أجرى ثلاثةُ باحثين في قسم علم النفس بجامعة ساوث كاليفورنيا الأميركية دراستين لتسليط الضوء على الفروق بين الجنسين في الأحكام الأخلاقية ضمن الثقافات المختلفة. ونُشرت نتائج الدراستين في ورقة بحثية ضمن دورية «بروسيدينجز أوف ذا رويال سوسايتي بي» أمس الأربعاء.
يصعب تحديد ماهية الأخلاق. وعادةً ما يمثل الاعتقاد حول شيء ما «صحيح» أو «خاطئ» وجهة نظرٍ فردية. ولكن يمكن للأخلاق أن توجد أيضاً داخل المجموعات، انطلاقاً من صعيد العائلات، إلى البلدان، أو حتى الجنس البشري بأكمله. وما يجعل الأمور أكثر تعقيداً هو وجود فكرة الاختلافات بين الجنسين في المعتقدات الأخلاقية.
نوّه الباحثون أن هذا البحث اقتصر على الدراسة داخل البيئة الثقافية الواحدة، ونُظر في بعض الحالات في كمياتٍ محدودة من البيانات التي تمتد عبر ثقافات مختلفة. وتساءلوا عما إذا كانت الاختلافات الأخلاقية بين الجنسين ستكون أكثر تنوعاً ووضوحاً إذا ما تم النظر إليها من منظور دولي. لمعرفة ذلك، أجروا دراستين دوليتين رئيسيتين.
تضمنت الدراسة الأولى الحصول على بياناتٍ من منصة «YourMorals.org» البحثية التي تطرح مجموعةً من الأسئلة على زوار الموقع لمعرفة المزيد عن معتقداتهم الأخلاقية. تمكّن الباحثون من تحليل بيانات من 392.617 شخصاً من جميع أنحاء العالم، والتي تضمنت إجاباتٍ على استبيان الأسس الأخلاقية الذي يعد نموذج مسح موحد تم تطويره على مدار سنوات عديدة كطريقة لتوحيد جهود البحث في الأخلاق. كما تم استخدامه أيضاً لأغراض سياسية في السنوات الأخيرة.
أما في الدراسة الثانية، كرر الباحثون عملية الدراسة الأولى، لكن مع استخدام بيانات أبحاثٍ سابقة. كما استخدموا أيضاً «الاستدلال البايزي» على تلك البيانات، وهو نهجٌ إحصائي يُستخدم لتقييم احتمالات فرضيةٍ ما في سبيل اكتشاف دليلٍ جديد.
عند تحليل بيانات تلكما الدراستين، وجد الباحثون أن النساء سجلن درجات أعلى في المقاييس الأخلاقية مقارنة بالرجال عندما تعلق الأمر بالرعاية والنقاء والإنصاف. ووجدوا أيضاً اختلافات صغيرة في الدرجات المتعلقة بالسلطة والولاء. كما لاحظوا كذلك وجود كماً أكبر من الفروق بين الجنسين في الأحكام الأخلاقية في المجتمعات التي تضع قيمة الفرد فوق قيمة الجماعة أو تلك التي تنتشر فيها المساواة بين الجنسين بشكل أكبر.