طوّرت شركة فضائية أمريكية ناشئة تدعى «إيڤوم» أول طائرة بدون طيار في العالم وظيفتها حمل الأقمار الصناعية إلى الفضاء تسمّى «راڤن إكس»، والتي ستكون قادرةً على نقل حمولة جديدة إلى المدار كل 180 دقيقة، والقيام بذلك على مدار 24 ساعة في اليوم.
تقول الشركة المصنّعة، والتي تعمل في شراكة مع سبيس فورس التابعة للجيش الأميركي، أن الطائرة العملاقة تتمتّع بالاستقلالية الكاملة، ويمكن إعادة استخدامها بنسبة 70%، كما يمكنها الإقلاع والهبوط على مدارج يصل طولها إلى ميلٍ واحدٍ فقط.
يمكن للطائرة بدون طيار أن تقلع من أي مدرج للوصول إلى ارتفاع عالٍ حيث يُسمح بإطلاق المرحلة الثانية للصاروخ، والتي تضع الحمولة على أول طريقها إلى الفضاء. وبعد إطلاق المرحلة الثانية للصاروخ في مدارٍ أرضيّ منخفض، تعود الطائرة مرةً أخرى إلى موقفها الأصلي. ومن المتوقع أن تكون مهمة «راڤن إكس» الأولى هي إطلاق القمر الصناعي الصغير «ASLON-45» التّابع لسبيس فورس العام المقبل.
يبلغ طول الطائرة حوالي 80 قدماً، ويمكنها حمل أقمار صناعية يصل وزنها إلى 500 كيلوجرام بشكل مستقل تماماً بدون بنية تحتية مكلفة. كما يقول المطورون، أنه بالإضافة إلى الأدوار العسكرية، يمكن لهذه الطائرة أن تساعد العلماء على وضع أجهزة استشعار في المدار بسرعة كبيرة وبتكلفة منخفضة لإجراء تجارب محددة، وهذا ما كان يحتاجه الباحثون بشدّة. ومن خلال هذه التقنية المستقلة، ستقلّص المدّة الزمنية لعمليات الإطلاق من سنوات إلى شهور، ومن الممكن إلى دقائق إذا ما تطلّب الأمر ذلك.
أوضحت الشركة أن إنشاء طائرة بدون طيار قادرة على الإقلاع وإطلاق صاروخٍ والهبوط من تلقاء نفسها يتطلب نظاماً عالمياً من الأنظمة الذكية ذاتية التشغيل. كما أن هناك سوقاً مزدحمةً تتنافس فيها الشركات في هذا الصدد، إذ يوجد أكثر من 100 مركبة إطلاق صغيرة يتم تطويرها في جميع أنحاء العالم، لكن لا يوجد مكان لأكثر من ثلاثة إلى خمسة أو نحو ذلك. وعلى عكس منافسيها، فإن لـ«راڤن إكس» نظاماً مستقلاً بشكل كليّ، ولا يتطلّب أيّ طيارين أو منصات إطلاق باهظة الثمن للوصول إلى مدار أرضي منخفض.
إنّ الهدف المرجوّ هو الحصول على أسطول من طائرات «راڤن إكس» المسيّرة ذاتية التحكم بالكامل جاهزة للانتشار في غضون لحظات، مما سيساعد في العمليات العسكرية والبحث والإنقاذ أو حتى توفير أقمار صناعية للاتصالات واسعة النطاق.