إليك التفسير العلمي لصور الخداع البصري التي تبدو متحركة

2 دقائق
إليك التفسير العلمي لصور الخداع البصري التي تبدو متحركة
هذه الهوة الآخذة بالتوسع هي الوهم البصري الذي تناولته الدراسة، وهو قوي بما يكفي لدفع حدقات الأعين البشرية للتمدد تحسباً لدخول مكان مظلم. حقوق الصورة: scitechdaily.com/Laeng, Nabil, and Kitaoka

استخدمت مجموعة بحثية في جامعة أوسلو بالنرويج صورة تتضمن منطقة سوداء بيضاوية الشكل تقريباً تُستخدم في الخدع البصرية من أجل معرفة مدى تأثيرها على الدماغ، وبالفعل وجدوا أنّ 86% من المشاركين شعروا باقتراب المنطقة السوداء منهم، ما جعل الباحثين يشكون في أنّ الصورة تخدع الدماغ حقاً، ونُشرت الدراسة في دورية "آفاق في العلوم العصبية البشرية" (Frontiers in Human Neuroscience) في 30 مايو/ أيار 2022.

لماذا يحصل الوهم البصري عموماً؟ 

حاول الباحثون والعلماء فهم كيفية تعاون الدماغ مع العينين لسنوات طويلة، لكنهم لم يستطيعوا التوصل لشيئ مؤكد، إذ إن العلاقة بين الدماغ والعين معقدة للغاية ولا تسهل معرفتها بدقة، فالدماغ البشري ذكي جداً، وهو يعتمد على العين في الرؤية ويتواصل الاثنان عبر إشارات تُعطي العين عبرها للدماغ بعض المعلومات البسيطة، فمثلاً سيتشكل لدى الناظر إلى الأشكال في التغريدة التالية أنه يرى دوائر لا أهرامات.

لكن قد لا يستطيع الدماغ إدراك المعلومات التي تُرسلها العين، فيُعطي بعض التخمينات لملء المعلومات الناقصة لديه، فيتشكل الوهم. ويمكن اختصار هذا في أنّ الوهم يحدث عندما تختلط على الدماغ الرسائل البسيطة التي تُرسلها العين.

اقرأ أيضاً: هل تنظر إلى المرآة كثيراً؟ احذر فقد ترى أشباحاً..

كيف أجرى الباحثون تجربة الوهم البصري؟  

شارك في التجربة نحو 50 مشاركاً، منهم: 31 أنثى و19 ذكراً. وعرضوا أمامهم صوراً في كل واحدة منها نفس الدائرة لكن بألوان مختلفة من ضمنها اللونين الأبيض والأسود، ولاحظوا تفاعل حدقة العين (أو بؤبؤ العين) للمشاركين مع الصور باستخدام كاميرات خاصة تتبع حالة العين، ثم جمعوا البيانات وقارنوا بين متوسط أقطار حدقة العين في حالة الدائرة ذات اللون الأسود والدوائر الأخرى، ولاحظوا وجود اختلاف فعلاً لاستجابة الحدقة، إذ لم يتأثر بعض المشاركين بهذا الخداع البصري، بينما تأثر آخرون وشعروا وكأنّ الدائرة ثقباً أسوداً يتحرك نحوهم ليبتلعهم. هذا يعني تحفز الدماغ للخطر.

الوهم البصري
حقوق الصورة: shutterstock.com/Anna Golant

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن النقطة العمياء في العين؟

لماذا انخدع الدماغ؟ 

يمكن الإجابة عن هذا السؤال عبر ملاحظة الصورة المتكونة من شكل بيضاوي أسود اللون مُحاط بهالة داكنة، وفي الخلفية اللون الأبيض عليه أشكال بيضاوية سوداء اللون ولكنها أصغر. عندما نظر إليها المشاركون أفاد 86% منهم أنهم شعروا باقتراب الشكل البيضاوي الأسود منهم وكأنه يتوسع للخارج، حيث ينخدع الدماغ نتيجة رؤية تغير ما في درجة سطوع الضوء الذي يُوحي بسيطرة الظلام على الضوء، تماماً مثل حالة الشخص الذي يتحرك نحو كهف أو نفق وتستجيب حدقتا عينيه بالتقلص أو التوسع، وفي هذه الحالة تتوسع حدقة عين الشخص  فيشعر الدماغ بالخطر ويبدأ في الاستعداد للخطر مسبقاً.

الوهم البصري
حقوق الصورة: shutterstock.com/lotan

عندما جرب الباحثون نفس التجربة لكن مع الأشكال البيضاوية ذات الألوان الأخرى، لاحظوا اتساعاً بسيطاً في حدقة العين، لكنه كان أقل وضوحاً في تلك المرات عن حالة اللون الأسود. هذا يعني أنّ حدقة العين تتفاعل مع كيفية إدراكنا للضوء وإن كان وهماً. حاول الباحثون أيضاً عرض شكل بيضاوي لونه أبيض على خلفية سوداء، لكنهم في هذه المرة لاحظوا تقلص حدقة العين للمشاركين بدلاً من التوسع، وكأنهم يتوجهون نحو الضوء الأبيض الساطع بدلاً من التوجه نحو الثقب الأسود.

اقرأ أيضاً: كيف يُنظم الدماغ ذكرياتنا؟

مع ذلك، لم يعرف الباحثون السبب الدقيق وراء استجابات المشاركين المختلفة، أو سبب رؤية الصورة تتحرك وكأنها ثقب أسود أو نفق مظلم، لذلك يرغبون في اختبار ذلك الوهم على الحيوانات، ما يساعدهم في فهم النظام البصري الخاص بها وكيف يختلف عن البشر، ما قد يسهم فيما بعد في فهم كيفية تفاعل العين مع الدماغ، وفك شفرات تلك العلاقة المعقدة بينهما. وهذا سيُساعد بشكل ما في تطوير فهمنا للنظام البصري.

المحتوى محمي