مُعين سمعي مزود بالذكاء الاصطناعي لضعاف السمع

3 دقائق
معين سمعي
الصورة: شركة ويسبر

تُجمع مكونات أجهزة المساعدة على السمع (المعينات السمعية) الراقية النموذجية في وحدة تتموضع خلف أُذن مرتديها، لكنّ شركة «ويسبر» -وبعد إطلاق أول جهاز معين سمعي في أوائل هذا العام- أضافت وحدة معالجةٍ أخرى تُدعى «الدماغ».

يقارب حجم «الدماغ» حجم ورق لعب كامل ويوضع في جيب المستخدم، ويحتوي على 5 مُعالِجات بالإضافة إلى المُعالجَين الموجودَين في القطعة الأُذنية؛ بهدف إضافة ميّزات ذات علاقة بالذكاء الاصطناعي للتعامل مع مختلف أنواع ضعف السمع التي يعاني منها البشر عادة.

استخدام الذكاء الاصطناعي في المعينات السمعية

تختلف أنواع ضعف السمع كثيراً من شخصٍ لآخر، ووفقاً لمركز «جونز هوبكينز كوكليار» للسمع والصحة العامة، يعاني أكثر من 38 مليون أميركي من ضعف السمع. تأمل شركة ويسبر أن يساعد الذكاء الاصطناعي في التعامل مع تنوّع هذه الحالات، ولكن بدلاً من أن يعتمد مطوّروا التطبيق بشكلٍ كامل عليه، فهم استغلّوا خبرات متخصصين احترافيين في الصحة السمعية لإدارة العملية.

يتوفر ويسبر ضمن اشتراك شهري بقيمة 139 دولار، واختيار الجهاز يبدأ بزيارة إلى أخصّائي السمع. بدلاً من السماح للمستخدمين بالاستغناء عن زيارة الأخصائيين، تعتمد الشركة على خبرات الأطباء لجعل الجهاز يعمل بكفاءة مع كل شخص على حدى. يقول آندرو سونج، رئيس الشركة ومؤسس مشارك فيها: «يخضع المستخدمون إلى التخطيط السمعي ويستخدمه الأخصائيون لبرمجة الجهاز، وهذه البداية فقط».

حسب سونج، هناك تفضيلات خاصة للمستخدمين، ولكن هناك أيضاً أنماط عامّة تساعدنا في توليف الأجهزة بشكل عام. يقول سونج: «وجدنا أنّ الأفراد الأكبر سناً يفضلون أن تكون أجهزتهم أقل صخباً مقارنة بالأفراد الأصغر سناً. هذا ليس عاملاً طبياً، ولكنه نمط لاحظناه، تفضيلٌ من نوعٍ ما».

المعين السمعي من ويسبر

بعد إعداد الجهاز، يبدأ الذكاء الاصطناعي بتحليل الأصوات المحيطة بالمستخدم. تلتقط الميكروفونات في الوحدة الأذنية الأصوات وتستخدم زوجاً من المعالجات الداخلية للتعامل مع مهام التضخيم الاعتيادية التي تنجزها المعينات السمعية العادية. في الواقع، إذا خرج المستخدم من المنزل وترك وحدة الدماغ، أو إذا نفذ شحن بطاريتها، سيعمل الجهاز كأي معين سمعي آخر. وهذا أكثر من كافٍ ضمن الظروف البسيطة مثل التواجد في غرفة هادئة مع حفنة من الأشخاص الذين يتحدثون.

تتطلّب المواقف الأكثر تعقيداً؛ مثل التواجد في حانة مكتظّة أو مكان يعلو فيه صدى الأصوات، قدرة حوسبيّة أشدّ يمكن أن توفّرها وحدة الدماغ. تستمع خوارزميات جهاز ويسبر إلى الإشارات القادمة بهدف تحديد الصوت الذي يحاول المستخدم التركيز عليه، وتُضخّمه ليطغى على صخب المحيط. يستطيع الذكاء الاصطناعي التمييز بين ما يريد المستخدم أن يسمعه وما لا يريد، وسيتحسّن بينما تصقل الشركة خوارزميّاتها.

تتّصل وحدة الدماغ لا سلكياً بالوحدة الأذنيّة، مما يتطلّب سرعات اتصالات فائقة السرعة. تقنية البلوتوث قاصرة عن إنجاز هذه المهام؛ وذلك حسب سونج، إذ يقول: «البلوتوث بطيء للغاية في الحقيقة،» ويضيف: «عندما تستخدم معيناً سمعياً، ليس من المحبَّب وجود تأخُّر زمني بين ما تَسمعه بشكل طبيعي وما يُسمعك إياه الجهاز.» صمّمت شركة ويسبر تقنيتها الخاصة للاتصالات اللاسلكية؛ وهي تقنية تنقل البيانات بسرعة أكبر بكثير من التقنيات الرائجة.

تقدّم ويسبر بالإضافة إلى هاتين القطعتين (الأذنيّة والدماغ) تطبيقاً مُرفقاً يساعد في مراقبة البطارية والتحكم بالأجهزة. وستوفّر في النهاية إمكانية لتحديث الأجهزة. هذه التحديثات البرمجية هي جزء مهم من ما يجعل ويسبر حالةً فريدةً في السوق حالياً. يقول سونج أنّ أداء الأجهزة سيتحسّن في كل مرة يُحدَّث فيها نظام الذكاء الاصطناعي، وهذا سيحدث كل شهرين.

فكرة معين سمعي مزوّد بالذكاء الاصطناعي ليست جديدة تماماً، فهناك خيارات أخرى في السوق؛ مثل جهاز ليفيو أيه آي من شركة ستاركي، لكنّه لا يملك ميزة جهاز ويسبر المتمثّلة بالقدرة الحوسبية الإضافية الخاصة بوحدة الدماغ، كما أنّ الشركة لا تقدّم نفس الاشتراك المتيسّر الذي يخفّض التكاليف المدفوعة مقدّماً.

عندما يصل التحديث الأول السنة القادمة، سيتطلّب زيارة أخرى لأخصائي السمع للحصول على النظام الجديد، لكن يفيد سونج بأنّ هذا جزء من الخطّة. إذا يقول: «من أجل أول بضعة تحديثات، نريد من المستخدمين أن يعودوا إلى العيادة،» ويضيف: «بعد أن يحصل المستخدمون على التحديث، ستتحسّن القدرة على المعالجة الصوتية حتى أنهم قد يرغبون بتغيير مختلف لطبيعة الصوت بشكل عام.»

لا تحاول ويسبر أن تحل محل الطبيب أو الزيارات إلى العيادات السمعية، وعلى الرغم من أنّ جهازها مُصدّق من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، تأمل الشركة أن تحقق أجهزتها توازناً بين الأداء البسيط المُدار من قبل الذكاء الاصطناعي، والنُّصح الموجَّه بخبرة من المحترفين.

ويسبر متوافر فقط حالياً من خلال اشتراك شهري بقيمة 139 دولار، وذلك يشمل التحديثات البرمجية المنتظمة. السعر ليس رخيصاً، لكنّ العديد من المعينات السمعية الراقية التي يأمل مطورو ويسبر أنه سينافسها؛ تكلّف أكثر بكثير من 5000 دولار، كما أنها لن تُحسّن أدائها مع الوقت مثلما يَعِدُ جهاز ويسبر. ولأن الجهاز مُصدّق من قبل إدارة الغذاء والدواء، فهذا يعني أنه قادر على التعامل مع حالات أشد من ضعف السمع مقارنة ببعض المنتجات الأخرى في السوق.

تقدّم شركة ويسبر حالياً الأجهزة عن طريق أخصائيين سمعٍ شركاء، وتخطط لإصدار التحديثات في 2021.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي