هل كل ما نعرفه خاطئ؟ حقيقة الاستهلاك الآمن للكافيين أثناء الحمل

2 دقائق
يوجد الكافيين في العديد من المصادر الغذائية، وما القهوة سوى واحدٍ من تلك المصادر.

كشفت دراسة حديثة نشرتها المجلة الطبية البريطانية عن أن النساء الحوامل أو اللاتي يتطلعن إلى الحمل يجب أن يتجنبن الكافيين، وأكدت الدراسة أن الأدلة تشير إلى أن استهلاك الأمهات الكافيين يرتبط بنتائج الحمل السلبية وأنه لا يوجد مستوى آمن من الاستهلاك.

من الشائع أن استهلاك النساء الحوامل كمية صغيرة من الكافيين يومياً لن يضر بالجنين. وحددت العديد من المؤسسات الصحية حول العالم بما في ذلك هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، وهيئة أطباء النساء والتوليد الأمريكية، والهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية؛ مستوى آمن لاستهلاك الأمهات الكافيين وقدر بـ 200 مللي جرام من الكافيين، والتي تقترب من نحو فنجانين من القهوة يومياً.

أجرت هذه الدراسة مراجعة للأدلة الحالية على نتائج الحمل المتعلقة بالكافيين، لتحديد ما إذا كان المستوى الآمن الموصى به لاستهلاك الحوامل معتمد بشكل سليم، ومن خلال عمليات البحث في قواعد البيانات، وحدد الباحثون 1261 ورقة بحثية باللغة الإنجليزية؛ نشرت وتمت مراجعتها؛ تربط بين الكافيين والمشروبات التي تحتوي على الكافيين ونتائج الحمل.

قلص الباحثون هذه الدراسات إلى 48 دراسة أصلية قائمة على الملاحظة والتحليل الشمولي، ووجد الباحثون أن هذه الدراسات والتي نشرت خلال  العقدين الماضيين، أبلغوا عن نتائج واحدة أو أكثر من 6 نتائج سلبية رئيسية تتعلق بالحمل والكافيين وهم؛ الإجهاض، والإملاص -ولادة جنين ميت-، وانخفاض الوزن عند الولادة و/أو مولود صغير بالنسبة لعمر الحمل، والولادة المبكرة، وسرطان الدم الحاد لدى الأطفال، والسمنة.

وجد الباحثون أن في 37 دراسة أبلغ عن 42 نتيجة منفصلة قائمة على الملاحظة، 32 نتيجة منهم وجدوا أن الكافيين يزيد بشكل كبير من خطر حدوث نتائج سلبية للحمل، و10 نتائج لم تجد ارتباطات أو روابط غير حاسمة. 

ووجد الباحثون أن في 11 دراسة أبلغ عن 17 من نتائج التحليل الشمولي؛ 14 من هذه التحاليل الشمولية ربطت استهلاك الأمهات للكافيين بزيادة الخطر بالنسبة إلى 4 نتائج الحمل سلبية وهم: الإجهاض، والإملاص، وانخفاض وزن المواليد و/أو صغر عمر الحمل، وسرطان الدم الحاد لدى الأطفال. ولم تجد التحليلات الشمولية الثلاث المتبقية علاقة بين استهلاك الأمهات الكافيين والولادة المبكرة.

أكد الباحثون بعد استخلاص هذه النتائج أن دراستهم قائمة على الملاحظة، لذا لا يمكن إثبات العلاقة السببية، وأشار الباحثون إلى أن النتائج يمكن أن تتأثر بعوامل أخرى مربكة، مثل الاستهلاك الكبير الكافيين، وتدخين السجائر عند الأمهات، والأهم من ذلك أعراض الحمل، على سبيل الغثيان والقيء في بداية الحمل تنبئ بحمل صحي، ومن المرجح أن تقلل النساء اللواتي يعانين منها من تناول الكافيين.

خلص الباحثون أن التوصيات الصحية الحالية المتعلقة باستهلاك الكافيين أثناء الحمل بحاجة إلى «مراجعة جذرية». وأكد الباحثون أن الأدلة العلمية المتراكمة تؤكد أن تتجنب النساء الحوامل، والنساء اللواتي يفكرن في الحمل؛ الكافيين.

المحتوى محمي