تختلف ألوان العيون بين البشر في مختلف أنحاء العالم؛ فهناك العيون البنية والخضراء والزرقاء والعسلية وعدة تدرجات منها تعطي ألواناً داكنة أو فاتحة، لكن اختلاف لون العيون لا يُعدُّ فقط عنصراً جمالياً مميزاً، بل قد يعني ارتفاع احتمال إصابة حاملي لون عيون معين للإصابة بأمراض محددة أو امتلاك أصحاب لون عيون معين خصائص تُميّزهم عن ذوي الألوان الأخرى، فما هذه المميزات أو المخاطر؟
اقرأ أيضاً: ما سبب اختلاف لون العين لدى البشر؟
ما سبب ظهور العيون باللون البني أو الأزرق من الناحية الفيزيائية؟
السبب هو تفاوت امتصاص الضوء من صباغ الميلانين الموجود في القزحية، إذ يعطي الميلانين ذو الكثافة العالية لون العيون البني الذي يعتبر اللون الأكثر شيوعاً بين البشر بسبب امتصاص صبغة الميلانين للضوء بشكلٍ أكبر مما تعكسه، بينما تحتوي العيون الزرقاء على كمية أقل من صباغ الميلانين في القزحية، ما يسمح لها بعكس الضوء ونثره بشكلٍ أكبر مما تمتصه فيظهر لون العيون أزرق فاتحاً.
ما سبب الاختلاف في لون العيون بيولوجياً؟
يرجع سبب التنوع الواسع في ألوان العيون الموجودة لدى البشر إلى الاختلافات الوراثية لاثنين من الجينات الرئيسية وهما أو سي أيه 2 (OCA2) وإتش إي آر سي 2 (HERC2)، وتتحكم هذه المورثات في كمية صباغ الميلانين المنتَج في القزحية ونوعيته، وتؤدي الاختلافات في مستويات التعبير عن هذه المورثات إلى ظهور ألوان عيون مختلفة تتراوح من العيون البنية الأكثر شيوعاً إلى اللون الأزرق والأخضر وتدرجاتهما.
اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: كيف يمكن لدموعك أن تكشف عن إصابتك ببعض الأمراض؟
هل يستطيع ذوو العيون الزرقاء الرؤية بشكلٍ أفضل في الضوء الخافت؟
للإجابة عن هذا السؤال، درست الباحثة كيوكو ياماغوتشي وطالبتها فيث إيرين كاين من جامعة ليفربول جون موريس تأثير لون العيون من خلال تسجيل نتائج 39 متطوعاً بالغاً خضعوا لاختبار عيون بسيط مدته 30 ثانية لقراءة لوحة رموز معلقة على الحائط بشروط إضافة منخفضة تدريجياً، واعتمدت ياماغوتشي لتحديد لون العيون على التصريح الشخصي للخاضعين للاختبار وباستخدام دليل معياري لتصنيف ألوان العيون، وتبين أن هناك 25 شخصاً لديهم درجة معينة من لون العيون الأزرق و14 شخصاً يملكون طيف لون العيون البنية الفاتحة أو الداكنة.
وتمكن الأشخاص ذوو اللون الأزرق الفاتح من قراءة الرموز المرسومة على الحائط بشدة إضاءة 0.7 لوكس فقط وسطياً، وهي شدة أقل بكثير مقارنة بذوي العيون البنية الذين بلغ متوسط شدة الضوء الذي استطاعوا قراءة الرموز فيه 0.82 لوكس وسطياً، علماً أن وحدة لوكس هي معيار قياسي لشدة الإضاءة.
تُعدُّ هذه دراسة أولية جرت على حجم عينة صغير نسبياً ولم تخضع بعد لمراجعة الأقران من الباحثين، لكن نتائجها تمهّد للقيام بالمزيد من الأبحاث التي تتناول التأثيرات التي يسببها لون العيون المختلف.
وللمقارنة بين مزايا ألوان العيون، فإن لدى ذوي لون العيون الداكنة احتمالاً أقل للإصابة بسرطان العيون والضمور البقعي وإعتام عدسة العين مقارنة بذوي العيون الفاتحة، ما قد يشير إلى دور القزحية المليئة بالميلانين في توفير درجة من الحماية ضد أمراض العين.
وعلى الرغم من أن ذوي العيون الزرقاء يعانون حساسية أعلى للأشعة الفوق البنفسجية القادمة من أشعة الشمس والضوء الاصطناعي الساطع الناتج عن شاشة الكمبيوتر أو إضاءة الفلورسنت، لكن وفقاً لهذه الدراسة قد تكون لهم أفضلية في حدة البصر بالأجواء ذات الإضاءة الخافتة.
ومهما كان لون العيون، فمن الأفضل ارتداء النظارات الشمسية الواقية من الأشعة الفوق البنفسجية لحماية العينين من الضرر والحفاظ على صحتها.
اقرأ أيضاً: دراسة جديدة تسهم في تفسير الاختلافات في أطوال البشر
حقائق عن لون العيون
من الحقائق اللافتة عن لون العيون ما يلي:
- في الأصل كان للبشر جميعهم عيون بنية وذلك قبل 10,000 عام.
- يُعتقد أن لون العيون الأزرق أصله شخص واحد عاش منذ 10,000 عام ومنه انتشر لون العيون هذا ليشكّل نسبة 18% من لون العيون في العالم.
- عادة ما يكون لدى الأطفال عيون زرقاء عند الولادة، ثم تتراكم صباغ الميلانين تدريجياً لتأخذ العيون لونها الأصلي.
- يمكن للشخص أن يمتلك لونين مختلفين في العين الواحدة أو لوناً مختلفاً في كل عين، وتدعى هذه الحالة التغاير اللوني (Heterochromia).
- يُعدُّ لون العيون الأخضر الأكثر ندرة بين ألوان العيون الأخرى، ويشكّل ذوو العيون الخضراء نسبة 2% من سكان العالم.
- يمكن أن يتغير لون العيون عند الإصابة ببعض الحالات المرضية مثل داء ويلسون، لذا من المهم استشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغير في لون العينين.