توصّل باحثون في جامعة كامبريدج البريطانية إلى أن شعب الڤايكينج لم يكونوا اسكندنافيي الأصل بالكامل. ونُشرت نتائج دراستهم في دورية نيتشر العلمية؛ أمس الأربعاء.
حلل الباحثون تسلسل الحمض النووي المستخرج من 442 رفات بشرية من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى 2400 سنة وحتى 1600 سنة قبل الميلاد، مع تحليل البيانات المنشورة سابقاً لـ3855 فرداً يعيش حالياً في الدول الاسكندنافية، وبيانات من 1118 فرداً قديماً.
وجد الباحثون أن لون شعر العديد من أفراد شعب الڤايكينج، كان بنّي اللون، وليس أشقراً كما هو سائد. وأن هوية شعب الڤايكينج لا ترتبط بشكل أساسي بالأصل الجيني الاسكندنافي، وأظهرت الدراسة أن التاريخ الجيني الاسكندنافي تأثر بجيناتٍ دخيلةٍ من آسيا وجنوب أوروبا قبل عصر الڤايكينج.
أكد الباحثون أن غارات المداهمة التي اشتُهر بها شعب الڤايكينج، اقتصرت في البداية على الجيران وأفراد العائلة المقربين، وليس على نطاقٍ واسع.
قبل هذه الدراسة لم يكن معروفاً بالضبط الأصول الوراثية لشعب الڤايكينج. ووجد الباحثون اختلافات جينيةً بين مجموعات مختلفة من الڤايكينج داخل الدول الاسكندنافية، مما يدل على أن مجموعات الڤايكنج في المنطقة كانت أكثر عزلةً بكثير مما كان يعتقد في السابق.
توصل الباحثون إلى أن شعب الڤايكينج القادم من ما يعرف الآن بالنرويج؛ سافروا إلى إيرلندا واسكتلندا وآيسلندا وجرينلاند، بينما سافر الڤايكينج القادمون من ما يعرف الآن بالدنمارك إلى إنكلترا، أما القادمين من ما تعرف الآن بالسويد كانوا قد شدوا الرحال إلى دول البلطيق على شكل غارات ومداهمات مكونة من الذكور فقط.
أكد الباحثون أن عصر الڤايكينج غيَّر الخريطة السياسية والثقافية والديموغرافية لأوروبا، وتجلى هذا من اختلاف الأماكن التي وجدت فيها بقايا جثث الڤايكينج التي موضع الدراسة والتي وجدت في جرينلاند وأوكرانيا والمملكة المتحدة واسكندنافيا وبولندا وروسيا.
أشارت التحاليل كذلك إلى أن البكتيين -شعب كان قد سكن شمال اسكتلندا في نهايات العصر الحديدي- قد أصبحوا جزءاً من شعب الڤايكينج رغم عدم اختلاطهم جينياً بالاسكندنافيين، في إشارةٍ إلى أن أصول العديد من شعب الڤايكينج تعود إلى أسلاف غير اسكندنافيين.
ستساعد مجموعة البيانات التي حصل عليها الباحثون من هذه الدراسة على تكوين فهم أفضل للسمات المعقدة وكيفية حدوث الانتقاء الطبيعي في آخر 2000 عام من التاريخ الأوروبي قبل وأثناء وبعد مدّ شعب الڤايكينج في أنحاء أوروبا، وكيف أثر ذلك على الجينات المسؤولة عن سمات مهمة مثل المناعة والتصبغ والتمثيل الغذائي. كما ستمكن الباحثين أيضاً من البدء في استنتاج المظهر الجسدي لشعب الڤايكينج القدماء ومقارنته بمظهر الاسكندنافيين اليوم.