بل رُبما نشأوا في مصر داخل مجتمع المهاجرين الذي يعيش في آفاريس منذ قرون.
يذكر أن هذه هي أول دراسة تستخدم كيمياء الآثار لمعرفة أصول حكام الهكسوس، لكن يشير الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من التحقيقات والتقنيات الكيميائية الأوسع لتحديد السلالات المحددة للهكسوس، وغيرهم من السكان غير المحليين في مصر.