بحلول الوقت الذي تفتح فيه علبة الزبادي يكون الطعام قد قطع رحلة طويلة للوصول إلى ملعقتك، وفي كل خطوة هناك فرصة لدخول أحد المتسللين الذين لا ينبغي لهم ذلك. هذا المُتسلل الغريب هو "الملدنات"، وهي مواد تُضاف لزيادة مرونة البلاستيك ومتانته وأشهرها مادة تُدعى "الفثالات" و"بيسفينول".
اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: اضطرابات النوم تضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
يعني وجود هذه المواد تسللاً للمواد الكيميائية إلى الطعام، وهذا أمر عالي الخطورة نظراً لأن هذه المواد ترتبط بقائمة طويلة من المخاوف الصحية، حتى عندما توجد بكميات منخفضة للغاية. ومؤخراً، دُرِس محتوى عدد كبير من الأطعمة الجاهزة المختلفة ونُشِرت نتائج هذه الدراسة في دورية "ذا كونسيومر ريبورتس"، فما الذي أشارت إليه؟
اختبار 85 منتجاً غذائياً للتأكد من خلوها من البلاستيك
في هذه الدراسة، اختُبِر ما يُقارب الـ 85 منتجاً غذائياً بحثاً عن المركبات البلاستيكية وعلى رأسها الفثالات، وتبين أن هذه المُركّبات لا تزال منتشرة على نطاقٍ واسع في الأطعمة المعلبة الجاهزة على الرغم من خطورتها.
وقال جيمس روجرز وهو حاصل على شهادة دكتوراة في سلامة الأغذية ومدير أبحاث "كونسيومر ريبورتس": "من بين 85 منتجاً مختلفاً اختبرناه، كان منتج واحد فقط خالياً من الفثالات"، وأضاف أن مجموعة الأغذية التي درسناها كانت متنوعة، فمنها الحلويات التي تضمنت ما يُقارب 11000 نانوغرام من الفثالات، والمأكولات التي تضمنت اللحوم احتوت على ما يُعادل 20 ألف نانوغرام منها، بينما احتوت وجبات الدجاج على 34000 نانوغرام منها، كما احتوى الجبن العضوي على أكثر من 53000 نانوغرام من الفثالات.
الأضرار الناجمة عن وجود المواد البلاستيكية في الغذاء
يبدو وكأن البلاستيك موجود في أي طعام جاهز نتناوله، ومن غير المعروف حتى الآن إن كان مصدره التصنيع أو التحلل من العلب التي تُخزن فيها الأطعمة، ولكن ما هو معروف أن هذه النسب كفيلة بالتسبب بحالات صحية خطيرة على صحة الإنسان، وإن لم يكن الآن فبعد عدة سنوات.
اقرأ أيضاً: هل يرتبط عدد ساعات النوم بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية؟ دراستان حديثتان تُجيبان
فالفثالات عبارة عن مواد كيميائية ذات قدرة على تعطيل وظيفة الغدد الصماء، ما يعني أنها يمكن أن تتداخل مع إنتاج وتنظيم هرمون الأستروجين والهرمونات الأخرى، وتتمثل خطورة ذلك في أن الاضطرابات البسيطة في الهرمونات قد تؤدي دوراً في زيادة خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك مرض السكري والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان والعقم. بالإضافة إلى ذلك، تتسبب هذه المواد الكيميائية بحدوث سمية كبدية ولها تأثير على مستوى الكوليسترول في الدم، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وعلى الرغم من أن هذه المشكلات الصحية عادةً ما تتطور ببطء وأحياناً تستغرق عدة عقود كي تظهر بوضوح أو تتسبب بالوفاة، فإن هذا ليس سبباً للتراخي وإهمال إجراء تدابير وقائية بحسب روجرز الذي يُضيف: "بما أن البيسفينول والفثالات مواد كيميائية خطرة فينبغي ألّا يسمح بوجودها على الإطلاق في المواد الملامسة للأغذية".
كيف نقلل من خطر تعرضنا للمواد البلاستيكية؟
إلى حين اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة التي تمنع وجود هذه المُركّبات الكيميائية في غذائنا، يُمكننا الالتزام باثنين من أهم الإجراءات التي تُقلل من تعرضنا للمواد الضارة؛ أولهما حث المستهلكين على تجنب الإفراط في استهلاك الأطعمة المُصنّعة إن أمكن، والاكتفاء بالاعتماد عليها في مناسبات نادرة عندما لا يتسنى للشخص الوقت لصنع طعامه الخاص.
اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: الأغذية التي تحوي الدهون والسكريات تحفز الجوع والإفراط في تناول الطعام
والثاني تجنب وضع الطعام في الميكروويف في حاويات بلاستيكية، أو تخزين الطعام حتى في حاويات بلاستيكية والاعتماد على الزجاجية عوضاً عن ذلك أو الخشبية أو المصنوعة من السيليكون. والأمر سيان بالنسبة لاستخدام زجاجات الماء البلاستيكية في أثناء ممارسة التمارين الرياضية والاستعاضة عنها بالزجاجات المصنوعة من الزجاج.