هكذا حلّقت طائرة بوينج المقاتلة ذاتية القيادة لأول مرة

2 دقائق
طائرة ذاتية القيادة
الطائرة ذاتية القيادة في أول رحلة لها في أستراليا. -الصورة: بوينج

في 27 فبراير/ شباط الماضي، انطلقت طائرة مدهشة صغيرة تدعى «ذا لويال وينجمان»، من قاعدة إقلاع في أستراليا لتبدأ رحلتها الافتتاحية، وعلى عكس معظم الطائرات الأخرى؛ هذه الطائرة لم تكن مأهولة.

الطيّار التجريبي المسؤول عن الرحلة بقِي آمناً على الأرض في مجمّع «ووميرا» التّابع لسلاح الجو الأسترالي الملكي؛ جنوب أستراليا.

وفقاً لتصريح شركة بوينج في الأول من مارس/ آذار الجاري، هذه الطائرة التي تبلغ حوالي 12 متراً طولاً، وانطلقت «دون طيّار قبل أن تتبع طريقاً محدداً مسبقاً بسرعات مختلفة، وعلى ارتفاعات متنوعة، بهدف التحقق من كفاءة عملها».

كما يتبيّن من اسمها؛ فإن وظائف الطائرة المستقلّة ستجعلها روبوتاً حليفاً لسلاح الجو في السماء؛ إذ أنها قادرة على الطيران مع طائرة نفّاثة مقاتلة أو مركبات أخرى تحمل ركّاباً على متنها، بهدف حمايتهم، أو تعزيز ما يستطيعون فعله، كما يمكنها التقدّم إلى مناطق أكثر خطورةً قبل الطائرات الأخرى، وسيساعدها الذكاء الاصطناعي على القيام بهذه الوظائف.

تقول «كاث روبرتس»؛ نائب المشير الجوّي في سلاح الجو الأسترالي الملكيّ، في تصريح الشركة: «هذا المشروع (ذا لويال وينجمان) هو أحد المشاريع الرائدة في مجال مكاملة أنظمة القيادة المستقلّة والذكاء الاصطناعي بهدف إنشاء فرق بشريّة آليّة ذكيّة».

ألقينا نظرةً على نسخة كاملة الحجم من هذه الطائرة لأول مرّة في شهر مايو/ آيار من العام الماضي، وإحدى أكثر ميّزاتها إثارةً للاهتمام هي مقدّمتها الجزئيّة (أي مستقلّة ويمكن تبديلها) التي تبلغ حوالي 3 أمتار طولاً، و1.4 م مكعّباً حجماً. يمكن أن تحمل هذه المقدّمة مختلف الأجهزة التي يمكن استخدامها في المهمّات الاستخباراتية والرقابيّة والاستطلاعيّة. نظرياً؛ يستطيع فريق من الخبراء تبديل المقدّمة لتغيير المعدّات التي تحملها الطائرة بين المهمّات بسهولة.

قالت شركة بوينج أيضاً أنّها صنّعت 6 طائرات مثل «ذا لويال وينجمان». شركة بوينج ليست الوحيدة التي تصنّع الطائرات ذاتيّة القيادة؛ فالسنة الماضية، أعلن سلاح الجو الأميركي أنّه يتعاقد مع عدة شركات لتصنيع طائرة قادرة على العمل بجانب الطائرات التي يقودها البشر. يهدف هذا البرنامج؛ المسمّى «سكايبورج»، إلى «المزج بين تكنولوجيا المركبات الجوية ذاتية القيادة القابلة للإتلاف، وأنظمة المهمّات المفتوحة، بهدف إنشاء فرق بشرية آليّة». يُقصد بمصطلح «قابلة للإتلاف»  أن الطائرة ستُصمّم مع الأخذ بعين الاعتبار احتمالية أن تُدمّر في المعارك، على عكس الطائرات النفّاثة المقاتلة باهظة التكلفة؛ مثل طائرة «إف-35» التي تحتوي على طيّار داخلها. الشركات الأخرى التي تعمل على برنامج سكايبورج مع شركة بوينج هي «كراتوس أنماند أيريال سيستمز» و«جينيرال أتوميكس أيرونوتيكال سيستمز».

هذه ليست الطريقة الوحيدة التي يعمل سلاح الجو الأميركي فيها على المزج بين القدرات البشرية والتكنولوجيا المتقدّمة؛ ففي شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تعاوَن الذكاء الاصطناعي مع طيّار على متن طائرة التجسس «يو-2».

وفي نفس المجال، تعمل وكالة «داربا» (وكالة المشاريع البحثية الدفاعية المتقدّمة الأميركية) على استكشاف الطرق التي يمكن أن تلعب فيها الخوارزميات دوراً في المعارك الجويّة، كما أعلنت عن برنامج أُنشئ لتصميم طائرات بدون طيّار تُطلَق من طائرات أخرى، وتكون قادرةً على إطلاق صواريخ «جو-جو» على أعدائها.

فيديو أول رحلة لطائرة «ذا لويال وينجمان» أدناه:

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي