نظرة جديدة على سلوك التزاوج عند الزرافات

نظرة جديدة على سلوك التزاوج عند الزرافات
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Nilesh Rathod

مع حلول عيد الحب كل عام، يتزايد الضغط للتوصل إلى طريقة مثالية ليعبر كل فرد عن حبه لشريكه. قد يكون التعبير عن الحب للشريك أمراً صعباً للغاية بالنسبة للبشر، ولكنه خطير بالنسبة للزرافات التي تشتهر بأعناقها الطويلة لا بعاطفتها القوية.

في حين تدخل القطط والكلاب في معارك حامية، ويستخدم الطاووس ريشه اللافت للنظر لإغراء الشريك، ليس لدى الزرافات أي طقوس تزاوج أو إشارات مرئية تشير إلى رغبتها بالتزاوج. 

كيف تعبر الزرافات عن استعدادها للتزاوج؟

بدلاً من ذلك، تعبر الزرافات عن رغبتها الجنسية بوكز الزرافات الأخرى وعبر الفيرمونات والبول. نشرت مجلة أنيملز (Animals) في 8 فبراير/ شباط دراسة جديدة تتعمق في الحياة الجنسية للزرافات وتوضح دعم بنيتها التشريحية الفريدة لسلوكها الإنجابي. 

يتحقق ذكر الزرافة من استعداد الأنثى للتزاوج عن طريق شم أعضائها التناسلية ووكزها لحثها على التبوّل، وإذا أبدت الأنثى قبولها لمغازلة الذكر، تباعد قدميها وتتبول لبضع ثوان، ويرتشف الذكر بعضاً من بولها في فمه. ينخرط الذكر بعد ذلك في سلوك يُعرف باستجابة "فليمن" (flehmen)، حيث يقوم بلف شفته العليا للخلف وكشف أسنانه الأمامية ويستنشق رائحة الأنثى وفيرموناتها عبر تجويف فمه المفتوح وينقلها إلى العضو الأنفي الميكعي (عضو جاكبسون) المسؤول عن تنظيم السلوك الاجتماعي والتزاوج.

تقدم الدراسة الجديدة فهماً دقيقاً لآلية استجابة فليمن عبر البنية التشريحية للزرافات.

اقرأ أيضاً: هل تصارعت الأنكيلوصورات مع بعضها باستخدام ذيولها؟

استجابة فليمن عند الزرافات

تشيع استجابة فليمن بين العديد من الحيوانات مثل الخيول والقطط، ولكن معظم الثدييات تتحقق من البول بعد أن يسيل على الأرض، غير أن الزرافات لا تستطيع فعل ذلك بسبب ضخامة أجسامها وطولها.  

تقول المؤلفة المشاركة وأستاذة السكان والصحة الإنجابية في جامعة كاليفورنيا ديفيس، لينيت هارت، في بيان: "تتجنب الزرافات مد رأسها إلى الأرض بسبب التطور الشديد في بنية رقبتها ورأسها، لذلك يحتاج الذكر إلى حثّ الأنثى على التبول، وغالباً ما تستجيب لذلك. أي أن الذكر يطلب منها التعاون، وإذا لم تستجب فسيعلم أنها غير مستعدة ولا ترغب في التزاوج معه".

سلوك التزاوج عند الزرافات أغرب مما تتصور
يُظهر الذكر استجابة فليمن بلف شفته للأعلى عندما تبدأ الأنثى بالتبول. حقوق الصورة: لينيت هارت، جامعة كاليفورنيا ديفيس.

لاحظت هارت كما لاحظ زوجها المؤلف المشارك في الدراسة، بنجامين هارت، هذا السلوك بين الزرافات في أثناء رحلاتهم البحثية إلى حديقة إيتوشا الوطنية في ناميبيا، وهي محمية بيئية مختلطة تضم أيضاً الأفيال ووحيد القرن الأسود المهدد بالانقراض والفهود وأكثر من 340 نوعاً من الطيور. 

اقرأ أيضاً: طيور لا تطير: دراسة تكشف عن رحلة البطريق التطورية

درس بنجامين سابقاً استجابة فليمن عبر البنية التشريحية للماعز وحيوانات أخرى، وفي رحلة إلى شرق إفريقيا، تكهن فريق البحث بأن الزرافات لديها استجابة مماثلة.

يقول بنجامين هارت، وهو أيضاً أستاذ فخري في كلية الطب البيطري بجامعة كاليفورنيا في ديفيس، في بيان: "هذا السلوك هو جزء مهم من طقوس تزاوج الزرافات، وهو يوضح لنا مزيداً من المعلومات حول ما تفعله الزرافات عندما تتجمع حول مصادر المياه. في الواقع، يحب الناس مراقبة الزرافات، وأعتقد أنه كلما زاد فهمهم لها، زاد اهتمامهم بالحفاظ عليها".

كما تسلط الدراسة الضوء على بعض سلوكيات الزرافات التي لم توثق سابقاً، بما فيها مضغ العظام وطقوس الحداد المحتملة على موتاها، بعد أن شاهد الفريق موكباً متواصلاً من الزرافات يتوجه نحو جثة زرافة قتلها أسدان لفحصها. 

المحتوى محمي