هل تتغير عاداتك الغذائية حسب الفصول؟ إليك السبب وفق دراسة حديثة

هل تتغير عاداتك الغذائية حسب الفصول؟ إليك السبب وفق دراسة حديثة
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Lightspring
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل لاحظت يوماً أنك تكون أكثر جوعاً في فصل من فصول السنة، وأن عدد وجباتك ونظامك الغذائي قد يختلف في موسم معين في السنة دون الآخر، ومن الممكن أن ترى هذه الظاهرة بشكلٍ مشترك على مدى واسع في عائلتك وبين أصدقائك ومحيطك الاجتماعي، فما السبب في ذلك؟ تابع ما تقوله دراسة حديثة.

تغير المواسم وارتباطه مع الأنماط الغذائية

لا يمكن إنكار العلاقة بين تغير الفصول والعديد من التغيرات المزاجية والحالة النفسية والنشاط وعادات الأكل وغيرها الكثير، ويمكن أن تؤدي دراسة طبيعة هذه العلاقة إلى تحسين خياراتنا الغذائية واختيارنا استراتيجيات أكثر فاعلية للحفاظ على وزن مناسب والحصول على صحة أفضل على مدار العام.

وفي هذا الصدد، أشار بحث منشور في بداية أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أجرته جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، إلى أن النمط الغذائي في فصل الشتاء قد يكون أفضل لصحتنا الاستقلابية من عادات الأكل في الصيف.

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها لدراسة الارتباط بين الضوء ومعدل الاستقلاب عند الفئران، حيث فحص الباحثون عملية التمثيل الغذائي من خلال مراقبة وزن الفئران وتراكم الدهون فيها وربطها مع عدد ساعات ضوء الشتاء وساعات ضوء الصيف.

اقرأ أيضاً: هل تسبب العشبة الحلوة «ستيفيا» العقم؟ إليك أحدث الدراسات المتعلقة بها

وجد الباحثون أن الاختلاف في عدد ساعات التعرض للضوء بين الصيف والشتاء تسبب بحدوث اختلافات ملموسة في استقلاب الطاقة، وتجلى ذلك في وزن الجسم وكتلة الدهون الكلية ومحتوى الدهون في الكبد، ولم تتعرض الفئران التي تعرضت لعدد ساعات إضاءة مماثل لساعات إضاءة فصل الشتاء لزيادة في وزنها وبالتالي لم تُصب بالسمنة، ولوحظ لدى هذه الفئران تنظيم أكبر ودقيق لمواعيد تناول الوجبات على مدى 24 ساعة، وهذا يفيد في تحقيق الصحة الاستقلابية.

تبرز أهمية هذا البحث بأن الفئران، كالبشر، لا تعتبر حيوانات موسمية، فهي لا تتكاثر في مواسم محددة فقط، إذ تكتسب الحيوانات الموسمية وزناً قبل موسم التكاثر لتوفير إمدادات الطاقة اللازمة لعملية التكاثر والإنجاب، ما سيؤثّر في نتيجة الدراسة.

ستفيد مخرجات هذا البحث في زيادة فهمنا لآلية الاستقلاب البشري المتنوعة في المناطق المختلفة حول العالم، إذ تختلف ساعات التعرض للإضاءة بين القارات والمناطق الجغرافية العالمية بشكلٍ كبير، إذ يقابل شتاء نصف الكرة الشمالي الصيف في نصف الكرة الجنوبي، وهذا يحدث طيفاً كبيراً بالاختلافات الاستقلابية المرتبطة بإيقاعات الساعات البيولوجية.

يُعتبر الأشخاص الذين يسافرون لمسافات طويلة من منطقة زمنية إلى أخرى مختلفة بالطائرة أكثر الذين يشعرون بتأثير الاختلاف الاستقلابي الناجم عن التعرض لساعات إضاءة مختلفة، لأن التغير سيكون كبيراً بوقتٍ قصير على عكس المواسم والفصول التي تعطي بتواليها تدريجاً يجعل تأثير الإضاءة بالنسبة لنا غير ملحوظ.

اقرأ أيضاً: هل قِصر القامة سببه سوء التغذية؟ وهل سنشهد ارتفاعاً في أعداد قصيري القامة؟

أبرز ما خلُصت إليه الدراسة حول علاقة النظام الغذائي بالمواسم والفصول

يمكن تلخيص أبرز نتائج الدراسة الدنماركية بما يلي:

  • يؤثّر الضوء الموسمي، أي عدد ساعات التعرض للإضاءة الشمسية، في معدل استقلاب الطاقة عن طريق تعديل توقيت تناول الطعام وتواتره.
  • تعمل تغييرات ساعات الفترة الضوئية على تغيير إيقاعات الساعة البيولوجية المحيطية الموجودة في الأعضاء المختلفة مثل المعدة والأمعاء والقلب وغيرها، التي يتم تنظيم إيقاعاتها عادةً من قبل الساعة البيولوجية المركزية الموجودة في الدماغ، فاختلاف ساعات الإضاءة سيسبب اضطراباً بالتنسيق بين الساعات البيولوجية المحيطية الموجودة بالأعضاء والساعة البيولوجية المركزية الدماغية.
  • كانت التأثيرات الاستقلابية التي رصدتها الدراسة مستقلة إلى حد كبير عن نظام هرمون الميلاتونين الذي ينظّم النوم واليقظة، وعدة فعاليات تضبطها الساعة الحيوية.
  • تؤدي الفترات الضوئية الأقصر إلى تحسينات في الصحة الاستقلابية. وعلى الرغم من أن هذا التأثير بسيط لكنه تراكمي وسيزداد وقعه مع مرور الوقت.
  • قد يؤثّر التعرض للضوء الاصطناعي، كأضواء النيون في المنازل وعند مشاهدة شاشات الحواسيب أو الهواتف الذكية، لساعات طويلة في معدل الاستقلاب والصحة الاستقلابية لدى البشر، لكن هذا التأثير بحاجة إلى الدراسة على الإنسان نظراً لأن الدراسة تمت على الفئران في المختبرات.

اقرأ أيضاً: ما مدى صحة أن فيتامين سي وفيتامين إي قد يؤديان للإصابة بالسرطان؟ دراسة سويدية تُجيب

من المحتمل أن يغيّر نمط تعرضنا للأضواء الاصطناعية من كفاءة العمليات الاستقلابية التي يجريها جسمنا. وعلى الرغم من عدم وجود قاعدة ثابتة لأن فئة من الناس قد يكسبون وزناً في موسم معين وغيرهم يخسرون الوزن في الموسم نفسه، فالتأثير يستحق الدراسة اللاحقة والتعمق به لإيجاد تطبيقات علاجية معتمدة على هذا التأثير، فقد تصبح الحمية الجديدة في السنوات القادمة تتضمن علاجاً بالتعرض أو الحرمان من الضوء لتخفيف الوزن أو اكتسابه.