هل تُفرِّق البدانة بين الذكر والأنثى؟ بحث جديد يشير إلى أن للجنس والعمر دوراً في زيادة الوزن

2 دقيقة
هل تُفرِّق البدانة بين الذكر والأنثى؟ بحث جديد يشير إلى أن للجنس والعمر دوراً في زيادة الوزن
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Pixel-Shot
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

باتت البدانة مشكلة متنامية في مختلف أنحاء العالم، وذات مضاعفات صحية خطيرة وأعباء مادية لا يُستهان بها في القطاع الصحي. بلُغة الأرقام، فإننا نجد أن 30% من سكان الولايات المتحدة الأميركية يعانون زيادة الوزن ويعاني 42.2% منهم البدانة و9.2% منهم البدانة المرَضية، ويترتب على ذلك ما يُعادل 173 مليار دولار في العام، وذلك حسب إحصائيات عام 2019.

انطلاقاً من هذه النقطة، سُخِّرت الجهود للبحث بشكلٍ أعمق في الأسباب وراء هذه الأعداد المتزايدة للذين يعانون البدانة، وبينما سُلِّط الضوء سابقاً على العوامل الجينية والبيئية كأبرز الأسباب التي تقف وراء البدانة، تتبع بحث جديد بيانات أكثر من 400 ألف مشارك بيّنت أن الجنس والعمر قد يؤديان دوراً في ذلك أيضاً.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تُثبت مخاطر صحية مرتبطة بالأطعمة الجاهزة لاحتوائها على جزيئات بلاستيكية

هل تُفرِّق البدانة حقاً بين الذكر والأنثى؟

في الورقة البحثية التي نُشِرت بعنوان “تحليل واسع النطاق يحدد محددات السمنة الخاصة بالجنس والعمر” في دورية “سيل جينوميكس” (Cell Genomics)، فُحِصت بيانات ما يقارب 420 ألف مشارك بالغ في المملكة المتحدة، وبشكلٍ خاص بيانات طفرات الجينات المرتبطة بمؤشر كتلة الجسم (BMI) لدى الذكور والإناث، بالإضافة إلى المتغيرات الجينية ذات الصلة بحجم الجسم في سن العاشرة.

قال الباحث “جون بيري“، وهو من كبار مؤلفي الدراسة وعالم الوراثة من جامعة كاليفورنيا الأميركية: “الأمر المثير للدهشة هو أنك إذا نظرت إلى وظيفة بعض هذه الجينات التي حددناها، ستجد أن العديد منها يرتبط بشكلٍ واضح بالاستجابة لأضرار الحمض النووي وموت الخلايا، وفي الوقت الراهن الذي لا يوجد فيه نموذج بيولوجي مفهوم لمضاعفات الاستجابة لأضرار الحمض النووي على حجم الجسم، أعطتنا هذه النتائج إشارة على أن الاختلاف في هذه العملية البيولوجية المهمة قد يؤدي دوراً كمسبب للبدانة”.

وكانت الجينات التي ذكرها الباحث بيري هي (DID01) و(PTPRG) و(SLC12A5)، وتبين أن فقدان وظيفة هذه الجينات ارتبط مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الإناث البالغات، أي أن 80% من الإناث ذات المتغيرات التي تطول هذه الجينات أبدين زيادة في الوزن، بينما أظهر فقدان وظيفة الجين (SLTM) نتيجة مماثلة عند الذكور.

اقرأ أيضاً: التهاب عضلات الرقبة: السبب الخفي وراء الصداع الشائع فماذا تعرف عنه؟

من جهة أخرى، كان لبعض الجينات تأثيرات نوعية، فعلى سبيل المثال ارتبط وجود خلل في عمل جين (DIDO1) بوجود مستوى أعلى من التستوستيرون عند الإناث، والذي ظهر على شكل زيادة في نسبة الخصر إلى الورك، بشكل مُغاير لمعايير جسم الأنثى التي يفوق فيها قياس الورك الخصر، والذي بدوره يرتبط بزيادة خطر حدوث أمراض القلب وداء السكري. كما أظهر البحث أن الإناث ذات المتغيرات الجينية التي تطول جين (SLC12A5) كن أكثر عرضة للإصابة بداء السكري النمط الثاني.

عنصر العمر ذو دور في حدوث البدانة

بالمقابل، كان لدراسة دور العمر في حدوث البدانة نصيبٌ من البحث أيضاً، حيث سُلِّط الضوء على ارتباط بعض الجينات بالبدانة عند الأطفال والتي تسببت بارتفاع مؤشر كتلة الجسم لديهم عند البلوغ، بشكلٍ مستقل عن الجينات السابقة التي تتحدد بالجنس، وهذه الجينات كانت (OBSCN) و(MADD).

كما كان الأشخاص الذين لديهم متغيرات (OBSCN) الجينية أكثر عرضة لزيادة الوزن عندما كانوا أطفالاً، ومن جهةٍ أخرى كان للأطفال ذوي متغيرات الجين (MADD) أحجام أجسام أصغر في الطفولة وحافظوا على ذلك عند البلوغ، أي حمتهم متغيرات هذا الجين بشكلٍ ما من البدانة في المستقبل.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: الأغذية التي تحوي الدهون والسكريات تُحفّز الجوع والإفراط في تناول الطعام

واختتم بيري الدراسة بقوله: “ما زلنا في المراحل الأولى من تحديد ملامح هذا الجانب السببي للبدانة، ونأمل أن تتمكن الدراسة من الكشف عن مسارات بيولوجية جديدة تمهّد الطريق يوماً ما لاكتشاف أدوية جينية تُعاكس البدانة، لهذا وضعنا خطوتنا التالية قيد التنفيذ لتكرار الدراسة على عدد أكبر وأكثر تنوعاً من البشر.