طورت شركة «IBM» نظاماً قائماً على الذكاء الاصطناعي مصمماً للمشاركة في المناظرات مع البشر. إذ وصف أعضاء الفريق نظامهم ومدى جودة أدائه في المناظرات بناءً على أنواع المنطق المستخدم في الحجج البشرية في ورقتهم البحثية المنشورة في دورية «نيتشر» العلمية.
إن المناظرة هي مهارة اكتسبها البشر منذ آلاف السنين. إذ تُعتبر بشكل عام نوعاً من المناقشة يحاول فيه شخص أو أكثر إقناع الآخرين بأن رأيه حول موضوع ما صحيح. وفي هذا البحث الجديد، أنشأ فريق «IBM» نظام ذكاء اصطناعي مصمم للمناقشة مع البشر في بيئة حية. يستمع إلى أصحاب المناظرات والمعارضين وبردّ بصوتٍ أنثوي.
يميل الأشخاص الذين يقدمون حجةً ما إلى الاستشهاد بآخرين يمكنهم دعم ادعاءاتهم في معظم المناظرات. كما قد يستشهدوا ببحثٍ سابق، أو يقتبسوا عبارات معروفة جيداً يستخدمها أشخاص محترمون في مجال الجدل. ويقوم نظام «IBM»؛ والذي سمّي باسم «Project Debater»، بمسح الإنترنت بحثاً عن مثل هذه الحجج ويستخدمها بطرق تعلّم أنها مقنعة.
كما تتضمن معظم المناظرات أيضاً بشكلٍ عام مشاركين يحاولون إسقاط حجج خصومهم. لتنفيذ مثل هذه المهام، يستخدم «Project Debater» نظام واتسون؛ وهو نظام من شركة «IBM» تمكّن من التغلب على المتسابقين في برنامج المسابقات «Jeopardy»، للاستماع إلى الحجج التي قدمها المعارضون ثم البحث عن الطعون التي قدمها الآخرون لمزاعم مماثلة.
بدأت شركة «IBM» في اختبار النظام عام 2019، عندما شارك في مناظرة مع «هاريش ناتراجان»؛ وهو خبير مُناظر. واتفق الحاضرون على أن النظام الآلي لم يتغلب على المُناظر البشري حينها، لكن نفس الجمهور اتفق أيضاً على أنه حقق أداءً جيد. وفي اختبارٍ لاحق، طُلب من نظام «Project Debater» إقناع لجنة من المشاهدين بأن التطبيب عن بعد فكرة جيدة. ووجد معظم أعضاء اللجنة أن نظام الذكاء الاصطناعي قد غيّر بالفعل موقفهم من الموضوع، وهو مؤشر محتمل على أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تلعب يوماً ما دوراً في المناقشات البشرية مثل تلك التي تحدث على مواقع التواصل الاجتماعي.