عبر شريحة في الدماغ: إيلون ماسك يعلم القرود ألعاب الفيديو

2 دقائق
Shutterstock.com/Aleksandra Sova

زرع الفريق التقني لرجل الأعمال والمخترع الأميركي «إيلون ماسك» شريحة لاسلكية في دماغ قرد، تمكنه من ممارسة لعبة الفيديو «بونج»، كجزء من تجارب «مشروع نيورالينك» الذي يسعى إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من تحريك الأطراف المشلولة بمجرد التفكير.

نيورالينك لحوسبة الدماغ

عقد إيلون ماسك الأسبوع الماضي، مؤتمراً صحفياً عبر الإنترنت للحديث عن مشروع مختلف تماماً عن مشاريعه السابقة، حيث يستهدف هذه المرة وجهة قريبة من كل منا، ألا وهي الدماغ.

أسس ماسك مشروع نيورالينك عام 2016، ويهدف إلى الجمع بين القوة الحاسوبية وإشارات الدماغ لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من تحريك الأطراف المشلولة بمجرد التفكير، وعلاج بعض الأمراض العصبية. ووفقاً لموقع هذا المشروع على شبكة الإنترنت، فإن التجارب الحالية التي يقوم بها الفريق «لديها القدرة على علاج مجموعة واسعة من الاضطرابات العصبية، واستعادة الوظيفة الحسية والحركية، وفي النهاية توسيع كيفية تفاعلنا مع بعضنا البعض، ومع العالم، ومع أنفسنا».

تجارب نيورالينك على الحيوانات

أخر هذه التجارب كانت تعليم القرود لعب ألعاب الفيديو. فقد صرح ماسك إن فريقه زرع شريحة لاسلكية في دماغ القرد ليتمكن من لعب لعبة بونج، وقال: «لدينا بالفعل قرد عنده غرسة لاسلكية في جمجمته وأسلاك صغيرة، ويمكنه لعب ألعاب الفيديو بعقله. ويبدو سعيداً تماماً، بعكس القرود الأخرى التعيسة» تبلغ أبعاد الشريحة المزروعة «23 مم × 8 مم» ويتصل مع الجمجمة. وتحتوي على وحدة قياس بالقصور الذاتي «IMU»، التي تتعقب الاتجاه والسرعة والضغط وقوى الجاذبية.

هذه ليست تجربة ماسك الأولى على أدمغة الحيوانات؛ في أغسطس/آب من العام المنصرم، أجرى تجربة على الخنازير، وعرض ماسك مقطع فيديو لخنزير يُدعى «جيرترود» تمت مراقبة نشاط دماغه على شاشة. وقال ماسك: «يمكنك حرفياً فرك أنف الخنزير، ويمكننا تحديد المكان الذي تلمسه فيه بالضبط».

تعد هذه التجارب على الحيوانات مقدمة لجلب قوة الحواسيب إلى الفكر البشري، حيث يتوقع ماسك أنه مع مرور الوقت ستسمح هذه الأجهزة للناس حفظ الذكريات وإعادة عرضها، وإجراء مهام أخرى بمجرد التفكير فيها. ويشرح ماسك أن البشر يعتمدون على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والعديد من الأجهزة الرقمية الأخرى، لكن التفاعل مع هذه الأجهزة بحركة اليد أو التحكم الصوتي بطيء نسبياً، فهو يريد التخلص من هؤلاء «الوسطاء» ذوي النطاق الترددي المنخفض وإنشاء اتصال عصبي مباشر بين أجهزة الكمبيوتر وأدمغتنا، ويمكن لمثل هذا الاتصال أن يستمر بسرعة الفكر.

ردود فعل متضاربة حول تجارب ماسك

إيلون ماسك, تقنية
إيلون ماسك — حقوق الصورة: مؤتمر تيد، فليكر

تتضارب ردود الفعل حول تجارب ماسك على الحيوانات، ونجد المؤيد والمعارض لها، من جهة التأييد، يقول «كريستوف كوخ، كبير العلماء في معهد «ألين» لعلوم الدماغ: «إنها تقنية رائعة، كما يتوقع المرء من شركة بدأها رجل أعمال يصنع سياراته الكهربائية والبطاريات الضخمة والصواريخ التي تهبط عموديّاً».

أشاد «أندرو جاكسون»، أحد الخبراء المتخصصين في الواجهات العصبية والأستاذ في جامعة نيوكاسل بإنجازات ماسك التقنية في مشروع نيورالينك. لكنّه قال: «فقط من جانب رفاهية الحيوانات، أعتقد أنه إذا كان بإمكانك إجراء تجارب لا تتضمن إدخال أسلاك عبر الجلد، فهذا سيحسن رفاهية الحيوانات».

في المقابل، انتقدت واحدة من أكثر جماعات حقوق الحيوانات مشروع ماسك صراحة. فقد قالت كاثي غييرمو، النائب الأول لرئيس قسم التحقيقات المعملية في منظمة «بيتا»، وهي منظمة أميركية تطالب بمساواة حقوق الحيوانات: «إيلون ماسك ليس عالماً في الحيوانات الأولية، وأن القرد لم يقترح أبداً وجوده مربوط على كرسي، وجهاز معدني مزروع في جمجمته، بل أُجبر على ذلك. مشاهدة ألعاب الفيديو طوال اليوم ليس سوى شيء بائس».

وفي الخريف الماضي، تحدّت ماسكك قائلة «يجب أن يتصرف كرائد ويزرع شريحة نيورالينك في دماغه بدلاً من استغلال الخنازير الذكية والحساسة التي لم تتطوع لإجراء عملية جراحية، ويجب تركها بعيدة عن مشاريعه».

المحتوى محمي