هل هناك طرق أفضل لعكس الشيخوخة اليوم من الراديوم الذي كان يُعتبر إكسيراً للشباب يوماً ما؟

هل هناك طرق أفضل لعكس الشيخوخة اليوم من الراديوم الذي كان يُعتبر إكسيراً للشباب يوماً ما؟
ظهر مقال "هل الراديوم يعيد الشباب؟" في عدد شهر يونيو/حزيران علم 1923 من مجلة "بوبيولار ساينس". مجلة بوبيولار ساينس
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

منذ أن اكتشفت “ماري كوري” وزوجها “بيير كوري” عنصر الراديوم في عام 1898، سرعان ما تم إدراك أن هذا العنصر الجديد ليس معدناً عادياً. عندما عزل كل من ماري وبيير الراديوم النقي من البتشبلند (معدن خام) في عام 1902، اكتشفا أن هذه المادة أكثر إشعاعاً بمليون مرة من اليورانيوم. كان اليورانيوم يستخدم حينها في طب الأشعة السينية للعظام وحتى في علاج الأورام السرطانية، وهي عملية حاول إجراءها الطبيب السويدي “تاغيه خوغرين” لأول مرة في عام 1899. نتيجة للنشاط الإشعاعي غير العادي للراديوم وتوهجه الأزرق الغريب، سرعان ما تم الترويج لهذا المعدن بأنه علاج لكل شيئ بما في ذلك السرطان والعمى والصلع على الرغم من أن النشاط الإشعاعي كان يستخدم فقط لعلاج الأورام الخبيثة. وذكرت مجلة بوبيولار ساينس في عدد يونيو/حزيران لعام 1923 أنه كان يعتقد حتى أن شرب كوب من الماء المشبع بالراديوم يومياً سيعيد الشباب ويطيل العمر، ما جعل هذا العنصر الأحدث في سلسلة طويلة من الإكسيرات الإعجازية.

كانت صحفية “نيويورك تايمز” بحلول شهر مايو/أيار من عام 1925 من أول المصادر التي أبلغت عن تسجيل حالات إصابة بالسرطان كانت مرتبطة بالراديوم. بعد ذلك بعامين، رفعت 5 نساء مصابات بأمراض قاتلة (واللاتي عُرفن باسم “فتيات الراديوم“) دعوى قضائية ضد شركة “يونايتد ستيتس راديوم كوربوريشن” حيث كن يعملن في طلاء العديد من الأشياء المختلفة يدوياً باستخدام الصبغة السامة للشركة. سرعان ما تلاشت سمعة الراديوم العلاجية مع ظهور المزيد من الأدلة على الآثار المسببة للسرطان لهذا العنصر. على الرغم من أن الأمر استغرق نصف قرن آخر قبل إغلاق آخر مصانع معالجة الطلاء المضيء. لا يزال الراديوم يستخدم اليوم في الطب النووي لعلاج مرضى السرطان وفي التصوير الشعاعي الصناعي لمواد البناء بالأشعة السينية للكشف عن العيوب البنيوية. لكن لم تدم سمعته كإكسير يطيل الحياة طويلاً.

ومع ذلك، فإن سقوط الراديوم كمادة تمنع الشيخوخة لم يضع حداً للبحث الحقيقي عن الخلود. إذ يستمر توقنا للشباب الأبدي في إلهام مجموعة مذهلة من المنتجات والخدمات المشكوك فيها علمياً.

اقرأ أيضاً: إكسير الحياة والشباب الدائم: رحلة البحث عن الكنز المفقود

البحث الأزلي عن إكسير الشباب

بحث البشر عن علاج إعجازي لتحدي الشيخوخة وتأجيل الموت منذ الأيام الأولى للحضارة، عندما حفر السومريون واحدة من أولى الروايات عن توق البشر الفانين للحياة الأبدية في ملحمة “جلجامش” على ألواح مسمارية. مارس الكهنة حفظ الجثث قبل 5 آلاف عام في مصر القديمة حتى تتمكن روح الإنسان من العيش في مضيفها المحنط. لحسن الحظ، تقدمت تكنولوجيا مكافحة الشيخوخة الحيوية منذ العصر الذي كان يستخدم فيه التحنيط والعصور الوسطية التي كانت تجرى فيها حملات للبحث عن ينبوع الشباب وحجر الفيلسوف والكأس المقدسة، وتجاوزت الممارسات الضارة المتمثلة في احتساء إكسيرات معدنية والاستحمام في دماء العذارى، وحتى أنها تجاوزت شرب المياه الغنية بالراديوم في أوائل القرن العشرين. ولكن ما لم يتغير هو أن السعي وراء الشباب الأبدي كان يرعاه إلى حد كبير أكثر البشر ثراءً، من الأباطرة الصينيين إلى رواد الأعمال في وادي السيليكون.

يقول “ناثان ليبراسور”، المدير المشارك لمركز “بول إف. غلين” لأبحاث علم أحياء الشيخوخة التابع لعيادة مايو في ولاية مينيسوتا الأميركية: “لقد أدركنا منذ فترة طويلة أن الشيخوخة هي أكبر عامل خطر للغالبية العظمى من الأمراض المزمنة، سواءً كانت أمراض مثل مرض ألزهايمر أو السرطان أو هشاشة العظام أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السكري”، ويضيف: “لكننا اعترفنا نوعاً ما بأنه لا يوجد شيئ يمكننا فعله بشأن الشيخوخة الخلوية، لذلك بدأنا نعالج عوامل الخطر الأكثر انتشاراً والتي نعتقد أنه يمكننا تعديلها، مثل ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الدهون”. لكن أعاد التقدّم الكبيرة التي تم إحرازه في أبحاث الشيخوخة في العقود القليلة الماضية الحياة للاهتمام بهذا الموضوع وفتح المجال أمام الحصول على تمويل لهذه الأبحاث. لحسن الحظ، ترتكز الجهود الأخيرة على علوم وأساليب علمية مثبتة أكثر من تلك التي كانت متوفرة في فترة ذروة رواج الراديوم.

اقرأ أيضاً: ساعة الشيخوخة: هل يمكن توقع عمر الإنسان حقاً؟

عندما بدأ العلماء في التركيز على دراسة الجراثيم باستخدام المجاهر في أواخر القرن التاسع عشر، ألقى “أوغست وايزمان“، عالم الأحياء المتخصص بعلم الأحياء التطوري محاضرة عن الشيخوخة الخلوية. تضمّن كتاب “مدة الحياة” (الذي نشر في 1881) نظرية وايزمان التي تنص على أن قدرة الخلايا على التكاثر محدودة، ما يفسر سبب تراجع القدرة على الشفاء مع التقدم في العمر. استغرق إثبات نظرية وايزمان 80 عاماً. في عام 1961، رصد عالما الأحياء “ليونارد هايفليك” و”بول مورهيد”، العمر المحدود للخلايا البشرية ووثقا هذه الظاهرة. واكتشفت “سينثيا كينيون“، عالمة الوراثة وأستاذة الكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بعد 3 عقود أخرى في عام 1993 كيف يمكن لطفرة وراثية معينة في الديدان أن تضاعف عمرها. منح اكتشاف كينيون توجّها وأملاً جديداً للبحث عن الشباب الأبدي، وكان رواد الأعمال التكنولوجيون الأثرياء حريصين على تمويل الحملة الجديدة، وهي اكتشاف كيفية إيقاف الشيخوخة على المستوى الخلوي. (تشغل كينيون الآن منصب نائبة رئيس شركة “كاليكو ريسيرش لابز“، وهي شركة تابعة لشركة “ألفابت”).

أبحاث محاربة الشيخوخة

يقول ليبراسور: “لقد أحرزنا تقدّماً ملحوظاً في فهم علم الأحياء وراء الشيخوخة”، ويضيف: “نحن في حقبة جديدة من علم الطب لا نكتفي فيها بطرح السؤال “لماذا تجعلنا الشيخوخة أكثر عرضة لكل تلك الحالات الصحية؟”، بل أصبحنا نطرح أسئلة مثل “هل هناك ما يمكن فعله لمعالجة ذلك؟” و”هل يمكننا التأثير على الشيخوخة؟‘”.

ينصب التركيز في مختبرات أبحاث الشيخوخة الحديثة مثل مختبر ليبراسور على اكتشاف تفاصيل الآليات الجزيئية للشيخوخة وتطوير أدوات وتكنولوجيات لتحديد وقياس التغيرات في الخلايا. الهدف النهائي هو اكتشاف كيفية إيقاف أو عكس التغييرات على المستوى الخلوي.

لكن التركيز على الآليات الجزيئية للشيخوخة ليس جديداً. استعمل “كونراد وادينغتون”، عالم الأحياء النظري، في كتابه بعنوان “المنظمون والمورثات” الذي نشر في عام 1940 استعارة لدورة حياة الخلية (أي كيف تنمو الخلية من حالة وراثية إلى خلية محدد). تبدأ الخلية وفق تصوّر وادينغتون فوق الوراثي في حالتها عديمة الشكل على قمة جبل مع إمكانية التدحرج إلى الأسفل في أي اتجاه. تصل الخلية بعد التعرض لسلسلة من التفرّعات إلى وادٍ يمثّل النسيج الذي تصبح جزءاً منه. مثل أنسجة خلايا الجلد أو الخلايا العصبية. وفقاً لوادينغتون، إن العوامل فوق الوراثية هي الآليات الخارجية للتوارث والتي تتجاوز العوامل الوراثية المعيارية مثل العوامل الكيميائية أو البيئية التي تقود الخلية إلى التدحرج باتجاه أو بآخر عندما تواجه تفرّعاً ما. ووفقاً لوادينغتون أيضاً، والذي اقترح لأول مرة نظرية علم التخلق، تبقى الخلية في الموقع الذي وصلت إليه في الوادي حتى تموت. لذلك، إذا كانت الخلية جلدية، فستموت كخلية جلدية. نظر وادينغتون إلى شيخوخة الخلايا على أنها رحلة في اتجاه واحد، وهي نظرة تبين لاحقاً أنها ليست دقيقة للغاية.

تقول “مورغان ليفين”، باحثة رئيسية مؤسسة في شركة “ألتوس لابز” الناشئة الممولة بسخاء، والتي قادت حتى وقت قريب مختبرها الخاص بدراسة الشيخوخة في كلية ييل للطب: “نحن نعلم الآن أنه حتى الخلايا من أنواع مختلفة تستمر في التغير مع تقدمها بالعمر”، وتضيف: “لا تزال الاستعارة التي صاغها [وادينغتون] صالحة، لكن الفكرة الجديدة المثيرة للاهتمام هي إعادة برمجة الخلايا، والتي بيّنت لنا أننا نستطيع دفع الخلايا لأعلى الجبل مجدداً”.

يواصل الباحثون مثل ليفين اكتشاف آليات فوق وراثية جديدة يمكن استخدامها ليس فقط لتحديد عمر الخلية (أي تحديد الساعة فوق الوراثية أو الحيوية) ولكن أيضاً لتحدي فرضية وادينغتون التي تنص على أن حياة الخلايا هي رحلة باتجاه واحد. إعادة البرمجة الخلوية هي فكرة تمت تجربتها لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي وتم تطويرها لاحقاً على يد “شينيا ياماناكا” الحائزة على جائزة نوبل، والتي اكتشفت كيفية إعادة الخلايا المتخصصة الناضجة إلى حالتها الجنينية أو متعددة القدرات، ما يمكّن هذه الخلايا من البدء من جديد وإعادة النمو لتشكيل أنسجة جديدة مثل خلايا الكبد أو الأسنان على سبيل المثال.

اقرأ أيضاً: اكتشاف طفرات وراثية جديدة تسبب الشيخوخة

تقول ليفين: “أحب أن أفكر بمفهوم ما فوق الجينوم على أنه نظام تشغيل للخلايا”، وتضيف: “لذا تمتلك جميع الخلايا في الجسم تقريباً نفس الحمض النووي أو الجينوم. لكن ما يجعل الخلية الجلدية مختلفة عن الخلية الدماغية هو ما فوق الجينوم. إذ أنه يحدد الجزء من الحمض النووي الذي يجب أن تستخدمه الخلية ويكون خاصاً بها”. باختصار، تبدأ جميع الخلايا حياتها كخلايا جنينية أو جذعية، ولكن ما يحدد الحالة النهائية للخلية هو ما فوق الجينوم.

تقول ليفين: “لقد تم إنجاز الكثير من الدراسات على الخلايا في الأطباق”، بما في ذلك الحصول على خلايا جلدية من شخص مصاب بمرض ألزهايمر وتحويلها إلى خلايا جذعية ثم إلى خلايا عصبية. تضيف ليفين أنه بالنسبة لبعض الخلايا، “ليس بالضرورة دائماً تحويل الخلية إلى الخلية الجذعية الجنينية، بل يمكننا فقط تحويلها مباشرة إلى نوع مختلف من الخلايا”. لكنها تشير إلى أن ما يحدث في الأطباق مختلف للغاية عما يحدث في العينات الحية. على الرغم من أن العلماء أجروا بعض تجارب على إعادة برمجة الخلايا في الأجسام الحية للحيوانات بنجاح محدود، إلا أن النتائج ليست مفهومة بشكل جيد بعد.  تقول ليفين: “تكمن المشكلة في أنه عند إرجاع الخلايا إلى المراحل المبكرة [من دورة حياتها]، يمكن أن تتحول إلى أي نوع من الخلايا”، وتضيف: “لذلك قد تتحول إلى مختلف أنواع الخلايا الضارة مثل الأورام المَسخيّة”. مع ذلك، تأمل ليفين أن يتم حل العديد من مشكلات إعادة البرمجة الخلوية في العقد القادم. لا تتصور ليفين أشخاصاً يشربون كوكتيلات خاصة لإعادة البرمجة الخلوية بهدف درء الشيخوخة (على الأقل ليس في المستقبل المنظور)، لكنها تعتقد أنه يمكن تجربة بعض الاستخدامات فور تطويرها على المرضى المعرضين لمخاطر عالية والذين يمكن إعادة إنماء أعضائهم بدلاً من إخضاعهم لعمليات الزرع على سبيل المثال.

اقرأ أيضاً: يجنب الشيخوخة: التوصل إلى سر تجديد خلايا الجلد  

في حين أن السعي وراء الخلود لا يزال ممولاً إلى حد كبير من قبل أكثر البشر ثراءً، إلا أنه تحول من السعي وراء الأشياء الأسطورية والعناصر الكيميائية الإعجازية والطقوس الغامضة إلى تجميع الشركات الكبرى مليارات الدولارات لتمويل الأبحاث الاستكشافية. تأسست الكثير من المختبرات في العقد الماضي إلى جانب مختبري كاليكو وألتوس (الممولان من قبل “يوري ميلنر”، الملياردير الروسي وآخرين)، مثل “لايف بايوساينسز” (علوم الحياة الحيوية) و”أيج إكس ثيرابيوتكس” (علاجات أيج إكس) و”تيرن بايوتكنولوجيز” (تكنولوجيات تيرن الحيوية) و”يونيتي بايوتكنولوجي” (تكنولوجيا يونيتي الحيوية) و”بايو أيج لابز” (مختبرات بايو أيج) وغيرها الكثير. في حين أن هناك ضجة كبيرة لهذه التكنولوجيات التجريبية، يجب أن تتم الموافقة على أي منتجات وخدمات فعلية من قبل الهيئات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء، والتي لم تكن موجودة عندما كان يتم الترويج للراديوم على أنه علاج شامل في الولايات المتحدة.

بينما نعمل على تحقيق الأهداف طويلة المدى والطموحة للغاية مثل تعديل الجينوم باستخدام تكنولوجيا “كريسبر” وإعادة برمجة ما فوق الجينوم لإيقاف الشيخوخة أو عكسها، يرى ليبراسور إمكانية قصيرة المدى لإعادة استخدام الأدوية الحالية لدعم الخلايا الشائخة. عندما تتقدم الخلية في العمر وتتلف، يكون أمامها واحد من 3 خيارات: الاستسلام، وفي هذه الحالة يتم إخراجها من النظام، أو إصلاح نفسها إذا لم يكن الضرر بليغاً، أو التوقف عن التكاثر والتحول إلى خلية “حيّة ميّتة”. يوضح ليبراسور قائلاً: “لا تكون [الخلايا الحية الميتة] معطلة وظيفياً فحسب، ولكنها تفرز مجموعة من الجزيئات شديدة السمية”، وهي ظاهرة تعرف باسم “النمط الظاهري الإفرازي المرتبط بالشيخوخة“. تتسبب هذه الجزيئات السامة بالالتهابات، والتي تعتبر مقدمة للكثير من الأمراض.

عقاقير مكافحة الشيخوخة

اتضح أن هناك عقاقير كانت تستهدف في الأصل أمراضاً أخرى تخضع حالياً لتجارب مكافحة الشيخوخة لأنها أظهرت إمكانية للتأثير على الخلايا على المستوى الأساسي ودرء الشيخوخة بشكل فعال. على الرغم من أن عقار “راباميسين” صُمم في الأصل لكبح جهاز المناعة لدى المرضى الذي خضعوا لعمليات زرع الأعضاء، و”ميتفورمين” صمم لمساعدة مرضى السكري، إلا أنه تبين أن كليهما قد يكونا فعالين في مكافحة الشيخوخة. يقول ليبراسور: “عندما تبدأ في التفكير بالبيانات من وجهة نظر علم الأوبئة، ستدرك أن معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية لدى هؤلاء الأفراد [مثل مرضى السكري الذين يتناولون الميتفورمين] غالباً ما تكون أقل”، ويضيف: “معدلات الإصابة بالسرطان أقل لدى هؤلاء الأشخاص أيضاً، وهناك أدلة تشير إلى أن معدل الإصابة بمرض ألزهايمر قد يكون أقل لديهم كذلك”. يتم أيضاً اختبار العقاقير المخفّضة للكولسترول (التي توصف للمصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية) ومثبّطات “إس جي إل 2” (أدوية لمرض السكري) لأنها قد تؤدي دوراً في عكس الشيخوخة. بالطبع، شيخوخة الخلايا ليست أمراً سيئاً كلياً. إذ أنها تلعب عدة أدوار مهمة مثل أنها آلية وقائية ضد نمو الأورام الخبيثة. لذلك فإن العبث بشيخوخة الخلايا قد يكون له سلبياته الخاصة. يقول ليبراسور: “الطبيعة ذكية للغاية لدرجة أننا يجب علينا أن نبقى متواضعين، أليس كذلك؟”.

علمتنا فتيات الراديوم من بين عدة أمور أن نتجنب الدعايات والوعود المتعلقة بالتكنولوجيات الجديدة غير المثبتة قبل أن يتم فهم إيجابياتها وسلبياتها. لقد انتظرنا بالفعل آلاف السنين للحصول على إكسير إعجازي، واتخذنا بعض الخيارات الرهيبة خلال ذلك الوقت، بما في ذلك شرب المياه المشعة قبل قرن من الزمان لا أكثر. يحتوي القرن الحادي والعشرين على نصيبه الخاص من الدجل المتعلق بمكافحة الشيخوخة، بما في ذلك مستحضرات التجميل غير منظّمة الاستخدام والإجراءات الجراحية المشكوك فيها والمكملات الغذائية غير مثبتة الفعالية. في حين أننا قد نكون اقتربنا أكثر من أي وقت سبق في تاريخ البشرية للوصول إلى حلول حقيقية للجوانب السلبية للشيخوخة، لا تزال هناك عقبات كبيرة يجب التغلب عليها قبل أن نتمكن من استعادة الشباب بشكل موثوق. سيستغرق الأمر سنوات أو ربما عقوداً من الأبحاث تليها تجارب سريرية مكثفة قبل أن تؤتي أبحاث مكافحة الشيخوخة التي يتم إجراؤها اليوم ثمارها. وحتى في هذه الحالة، من غير المحتمل أن تأتي هذه النتائج في شكل كوكتيل علاجي شامل قادر على منح الخلود. في غضون ذلك، نصيحة ليبراسور بسيطة بالنسبة لهؤلاء الذي يستطيعون اتباعها. إذ يقول: “لست مضطراً لانتظار علاجٍ معجزة. تلعب خيارات نمط الحياة مثل النشاط البدني والعادات الغذائية والنوم دوراً كبيراً في الشيخوخة لدينا. ويمكنك أن تتخذ إجراءات استباقية للغاية اليوم تؤثّر على جودة شيخوختك”. لسوء الحظ، ليس لدى كل شخص الوسائل لاتباع نصائح ليبراسور الطبية. لكن الأغنياء بيننا، بما في ذلك أولئك الذين يمولون أبحاث الخلود، يستطيعون اتباعها.