دراسةٌ تُظهر تأثير تسارع نبضات القلب على اتخاذ القرارات

2 دقائق
اتخاذ القرار
مصدر الصورة: بيكساباي.

حلل العلماء في كلية الطب إيكان في ماونت سيناي الأميركية البيانات من دراسةٍ سابقة على الرئيسيات غير البشرية في محاولةٍ لفهم كيفية تأثير حالات الإثارة الشديدة على عمليات صنع القرار في الدماغ، ووجدوا أن دوائر صنع القرار العصبية في الدماغ قد تكون مرتبطةً بما يحدث داخل الجسم باستمرار. ولهذا السبب؛ يمكن للتغييرات في مستوى الإثارة لدينا أن تغير الطريقة التي تعمل بها هذه الدوائر، ونُشرت الدراسة في دورية «بروسيدينجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز».

لسنواتٍ عديدة؛ وصف العلماء العلاقة بين الإثارة وأداء اتخاذ القرار بأنها «منحنىً على شكل حرف U». في الأساس؛ القليل من الإثارة -مثل تلك التي تحدث بعد فنجان من القهوة- قد تؤدي إلى ذروة في الأداء؛ لكن الإثارة المفرطة أو القليلة جداً تزيد من فرص اتخاذ الدماغ لقراراتٍ بطيئة أو غير صحيحة.

النتائج الأولية من هذه الدراسة تدعم هذه الفكرة. قام الباحثون بتحليل البيانات من مجموعة سابقة من التجارب التي اختبرت قدرة ثلاثة قرود من نوع «ريسوس» على الاختيار بين الحصول على جائزتين؛ إما الكثير من العصير اللذيذ أو القليل. كما هو متوقع؛ اختارت القرود باستمرار الحصول على المزيد من العصير، وفي المتوسط ​​اتخذت هذا القرار بشكلٍ أسرع عندما كانت قلوبها تنبض بشكلٍ أسرع؛ مما يدعم فكرة أن حالة الإثارة تعزز أداءً أفضل.

بعد ذلك؛ قام الباحثون بتحليل النشاط الكهربائي المسجل من الخلايا العصبية في مركز من مراكز اتخاذ القرار في الدماغ يسمّى «القشرة الحزامية الأمامية»، ووجدوا أن نشاط حوالي سدس الخلايا العصبية في المنطقة مرتبط بالتقلبات في معدل ضربات القلب. بعبارةٍ أخرى؛ إذا تغير معدل ضربات قلب حيوان ما، فإن نشاط هذه الخلايا سيتغير أيضاً إما عن طريق التسريع أو التباطؤ.

كان السؤال التالي الذي طرحه الباحثون: «ماذا يمكن أن يحدث خلال نوع حالات الاستثارة الشديدة التي تظهر لدى المرضى الذين يعانون من القلق والإدمان واضطرابات نفسية أخرى؟». للإجابة عليه؛ قاموا بتحليل البيانات التي تم الحصول عليها بعد إيقاف تخريب «اللوزة الدماغية»؛ المركز العاطفي للدماغ، جراحياً في كل حيوان. أدى هذا إلى زيادة معدل ضربات القلب بما يصل إلى 15 نبضة في الدقيقة، وفي حالة الإثارة العالية هذه، كلما دقت قلوب الحيوانات بشكلٍ أسرع، كان اختيار المكافأة أبطأ. يشير هذا إلى أنه عندما ارتفعت حالة الإثارة لدى الحيوانات، فقد أعاقت بالفعل عملية اتخاذ القرار.

عندما نظر الفريق إلى النشاط العصبي، وجدوا شيئاً أكثر إثارةً للاهتمام. يبدو أن حالة الاستثارة المتزايدة تغير الأدوار التي تلعبها الخلايا العصبية أثناء اتخاذ القرار؛ إذ رأى الباحثون دليلاً على انخفاض عدد الخلايا العصبية المشاركة في عملية صنع القرار. علاوةً على ذلك؛ في القشرة الحزامية الأمامية، ارتفع عدد الخلايا العصبية التي يبدو أنها تتبع الحالات الداخلية بشكلٍ طفيف، وأدى هذا إلى تغيير توازن المعلومات الممثلة في هذا المجال، كما لو أن الإشارات العصبية لاتخاذ القرار قد تم "اختطافها" عن طريق الإثارة.

على الرغم من أن هذه النتائج ليست نهائيةً؛ إلا أنها تشير إلى أن حالة الإثارة المتزايدة تتحكم في دوائر صنع القرار في الدماغ وقد تسبب تدهورها. لذا؛ يخطط الباحثون لمواصلة دراسة كيف يمكن أن تؤثر الإثارة على وظائف الدماغ العليا، وكيف يساهم ذلك في العمليات الخلوية الأساسية التي تكمن وراء العديد من الاضطرابات النفسية.

المحتوى محمي