دراسة جديدة تكشف كيف يتوزع وقت الإنسان بين النوم والعمل والراحة

دراسة جديدة تكشف كيف يتوزع وقت الإنسان بين النوم والعمل والراحة
حقوق الصورة: shutterstock.com/ DesignerExpert
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

توصلت دراسة منشورة في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Science) عام 2023، نفذتها مجموعة من الباحثين بقيادة الباحث ويليام فاجزل (William Fajzel)، إلى تحديد ما يفعله الإنسان العادي خلال يومه في القرن الحادي والعشرين عبر تجميع البيانات من عشرات الدول على مدى عشرين عاماً تقريباً وتحليلها. بعبارة أخرى، لو كان سكان العالم جميعهم شخصاً واحداً، فكيف سيقضي يومه؟

اقرأ أيضاً: ما سر ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان في مرحلة الشباب لدول الشرق الأوسط؟

ما الذي يفعله الإنسان العادي خلال يومه على مستوى العالم؟

للإجابة عن هذا السؤال، جمّع الباحثون من جامعة ماكغيل (McGill University) الكندية بيانات من 145 دولة حول العالم ما بين عامي 2000 و2019، وشملت البيانات كلاً من استطلاعات استخدام الوقت، والإحصاءات الوطنية للتوظيف ووقت العمل، والسجلات الدولية لتعليم الشباب وتوظيفهم. وقد كشف هذا الجهد الهائل عما أسماه الباحثون “يوم الإنسان العالمي” (Global Human Day)، وهو تقدير شامل للأنشطة التي يؤديها الإنسان العادي خلال يومه، والوقت المخصص لكل نشاط مُقدّر على نحو متوسط بالنسبة لجميع السكان (عدد الساعات التي ينخرط فيها الإنسان العالمي لممارسة كل نشاط بأخذ متوسطه بالنسبة لجميع البشر). وإليك ما يفعل الإنسان العادي خلال 24 ساعة على مستوى العالم:

  • 9.1 ساعة تقريباً في النوم والراحة: يشير الباحثون إلى أن هذا الوقت يبدو أكبر بكثير من المتوسط العالمي لعدد ساعات نوم البالغين المُقدَّر بـ 7.5 ساعة يومياً، وقد عزوا هذا الفرق نتيجة تضمين الأطفال في الدراسة والوقت الذي يقضونه في السرير دون نوم.
  • 4.6 ساعة تقريباً في ممارسة الأنشطة السلبية والاجتماعية والتفاعلية: وتشمل المطالعة ومشاهدة الشاشات وممارسة الألعاب والتواصل الاجتماعي والجلوس دون القيام بأي شيء على الإطلاق.
  • 2.6 ساعة تقريباً في العمل: قد يبدو هذا زمناً قصيراً، لكنه يعادل 41 ساعة عمل أسبوعياً بين القوى العاملة العالمية التي تمثّل نحو 66% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاماً.
  • 1.1 ساعة في التحصيل الدراسي.
  • 0.9 ساعة تقريباً في تحضير الطعام وتناوله.
  • 0.9 ساعة تقريباً في التنقل عبر وسائط النقل.
  • 1.1 ساعة تقريباً في الاستحمام والغسيل وارتداء الملابس والتبرج.
  • 0.8 ساعة تقريباً في تنظيف الأماكن وصيانتها.
  • 0.8 ساعة تقريباً في بناء المنازل والبنى التحتية وإنتاج السلع.
  • 4 دقائق في استخراج المواد الخام: مثل الخشب والمعادن والصخور من باطن الأرض.
  • دقيقتان في استخراج أنواع الوقود الأحفوري وتكريره.
  • دقيقة واحدة في التعامل مع النفايات.

اقرأ أيضاً: أهم التحديات التي تواجه العلماء في دراسة أسباب تفشي الأوبئة

بالإضافة إلى ذلك، نظر الباحثون في كيفية تغيّر متوسط استخدام الوقت مع تغير ثروة البلد؛ حيث وُجد أن الإنسان العادي في البلدان ذات الدخل الأعلى يقضي نحو 1.5 ساعة أكثر يومياً في ممارسة الأنشطة الترفيهية والاجتماعية والبدنية وتجربة أصناف الطعام الجديدة، مقارنة بالإنسان العادي في البلدان ذات الدخل المنخفض. بالإضافة إلى ذلك، يقضي الإنسان العادي في البلدان ذات الدخل الأعلى 5 دقائق فقط يومياً في زراعة وحصاد الطعام، بينما يقضي الإنسان العادي في البلدان الأكثر فقراً نحو أكثر من ساعة في القيام بذلك.

في المقابل، يكون الوقت المخصص للأنشطة الأخرى ثابتاً بشكلٍ ملحوظ على مستوى العالم؛ سواء كان هذا الوقت مخصصاً لتحضير الطعام أو التنقل أو النظافة، ما يشير إلى أن الثروة المادية للدول لا تؤدي دوراً كبيراً في تخصيص الوقت لهذه الأنشطة.

اقرأ أيضاً: كيف سيصبح شكل أجسام العاملين عن بعد في عام 2100؟

أهمية الدراسة

يشير الباحثون إلى أن فهم كيفية عمل النظام البشري العالمي يعد أمراً بالغ الأهمية في حال أراد البشر يوماً ما التنقل بشكلٍ مستدام عبر الكواكب، والتكيُّف مع التغيرات التكنولوجية السريعة مثل الذكاء الاصطناعي، وتحقيق أهداف التنمية العالمية.

علينا ألّا ننسى أن العديد من التهديدات التي تواجه الكوكب اليوم مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي هي نتائج لمجموع الأنشطة البشرية عبر الكوكب، ونظراً لأن النتائج على مستوى العالم تنشأ من مجموع الإجراءات الفردية، فمن الأهمية بمكان فهم كيفية تأثير الأنشطة العالمية في التغييرات المحلية والعكس صحيح. في الواقع، يأمل العلماء من خلال هذه الدراسة أن نتخذ قرارات أكثر استنارة حول كيفية استخدامنا لوقتنا الجماعي. 

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن الجينوم الشامل؟

تعد هذه الدراسة أولى البيانات المنشورة في “مشروع الوقت البشري” (The Human Chronome Project)، وهو محاولة لإنشاء قاعدة بيانات شاملة للأنشطة البشرية العالمية، حيث يحدد المشروع كيف يقضي السكان وقتهم في المتوسط في محاولة لأخذ نظرة عامة عما يفعله الجنس البشري على كوكب الأرض، وفهم الأنشطة التي تغيّر بشكلٍ ملموس من الأرض المادية ومن البشر أنفسهم، ومقارنة الحضارة الحديثة بحضارات الماضي.