فك شيفرة التاريخ البشري من خلال دراسة الحمض النووي للأسلاف

2 دقائق
مصدر الصورة: بيكساباي.

قام فريقٌ بحثي من معهد علم الحفريات الفقارية وعلم الإنسان القديم «IVPP» التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، بمراجعة التقدم الأخير في مجال الحمض النووي القديم؛ أي الحمض النووي الذي تم الحصول عليه من بقايا الكائنات الحية المنقرضة، ونُشرت هذه المراجعة في دورية «ساينس».

بدأت أبحاث الحمض النووي القديم بفُتاتٍ من الحمض النووي، ثم تقدمت لاحقاً بسبب التطبيق الواسع لـ«تقنيات التسلسل عالي الإنتاجية». وفي عام 2010، كان نشر ثلاث مسودات جينومات قديمة تعود لإنسان نياندرتال ودينيسوفان، وإنسان حديث عمره أربع آلاف عام من غرينلاند، يمثل حقبةً جديدةً لأبحاث الحمض النووي الريبي، وتبيّن أن هاتين السلالتين القديمتين انفصلتا عن الإنسان الحديث منذ حوالي 550 ألف سنة.

أظهرت تحليلات الحمض النووي القديم الجديدة أن البشر القدامى والحديثين لم يبقوا معزولين عن بعضهم البعض بعد الانفصال؛ إذ تم العثور على موجات متعددة من الاختلاط بين البشر القدماء -أي إنسان نياندرتال ودينيسوفان- والإنسان الحديث. بالإضافة إلى ذلك؛ اختلطت السلالتان القديمتان فيما بينهما، كما يتضح من شخص قديم يبلغ من العمر 50 عاماً تقريباً كان لديه أم من إنسان نياندرتال وأب من دينيسوفان.

بالنسبة للمجموعات البشرية الحديثة المبكرة؛ تدعم البيانات الوراثية أن الأصل جاء من إفريقيا. ومع ذلك، فلا يزال من الصعب تحديد نموذج واحد لوصف أصل السلالة الأفريقية. على أية حال؛ في وقتٍ ما بين 250-200 ألف سنة، بدأت خمس فروع رئيسية من أسلاف الإنسان الحديث المبكر في الانقسام عن بعضها البعض في غضون فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ في إفريقيا.

في أوراسيا؛ أي القارة الأوروبية-الآسيوية، تم الحصول على بياناتٍ جينومية من البشر الحديثين الأوائل الذين يرجع تاريخهم إلى حوالي 45 ألف سنة. تكشف هذه البيانات عن العديد من السلالات البشرية الحديثة المبكرة، وبعضها لا يُظهر استمراريةً وراثيةً يمكن اكتشافها مع مجموعات سكانية لاحقة، في حين أن البعض الآخر؛ بما في ذلك أولئك الذين يمثلون قدماء شمال سيبيريا والأوروبيين القدماء والآسيويين القدماء، قد يكونون مرتبطين وراثياً بالسكان البشريين الحاليين. ومع مرور الوقت، حدثت زيادة في التركيبة السكانية، وزيادة التفاعل السكاني وزيادة الهجرة عبر أوراسيا.

خلال الذروة الجليدية الأخيرة؛ وهي فترة قاسية وقعت بين 27-19 ألف سنة، لوحظت تغيرات سكانية في أوروبا وشرق آسيا وسيبيريا. ومع مناخٍ أكثر دفئاً واستقراراً بعد ذلك العصر، توسع السكان البشريون وهاجروا وتفاعلوا مع بعضهم البعض.

لقد وسعت أبحاث الحمض النووي القديم فهمنا لتاريخ البشرية بشكلٍ فعال. ومع ذلك، فيجب بذل المزيد من الجهد، وينبغي أن يشمل ذلك أخذ عينات أخرى من الجينوم الأقدم من 30 ألف سنة ومن مناطق مثل أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا؛ بهدف زيادة توسيع نطاق أبحاث الحمض النووي الريبي من خلال الاستفادة من المعلومات الجزيئية القديمة الأخرى؛ مثل البيانات البروتينية والنظيرية والميكروبيومية والتخلّقية، ومواصلة استكشاف المتغيرات التكيفية.

بصرف النظر عن توسيع فهمنا للتاريخ البشري؛ عززت أبحاث الحمض النووي الريبي أيضاً فهمنا لبيولوجيا الإنسان. وسيساعدنا استكشاف كيفية تكيف البشر مع البيئات القاسية مثل العصر الجليدي الأخير والعوامل القاسية في الماضي، على مواجهة تحديات جديدة مثل تغير المناخ والأوبئة في المستقبل.

المحتوى محمي