دراسة: تعرّض الحامل للتعنيف المنزلي يؤدي لوضعها طفلاً ضعيفاً معرفياً

2 دقائق
مصدر الصورة: بيكساباي.

أوضحت دراسة أجرتها جامعة ميسوري الأميركية بالتعاون مع جامعة جونز هوبكنز وجامعة فيرجينيا الأميركيتين أيضاً، أن الأطفال الذين تتعرض أمهاتهم للعنف المنزلي من قبل أزواجهنّ أثناء حملهنّ بهم، يكون لديهم نمو إدراكي وتطور معرفي ضعيفَين مقارنةً بغيرهم. وغالباً ما تكون نتائج تحصيلهم الدراسي أسوأ، ناهيك عن خطر تعرّضهم للمشكلات الصحية، ونُشرت الدراسة في دورية «صحة الأم والطفل» العلمية.

في عام 1983، كانت «ليندا بولوك» تقيّم حالة امرأة حامل معرّضة لولادة مبكرة، عندما لاحظت وجود كدمات على جسدها، وعندما سألتها عما حدث معها، قالت المرأة أن الثلاجة وقعت عليها أثناء تنظيف المطبخ. شعرت «بولوك» بأن هناك خطباً ما؛ لكن لم تعرف ماذا تفعل في حينها، واكتفت بعمل الإجراءات اللازمة لإيقاف مخاض المرأة وإرسالها إلى منزلها؛ لكنها كانت تعلم أنها تعرضت لنوعٍ من العنف.

أصبحت «ليندا بولوك» الآن أستاذةً فخريةً في كلية التمريض بجامعة ميسوري، وأثارت تلك الحادثة اهتمامها، وعزمت على مساعدة الممرضات الأخريات في مساعدة النساء المعنَّفات؛ لكن ما لم تكن تعرفه في ذلك الوقت هو تأثير العنف على الطفل.

ساعدت «بولوك» في تنفيذ برنامج الزيارات المنزلية لرصد حالات العنف المنزلي في فترة ما حول الولادة في ريف ميسوري؛ والذي ضمِنَ السلامة للنساء الحوامل، وقلل من العنف المنزلي لمئات منهن ممن تعرضن لسوء المعاملة. علِمت «بولوك» من الزيارات تلك أن العديد من النساء اللواتي تعرضن للإساءة لديهنَّ ما يصل إلى 9 شركاء ذكور مختلفين على مدى شهور الحمل وبعده، فأجرت دراسةً لفحص تأثير تعدد وجود الشركاء على التطور المعرفي للرضع حديثي الولادة.  

أجرت «بولوك» اختبارات النمو العصبي أثناء الزيارات المنزلية بعد 3 و6 و 12 شهراً من الولادة أيضاً، وفوجئت عندما وجدت أن أطفال النساء اللواتي لديهن شريك واحد فقط أساء إليهن، كان نتائجهم المعرفية أسوأ مقارنةً بأطفال النساء اللاتي لديهن شركاء ذكور متعددون بعضهم فقط مسيء.

قالت بولوك: «تسلّط النتائج الضوء على مجموعة متنوعة من الطرق التي يمكن أن يساعد بها وجود عدة أشخاص في حياة الأم، يساعدونها في إعالة طفلها - سواء كان ذلك في توفير الطعام أو المسكن أو رعاية الأطفال أو المزايا المالية. أما بالنسبة للنساء اللواتي أساء إليهن شريك واحد فقط؛ وهو والد الرضيع، فقد لا يكون الأب قد قدم أي دعم مادي أو مالي أو لعب دوراً نشطاً في حياة الطفل؛ حيث يكون من الصعب على الأمهات العازبات المشغولات اللواتي يكافحن لتغطية نفقاتهن لتوفير الألعاب والتحفيز الذي يحتاجه الأطفال للوصول إلى مراحل النمو الحاسمة»

أضافت بولوك أن الأطفال الذين يعانون من العنف المنزلي غالباً ما تكون نتائج تحصيلهم الدراسي أسوأ في المدرسة بسبب تأخر النمو العصبي وزيادة مخاطر الإصابة بمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية؛ بما في ذلك مشكلات الجهاز الهضمي واضطرابات الأكل والنوم، فضلاً عن الإجهاد والمرض.  

قالت بولوك: «عندما تزور الممرضات المنازل للاطمئنان على النساء الحوامل وأجنَّتهن، نريد أن يكنَّ على معرفة بعلامات التحذير من عنف الشريك الحميم المحتملة. ما زلت أفكر في عام 1983 عندما أرسلت تلك السيدة إلى المنزل في وضع مروع، وأنا متحمسة للتأكد من أنني أستطيع مساعدة الممرضات اليوم على عدم ارتكاب نفس الخطأ الذي ارتكبته».

المحتوى محمي