تبحث العديد من المؤسسات الأكاديمية عن طرق لمنع الاعتداء الجنسي بين أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب، إلا إنها تفشل في معالجة أكثر أشكال التحرش الجنسي شيوعاً.
ركز الباحثون في تقرير نُشر في دورية «بروسيدنج أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس» العلمية، على السلوكيات التي تنقل السخرية أو الاشمئزاز أو عدم الاحترام للأفراد، وأكد الباحثون أن الشكل الأكثر انتشاراً للتحرش الجنسي هو التقليل من شأن الشخص، مثل التعليقات والنكات والإيماءات والشتائم الأخرى. قال الباحثون: «في بعض الأحيان تكون عمليات الإهانة مهينة جنسياً وفجة، وفي أحيان أخرى تكون ازدراء بدون محتوى جنسي».
قالت كاثرين كلانسي، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة إلينوي في إربانا-شامبين الأميركية، والمؤلفة الأولى للتقرير: «التحرش على أساس الجنس خادع لأنه لا يمكن تمييزه عن النقد أو الوقاحة». وأضافت كلانسي: «كيف تبلغ امرأة عن شخص ما أخبرها أن لديها عقل أم؟».
قالت كلانسي إن هذه الأنواع من المضايقات تؤدي بمرور الوقت إلى شك النساء في أنفسهن وقيمتهن، مما يجعلهن ينسحبن من العمل أو حتى يغادرن.
أضافت كلانسي لسوء الحظ؛ تختار العديد من المؤسسات البحث عن إصلاحات أو إجراءات سريعة تقلل مسؤوليتها القانونية، قالت: «من السهل الاعتقاد بأن الامتثال للقانون يعني أنك تفعل ما تحتاج إلى القيام به للقضاء على التحرش الجنسي في الحرم الجامعي الخاص بك، لكن 30 عاماً من البحث تشير إلى عكس ذلك. إن التركيز المفرط على الامتثال القانوني يترك الضحايا وراءهم ويمكن أن يلحق الضرر بمجتمعات بأكملها لا يتم خدمتهم من خلال التفسيرات المحافظة للقانون وعمليات الإبلاغ الرسمية».
تقدم كلانسي وآخرون العديد من التوصيات إلى المؤسسات الأكاديمية على أمل معالجة المشكلة. وترى أنه يجب على المؤسسات الأكاديمية ألا تستثمر في إصلاحات سريعة مثل حزم الفيديو أو التدريبات عبر الإنترنت التي أنشأها مستشارون خارجيون لديهم خبرة قليلة في الإيذاء الجنسي. بدلاً من ذلك يقترحون أن يرتكز هذا التدريب على البحث، الذي يتم إجراؤه بواسطة مدرب مباشر، ويشرك فيه الأفراد بشكل تفاعلي ويستمر لأكثر من أربع ساعات.
قالت كلانسي إن أهم شيء يمكن للمؤسسات القيام به للحد من هذا النوع من المضايقات الشائعة للغاية في الأوساط الأكاديمية.